النفط يرتفع مع تصاعد النزاع التجاري الأميركي الصيني

11 يونيو 2019
مخاوف من هبوط النفط إلى 30 دولاراً (فرانس برس)
+ الخط -
ارتفعت أسعار النفط في الأسواق العالمية اليوم الثلاثاء، بعد هبوط مُنيت به أمس الإثنين، فيما واصلت سياسة التصعيد التجاري التي تمارسها الإدارة الأميركية حيال الصين وغيرها من الدول، ضغوطها على سوق البترول، ولا سيما مع استعداد بكين للمواجهة بوتيرة عالية.

فقد صعد سعر البرميل اليوم، مقتدياً بصعود الأسواق المالية ومتلقياً الدعم من توقعات بأن "منظمة الدول المصدرة للبترول" (أوبك) وحلفاءها سيُبقون على قيود الإمدادات، لكن محللين يرون أن الخلافات التجارية الصينية - الأميركية تؤثر على الأسعار.

وبحلول الساعة 6:30 بتوقيت غرينتش، بلغ سعر برميل العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت لشهر أقرب استحقاق 62.71 دولاراً، مرتفعاً 0.7% مقارنة مع سعر إغلاق أمس الإثنين، وفقاً لبيانات رويترز.

وبلغ سعر برميل العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 53.85 دولاراً، مرتفعاً 1.1% مقارنة مع سعر التسوية السابقة.
يأتي ارتفاع اليوم بعدما نزلت الأسعار نحو 1% في الجلسة السابقة، حيث تراجعت العقود الآجلة للخام بنحو 20% من ذروة 2019 التي سجلتها أواخر إبريل/ نيسان، منخفضة بفعل تراجع اقتصادي واسع النطاق بدأ في التأثير على استهلاك النفط.

ويقول متعاملون إن العقود الآجلة للخام ارتفعت اليوم، بفعل صعود الأسواق المالية بصفة عامة وبعد أن خففت بكين قواعد تمويل لوقف تراجع الاقتصاد.

وعلى جانب الإنتاج، قالت روسيا أمس الإثنين، إنها قد تؤيد تمديد تخفيضات الإمدادات السارية منذ يناير/ كانون الثاني، محذرة من أن أسعار النفط قد تهبط إلى 30 دولاراً إذا ضخ المنتجون نفطاً أكثر من اللازم.

وتكبح منظمة "أوبك" وبعض المنتجين المستقلين، بما فيهم روسيا، المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، الإمدادات منذ بداية العام لدعم الأسعار.

ومن المقرر أن تجتمع "أوبك+" أواخر يونيو/ حزيران أو أوائل يوليو/ تموز، لاتخاذ قرار بشأن سياسة الإنتاج لبقية العام.

ونقلت "فرانس برس" عن المحلل في مجموعة "فيليب فيتشرز" في سنغافورة، بنجامين لو، قوله إن "المخاوف المتزايدة المتعلقة بالطلب وضعف الاقتصاد ستؤثر على الأسعار في الأمد القصير".
أما المحلل في مجموعة "فانغارد ماركيتس" ستيفن اينيس، فقد رأى أن الأسواق ما زالت تحت تأثير العرض المفرط وانخفاض الطلب، مضيفاً أن "هناك مخاوف حقيقية بسبب التباطؤ الصيني وضعف الاتحاد الأوروبي ومعطيات اقتصادية أميركية بدأت تترنح"، وحذر من أن "التراجع الاقتصادي خطر قائم فعلاً".

الصين تتوعّد بالردّ على التصعيد التجاري الأميركي

التصعيد الأميركي قابلته بكين بحزم، إذ قالت وزارة خارجيتها اليوم الثلاثاء، إن الحكومة سترد بقوة إذا أصرّت الولايات المتحدة على تصعيد توترات التجارة، بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه مستعد لفرض المزيد من الرسوم، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في قمة مجموعة العشرين التي تُعقد في يونيو/ حزيران الجاري.

وكرر ترامب أنه مستعد للقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة أوساكا في نهاية هذا الشهر، لكن الصين لم تؤكد الأمر.

وقال ترامب الأسبوع الماضي، إنه سيتخذ قراراً بعد الاجتماع مع زعماء أكبر اقتصادات عالمية، بشأن ما إذا كان سينفذ تهديداً بفرض رسوم على سلع صينية لا تقل قيمتها عن 300 مليار دولار.
وأمس الإثنين، صرّح ترامب بأنه مستعدّ لفرض جولة أخرى من الرسوم العقابية على واردات صينية، إذا لم تحرز المحادثات مع الرئيس الصيني شي في أوساكا تقدماً.

ومجدداً، لم يتطرق المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قنغ شوانغ، إلى تأكيد اجتماع شي وترامب في مجموعة العشرين، قائلاً إن المعلومات سيتم الإفصاح عنها فور أن تتوافر للوزارة.

وقال إن "الصين لا ترغب في خوض حرب تجارية، لكننا لا نشعر بالخوف من خوض حرب تجارية"، مضيفاً أن باب الصين مفتوح أمام المحادثات المبنية على المساواة.

وأضاف: "إذا كانت الولايات المتحدة ترغب فقط في تصعيد النزاعات التجارية، فسنرد بالتأكيد ونحارب حتى النهاية".

وتصاعدت التوترات بين واشنطن وبكين بحدّة في مايو/ أيار، بعد أن اتهمت إدارة ترامب الصين بالنكوص عن تعهدات بإجراء تعديلات هيكلية في الاقتصاد، بعد محادثات تجارية امتدت لأشهر.
المساهمون