تشكيك ألماني في انتهاء روسيا من إنشاء أنبوب غاز مثير للجدل

تشكيك ألماني في انتهاء روسيا من إنشاء أنبوب غاز مثير للجدل

06 يونيو 2021
عمال في موقع بناء قسم من خط أنابيب نورد ستريم 2 (Getty)
+ الخط -

شككت صحيفة "بيلد" الألمانية، في تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال منتدى بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، التي قال فيها إن الخط الأول من مشروع أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" لإيصال الغاز إلى ألمانيا اكتمل على الرغم من المعارضة الأميركية الشديدة.

ووصفت الصحيفة، واسعة الانتشار، في تقرير على موقعها الإلكتروني، مساء السبت، إعلان بوتين بأنه "كان مزيجاً من أنصاف الحقائق"، مضيفة أنه خدع المشاركين في المنتدى في ما يخص مشروع أنابيب الغاز إلى أوروبا عبر بحر البلطيق "نورد ستريم 2"، وكذلك استمرار نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا.

وكان الرئيس الروسي قد قال يوم الجمعة الماضي :" يسعدني أن أعلن أنه اليوم، قبل ساعتين ونصف الساعة، اكتمل بنجاح مدّ الخط الأول لأنبوب الغاز نورد ستريم 2"، مضيفا أن "العمل في الخط الثاني مستمر"، وأن بلاده مستعدة لمتابعة مشاريع مماثلة مع أوروبا.

وجاء إعلان بوتين قبل قمة مرتقبة مع الرئيس الأميركي جو بايدن في 16 يونيو/حزيران الجاري. ويتوقع أن يضاعف خط الأنابيب الذي تبلغ تكلفته 12 مليار دولار ويمر تحت بحر البلطيق شحنات الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا.

وعارضت أوكرانيا وبولندا ودول البلطيق المجاورة لروسيا خط الأنابيب بشدة، خشية زيادة نفوذ موسكو في السياسات الإقليمية. وأدى بناء خط الأنابيب إلى توترات بين الولايات المتحدة وألمانيا، لكن واشنطن تخلت في النهاية عن العقوبات المفروضة على شركة بناء خط الأنابيب التي تسيطر عليها روسيا.

ووفق صحيفة بيلد الألمانية، فإن تصريحات بوتين حول الانتهاء من الخط الأول للغاز، تم دحضها من قبل المتحدث باسم "نورد ستريم 2" شتيفان ايبرت، مشيرا إلى أنه يحتاج إلى المزيد من الوقت، إذ يجب رفع خط الأنابيب من قاع البحر ليجري دمجها في عملية معقدة على ظهر السفن.

كما نقلت عن خبير الطاقة الأميركي بنيامين شميت، قوله إن الخط الأول يلزمه شهور للقبول المسبق والتكليف بالعمل المطلوب، علما أن وجود مخاطر عقوبات قد تمنع هذه الخطوة.

في السياق ذاته، اعتبر ساشا مولر كرينر، المدير العام لشركة "دويتشه اومفلتهيلفه" المهتمة بحماية البيئة أن "خط أنابيب نورد ستريم 2 لم يكتمل، ولن يحدث ذلك على المدى القصير، وما زال طلبنا المقدم إلى السلطات الرسمية للترخيص بمراجعة التأثيرات المناخية الهائلة معلقاً".

وتدافع ألمانيا عن المشروع، بينما تعارضه أوكرانيا بشدة، إذ ترى فيه أداة بيد موسكو لفرض نفوذها السياسي وحرمان أوكرانيا من رسوم عبور إمدادات الغاز.

وفرضت الإدارات الأميركية المتعاقبة عقوبات لمحاولة وقف المشروع. لكن بوتين أبلغ منتدى بطرسبرغ "أعتقد أنه سيكتمل، خاصة في ضوء حديث الإدارة الأميركية الجديدة عن نيتها بناء علاقات طيبة مع حلفائها الرئيسيين في أوروبا.. كيف تبني علاقات طيبة مع شركائك إذا كنت تتجاهل مصالحهم؟ هذا هراء".