النفط يصعد بداية تعاملات اليوم وإيرادات "أوبك" ترتفع منذ بداية العام

03 يوليو 2017
مكاسب محدودة بفعل تقارير عن ارتفاع إنتاج أوبك (الأناضول)
+ الخط -

ارتفعت أسعار النفط، اليوم الإثنين، مدعومة بأول انخفاض في نشاط الحفر بالولايات المتحدة خلال أشهر، لكن مكاسب السعر جاءت محدودة بفعل تقارير عن ارتفاع إنتاج أوبك، الشهر الماضي، على الرغم من تعهد المنظمة بخفض المعروض.

وبحلول الساعة 06.43 بتوقيت غرينتش ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 13 سنتا أو ما يعادل 0.3% إلى 48.90 دولاراً للبرميل، بعد أن قفزت 5.2% الأسبوع الماضي في أول زيادة أسبوعية لها خلال ستة أسابيع.

وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 17 سنتا أو 0.4% إلى 46.21 دولاراً للبرميل لتعزز مكاسب الأسبوع الماضي البالغة 7%.

وتلقت الأسعار الأميركية دعما مع تراجع أنشطة الحفر المتعلقة بزيادة إنتاج النفط في الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ يناير/ كانون الثاني، حيث تقلص عدد الحفارات بمقدار حفارتين.

وقالت أكسي تريدر للوساطة في العقود الآجلة اليوم إن هذا "أول شرخ في عزم (شركات) النفط الصخري الأميركي على مواصلة زيادة الإنتاج على الرغم من التراجع الكبير في السعر".

وعلى الرغم من تراجع أنشطة الحفر الأميركية فإن إجمالي عدد الحفارات ما زال أكثر من مثلي مستواه للأسبوع المماثل قبل عام عندما سجل 341 حفارة، حسبما أفادت بيكر هيوز لخدمات الطاقة. 

ارتفاع الإيرادات

ورغم تنامي مخزونات النفط حتى بعد الاتفاق العالمي لخفض الإنتاج وهبوط أسعار الخام بنسبة 20 % في الشهر المنصرم، إلا أن إيرادات الدول الأعضاء في أوبك شهدت زيادة هذا العام مقارنة بالعام الماضي ومن المرجح أن تدفع إمكانية زيادة الإيرادات أوبك للتمسك بتخفيضات الإنتاج بل وزيادتها.

وحقق أول خفض للإنتاج تقرره أوبك في ثمانية أعوام إيرادات بلغت 1.64 مليار دولار يوميا للمنظمة، منذ بداية العام بزيادة أكثر من 10% عن النصف الثاني من 2016 وفقا لحسابات وكالة "رويترز" من واقع بيانات أوبك لمتوسط الإنتاج وسعر سلة خاماتها حتى 20 يونيو/ حزيران.

ومقارنة بالنصف الأول من 2016 حين هوت الأسعار لأقل مستوى في12 عاما قرب 27 دولارا للبرميل، تكون الزيادة بنسبة 43% رغم عدم حدوث تغير يذكر في مستوى إنتاج الدول الأعضاء في أوبك.

وقد يزيد الإنتاج خلال الفترة المتبقية من العام إذا تبددت تخمة المعروض كما تأمل أوبك. واتفقت أوبك مع روسيا وغيرها من المنتجين من خارج المنظمة، في 25 مايو/ أيار، على تمديد تخفيضات الإنتاج التي أقرها الاتفاق الأول حتى نهاية النصف الأول من 2017 لتصبح حتى مارس/ آذار من العام المقبل.

وقال شكيب خليل وزير النفط الجزائري السابق "أتوقع أن تحقق أوبك مكاسب أكبر في النصف الثاني من 2017 نتيجة لشح السوق في الربعين الثالث والرابع رغم زيادة الإمدادات من دول من خارج أوبك لم يشملها الاتفاق، وإنتاج يفوق التوقعات من ليبيا ونيجيريا".

وتوقع أن ترتفع إيرادات أوبك نحو 8% في النصف الأول من العام الجاري، بعد أن تحركت المنظمة في نهاية العام الماضي لخفض الإنتاج نحو 4%.
وتابع "الزيادة الكلية لإيرادات أوبك ستتراوح بين 9 و 10% في 2017 كاملا مقارنة بعام 2016".

وقال ديفيد فايف كبير الاقتصاديين في شركة جونفور للتجارة"أعتقد أن حجم النزيف الذي أصاب إيرادات السعودية في الفترة من2014 إلى 2016 قد حمل المملكة على العودة مرة أخرى لطاولة أوبك، قبل أن تكتمل فعليا مهمة تضييق الخناق على إمدادات النفط الصخري الأميركي ومنتجين آخرين من خارج أوبك".

وقال: "لكن اتفاق الإنتاج نجح على الأقل في وقف نزيف السيولة في الوقت الحالي".
ويرحب أعضاء أوبك بالزيادة في الإيرادات لكنها لم تسد بعد العجز الذي أصاب الميزانيات.

وتقدر شركة إيه.بي برنشتاين لإدارةالأصول أن السعودية تحتاج لسعر يقترب من 75 دولارا للبرميل لتحقيق التوازن بين الإيرادات والنفقات.

وقال فايف من جونفور إن من المحتمل أن تعطي زيادة الإيرادات في النصف الأول من العام حافزا كافيا لمواصلة التخفيضات، بل ودراسة خطوات أخرى.

وقال فايف: "ينبغي أن تقنع الحسابات أوبك وروسيا بجدوى الالتزام بها (التخفيضات) وربما خفض كميات إضافية تكفي لتعويض زيادات في ليبيا ونيجيريا، وجني ثمار ذلك بإيرادات أعلى في 2017"، وتابع: "لكن ستكون هناك مصاعب في تحديد نسب تخفيضات إضافية".

ويعتقد خليل أنه ينبغي أن تبقي أوبك على تخفيضات الإنتاج بعد انتهاء الاتفاق الحالي للحفاظ على ما تحقق لها من زيادة في الإيرادات في العام الجاري.

وقال "سيكون في صالح أوبك أن تخطط لمد تخفيضات الإنتاج بعد نهاية مارس/آذار 2018 للحفاظ على زيادة بين 9 .10% في إيرادات 2017".


(رويترز، العربي الجديد)


المساهمون