تتوقع بنوك عالمية كبرى عودة سعر النفط إلى 100 دولار قبل نهاية العام الجاري، وهو احتمال يمكن أن يفرض المزيد من الضغوط على المستهلكين، ويجعل من الصعب على محافظي البنوك المركزية كبح جماح التضخم، وفقاً لموقع "سي بي سي".
وارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط القياسي في أميركا الشمالية بنسبة 30 في المائة منذ الأول من يونيو/ حزيران، ويدور هذا الأسبوع حول 90 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي. وجرى تداول خام برنت القياسي العالمي أعلى من 93 دولارًا يوم الأربعاء.
ويتوقع كل من "بنك أوف أميركا" و"سيتي غروب" و"غولدمان ساكس" الآن وصول سعر خام برنت إلى 100 دولار قبل عام 2024، كما هو الحال مع الرئيس التنفيذي لشركة "شيفرون" مايك ويرث، وفقًا لتقرير "بلومبيرغ".
وحذر الخبراء في "جي بي مورغان" من أن أسعار النفط قد ترتفع وتؤدي إلى تراجع الاقتصاد بشكل أكبر إذا واجهت إمدادات النفط ضغوطا مستمرة. وقال الاستراتيجيون: "هناك أيضًا قلق من أن تخفيضات العرض الأخيرة لم تنته بعد، وأن سعر النفط قد يقفز أكثر بكثير ليصل إلى 120 دولارًا للبرميل ( وهو مستوى يعادل قفزة بنسبة 60% خلال النصف الثاني من العام)، ونقدر أنه إذا حدث ذلك في الأسابيع المقبلة، وكان من المقرر أن يعزى ذلك بالكامل إلى تخفيضات الإمدادات، فإن الاقتصاد العالمي سيتباطأ إلى شبه التوقف في الربع المقبل".
وأضاف البنك: "في الواقع، فإن القفزة التراكمية بنسبة 60% في أسعار النفط ستمثل نوعا من الصدمة التي لا تحدث عادة إلا قبل فترات الركود".
وقال أندرو بوتيريل، من شركة "ديلويت كندا"، في مقابلة يوم الأربعاء مع "سي بي سي"، إنه يعمل حاليًا على تقرير توقعات أسعار النفط القادم لشركة ديلويت ويفكر فيما إذا كان سيراجع توقعاته السابقة للأعلى.
وقال بوتيريل: "أستطيع أن أرى ذلك بالتأكيد، سعر النفط 100 دولار. يمكنني أن أذكر الكثير من الأسباب التي تجعل النفط يرتفع الآن أكثر من الانخفاض".
وفي الأسبوع الماضي، توقعت وكالة الطاقة الدولية أن ينمو الطلب العالمي على النفط إلى 101.8 مليون برميل يوميا بحلول نهاية هذا العام، مدفوعا بتجدد الطلب الصيني.
بالإضافة إلى ذلك، وافقت السعودية وروسيا مؤخرًا على تمديد تخفيضاتهما الطوعية لإنتاج النفط حتى نهاية هذا العام، مما أدى إلى ما تسميه وكالة الطاقة الدولية "عجزًا كبيرًا في السوق".
وقال بوتيريل: "لدينا طلب عالمي قوي للغاية في الوقت الحالي. ومع دخولنا فصل الشتاء، يكون هذا دائمًا موسم استهلاك كبير، حيث تبدأ في رؤية الطلب على التدفئة. وهذا يجعلنا ننظر حقًا إلى المدى الذي قد نرى فيه ارتفاع السعر"، وشدد: "تلعب تكاليف الطاقة دوراً كبيراً في حياتنا جميعاً، وهي بالتأكيد جزء كبير من حساب التضخم".
وفي مذكرة بحثية، قال فيل سكولنيك، محلل Eight Capital، إنه للعام 2024 بأكمله، يواصل توقع متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط عند 86 دولارًا للبرميل ومتوسط سعر برنت عند 90 دولارًا.
لكنه متفائل أيضًا بشأن أسعار النفط لهذا الخريف، مشيرًا إلى أن توقعات الطلب العالمي لمنظمة أوبك لعام 2023 تبلغ رقمًا قياسيًا يتراوح بين 103 و104 ملايين برميل يوميًا، وهو أعلى حتى من توقعات وكالة الطاقة الدولية.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
