بوتين من أغنياء العالم: 3 نظريات حول مصدر ثروته

27 فبراير 2022
قدّرت بعض المصادر ثروة بوتين بنحو 200 مليار دولار (Getty)
+ الخط -

أصبح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مرمى العقوبات المالية الغربية، بعد غزوه أوكرانيا، متجاهلاً التحذيرات الدولية من عواقب ذلك عليه وعلى اقتصاد بلاده، وهو ما أثار التساؤلات عن حجم ثروة بوتين وكيف جمعها وتداعيات تلك العقوبات عليها.

وفقاً لتقرير حديث لموقع "فوربس"، فإن اكتشاف صافي ثروة بوتين هو اللغز الأكثر صعوبة، واصفاً إياه بأنه أصعب من رصد ثروات رؤساء آخرين، وحتى أباطرة المخدرات، حيث خاطر المحرر بالموقع بول كليبنيكوف، بحياته من أجل هذه القضية، وأُطلِقَت النار عليه في شوارع موسكو في عام 2004، بينما كان يحقق في تلك الثروات.

وطرح الموقع ثلاث نظريات أو نماذج بناءً على المصادر والخبرة لرصد حجم ثروات بوتين: 

نموذج خودوركوفسكي (THE KHODORKOVSKY MODEL)

تقوم النظرية الأولى على فكرة تهديد بوتين لرجال الأعمال الأثرياء بتقاسم ثروتهم أو سجنهم، وهو ما يسمى نموذج خودوركوفسكي، وهو ملياردير روسي شكلت شركته، يوكوس، 17٪ من إنتاج النفط الروسي، وكان يُنظر إليها على أنها تتمتع بنفوذ كبير في الكرملين. كانت ثروته الشخصية 3.7 مليارات دولار، وكان أغنى رجل في روسيا، ثم تضاعفت خلال العام التالي، ولكن بحلول أكتوبر/تشرين الأول2003، كان في السجن، وأدين بالاحتيال والتهرب الضريبي.

قدر براودر في عام 2017 أن قيمة بوتين كانت 200 مليار دولار ، وهو ما كان سيجعله أغنى شخص في العالم في ذلك الوقت. 

وفقاً لتحليل رجل الأعمال الأميركي، بيل براودر، بناءً على متابعاته لهذه القضية لسنوات، كانت الصفقة تقوم على مبدأ "أعطني 50٪ من ثروتك، وسأسمح لك بالاحتفاظ بالـ 50٪ الباقية. أما إذا رفضت، فسأصادر 100٪ من ثروتك ويُلقى بك في السجن".

بناءً على هذه الحسابات، قدّر براودر في عام 2017 أن قيمة بوتين كانت 200 مليار دولار، وهو ما كان سيجعله أغنى شخص في العالم في ذلك الوقت.

كان حساب براودر بسيطاً: لقد جمع صافي ثروات جميع الأوليغارشية الروسية، وقسّمها على اثنين.


وما أعطى صدقية لهذه النظرية، ما أكده بيوتر أفين، رئيس أكبر بنك للقطاع الخاص في روسيا، الذي تقدّر فوربس قيمته بنحو 4.8 مليارات دولار، أنه كان أحد 50 رجل أعمال روسياً يجتمعون بانتظام مع بوتين في الكرملين.

وقال آفين إنه أخذ هذه الاجتماعات على محمل الجد، وفهم أن أي اقتراحات أو انتقادات وجهها بوتين خلال هذه الاجتماعات كانت توجيهات ضمنية، وأنه ستكون هناك عواقب عليه إذا لم يتابعها".

نموذج المافيا (THE  MAFIA MODEL)

السيناريو الثاني لتكوين ثروة بوتين، ما أسمته المجلة "نموذج ألمافيا"، حيث إن ثروة بوتين تأتي من مساعدة دائرته المقربة من الأصدقاء والعائلة، على أن يصبحوا أغنياء من خلال منحهم عقوداً حكومية أو ملكية في الشركات، مقابل حصوله على رشىً نقدية أو حصص في الشركات.

في بعض النواحي، يبدو الأمر وكأنه هيكل مافيا، حيث يكون الجنود والمليارديرات مدينين دائماً لرئيسهم بوتين، حيث يقومون بالعمل القذر، بينما يحصل هو على قسط من الإيرادات.

وفقاً للاقتصادي السويدي أنديرس أسلوند (Anders Aslund)، وهو مؤلف كتاب رأسمالية الأصدقاء الروسية (Russian's Crony Capitalism) عام 2019، فإن بوتين جنّد عائلته وأصدقاء الطفولة والحراس الشخصيين وغيرهم للاحتفاظ بأمواله.

ويقدر المؤلف أن لكل شخص ما بين 500 مليون وملياري دولار، ومن ثم فإنّ صافي ثروة بوتين يراوح بين 100 و130 مليار دولار.

من بين أصدقاء بوتين الذين أصبحوا أثرياء للغاية، أركادي روتنبرغ، الذي تلقى أكثر من 7 مليارات دولار من عقود حكومية مختلفة في الفترة التي سبقت أولمبياد سوتشي.

