الحرب المستعرة تغيّر أنماط حياة السودانيين

الحرب المستعرة تغيّر أنماط حياة السودانيين

14 اغسطس 2023
المواطنون يعانون من أوضاع معيشية صعبة (أشرف الشاذلي/فرانس برس)
+ الخط -

غيّرت الحرب الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع مسار حياة العديد من السودانيين. ويأتي ذلك وسط تداعيات معيشية خانقة يعيشها السودانيون نتج عنها زيادة البطالة والفقر والغلاء.

ودفعت الحرب التي اقتربت من نهاية شهرها الرابع نصف أفراد الشعب السوداني إلى الوقوع تحت براثن الجوع، والملايين إلى النزوح بعيدا عن مناطق الصراع.

وفي إطار هذه التطورات وفي مدينة ود مدني بولاية الجزيرة التي تعدّ بين أكبر مراكز استقبال الفارّين من العاصمة، إذ تبعد عنها جنوبا نحو 200 كيلومتر، يقول أستاذ الهندسة الجامعي علي سيف لوكالة فرانس برس إن "المعاناة تخلق منك مبدعًا.. لقد لاحظت عدم توفّر الصابون في السوق واحتياج الجميع إليه، فقرّرت صنعه".

وسيف واحد من ثلاثة ملايين نازح من الخرطوم بسبب الحرب التي اندلعت بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في 15 نيسان/إبريل. وفرّ كثيرون إلى ولايات أخرى بمنأى عن القتال وبعضهم الآخر عبر الحدود إلى البلدان المجاورة.

وبين الأواني التي يُخلط فيها سائل الصابون قبل أن يتمّ إفراغه في قوالب مكعبة الشكل من أجل المنتج النهائي، يجلس سيف في غرفته في مخيم مؤقت للنازحين، ويقول "لم أتقاضَ راتبا منذ آذار/مارس"، مشيرا إلى تعطّل معظم المصارف والشركات بسبب الحرب.

ولا تزال أزمة انقطاع رواتب الموظفين قائمة بسبب تعطل أجهزة الدولة والبنوك منذ اندلاع الصراع في منذ 15 إبريل/ نيسان الماضي، إذ عجزت الحكومة عن صرف رواتب نحو 859 ألف موظف.

وفي كشك صغير لبيع الطعام في ود مدني، يحضّر محمد علي القادم من الخرطوم والذي كان موظفا في مؤسسة عامة، الطعام لتقديمه للزبائن.

ويقول لـ"فرانس برس": "اضُطررنا لإيجاد بدائل. لذلك قررت مع بعض الأصدقاء فتح كشك صغير يقدم أصناف طعام من العاصمة غير منتشرة في مدني". يقدّم علي في محلّه الصغير الفلافل ووجبة "البوش" التي يتناولها سكان العاصمة بشكل شائع وعلى مدار اليوم وهي عبارة عن خبز مقطع في صحن كبير مضاف إليه الفول المدمس وبيض وجبن وبهارات.

ومن داخل كشك صغير آخر في سوق مدينة الحصاحيصا بولاية الجزيرة، تجلس السودانية ميشيل إيليا التي كانت تعمل معلمة في مدرسة في أمّ درمان، ضاحية غرب الخرطوم الكبرى، تصنع وتبيع رقائق الخبز. وتقول إيليا من وراء نظاراتها الطبية: "بعدما كنت أطمح الى أن أكون أستاذة كبيرة ينتهي بي الحال هنا.. لأول مرة أعمل في السوق".
(العربي الجديد، فرانس برس)

المساهمون