وأخيراً، أعلن الملياردير الروسي روتنبرغ، امتلاكه لمجمع ضخم من المباني على ساحل البحر الأسود، بينما أطلق عليه المعارض الروسي أليكسي نافالني "قصر بوتين".

قدر الكاتب السويدي انديرس اسلوند ثروة بوتين بين 100 و 130 مليار دولار موجودة ضمن ممتلكات عائلته وأصدقاءه المقربين

وهناك كيريل شامالوف، صهر بوتين السابق الذي أصبح مليارديراً بعد ثلاث سنوات من الزفاف، حيث اشترى حصة 17٪ في شركة البتروكيماويات الروسية الضخمة سيبور (Sibur) من صديق آخر لبوتين، وهو جينادي تيميشينكو، بعد اقتراض الأموال من غازبروم بنك (Gazprom bank)، وهي المؤسسة المسؤولة عن ثلثي ثروة بوتين، وفقاً للمؤلف. لكن بعد الانفصال عن زوجته، باع شامالوف حصته في سيبور.

أيضاً هناك عازف التشيلو، سيرغي رولدوغين، وهو أحد أقرب أصدقاء بوتين، والذي ورد اسمه في تحقيق أوراق بنما لعام 2016 بسبب الإبلاغ عن علاقاته بشبكة من الشركات التي لديها تدفقات نقدية تصل إلى مليارَي دولار، إضافة إلى تقرير عن ملكيته لأصول بقيمة 100 مليون دولار.

يقول أسلوند إنه "كلما زاد ثراؤك، زاد اعتمادك، فالثروة لا تمنحك الحرية، بالتأكيد في روسيا. هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن تحدث عندما يكون لديك الكثير من المال".

نموذج أنا الدولة أو (bluster)

تقوم النظرية على أنّ من الممكن أن يكون لدى بوتين القليل من المال الخاص به، لكنه يمتلك القوة التي تجعله يمتلك ما يريد. فوفقاً للإفصاح المالي الرسمي لبوتين، الذي يصدره الكرملين سنوياً، فإن دخله لعام 2020 يقدَّر بنحو 8.6 ملايين روبل (نحو 107 آلاف دولار) يتقاضاها عن منصبه الرئاسي. والأصول الوحيدة التي أكد ملكيتها هي: ثلاث سيارات، ومقطورة، وشقة بمساحة 800 قدم مربع، ومرأب بمساحة 200 قدم مربع، بالإضافة إلى استخدام شقة بمساحة 1600 قدم مربع ومكانين لوقوف السيارات. 

ولم يذكر الإفصاح أي معلومات عن ممتلكات أخرى مثل مجموعته الضخمة من ساعات اليد الفاخرة، أو القصور واليخوت والطائرات التي يستخدمها كزعيم لروسيا بلا منازع.
يستشهد بعض المراقبين بهذه الزخارف الفخمة لسلطة الدولة كأمثلة على سبب عدم احتياج بوتين للثروة الشخصية. 
كتب ليونيد بيرشيدسكي، في عام 2013 أن "بوتين لديه الدولة بأكملها تحت تصرفه، ويكفي أن يشير بأصابعه، فتتنازل الشركات المملوكة للدولة عن الأصول لأصدقائه بأسعار منخفضة للغاية، أو يهمس فيشارك رجال الأعمال الأثرياء من القطاع الخاص في التجديد الفخم لمقر رئاسي". أخيراً، قد لا يحتاج بوتين إلى المال، ما دام يمتلك السلطة والقوة التي تمنحه إياه في أي وقت.

تقديرات أخرى

بعيداً عن نظريات "فوربس" الثلاثة حول ثروة بوتين، هناك مواقع أخرى سعت لرصد هذه الثروة. فوفقاً لموقع (fortune)، قدّر ستانيسلاف بيلكوفسكي، المعارض الروسي، أن بوتين كان لديه صافي ثروة قدرها 70 مليار دولار في عام 2012، بناءً على امتلاكه لحصص في شركات النفط والغاز الروسية مثل غازبروم وسورغوت نفط جاس.

بينما أكد الملياردير الروسي المنفيّ سيرغي بوجاتشيف لصحيفة الغارديان في عام 2015، أن "كل ما يخص أراضي الاتحاد الروسي يعتبره بوتين ملكاً له... ولن تنجح أي محاولة لحساب ثروته الصافية".

ووفقاً لتقرير نشره موقع ياهو نيوز (yahoo news) أخيراً، يمتلك بوتين يخوتاً فارهة، أحدها وصل سعره إلى 125 مليون دولار، وقصوراً ضخمة وُصف أحدها بـ"الأهرامات المصرية" وقُدِّر ثمنه بنحو 1.4 مليار دلار.

ووفقاً لتحقيق وكالة "رويترز" في عام 2015، كانت ابنة بوتين، كاترينا، البالغة من العمر 29 عاماً آنذاك، تمتلك شركات تبلغ قيمتها نحو مليارَي دولار مع زوجها الذي انفصلت عنه بعد ذلك، كيريل شامالوف، كذلك كانت تمتلك فيلا في فرنسا بقيمة 3.7 ملايين دولار، ولا يُعرف الكثير عن ثروة ابنته الأخرى.

المساهمون