نقص المازوت يهدد غابات سورية

08 نوفمبر 2014
النظام السوري أحرق معظم الغابات في إدلب (أرشيف/getty)
+ الخط -

بعد ارتفاع سعر لتر المازوت من 60 إلى 80 ليرة رسمياً، و200 ليرة في السوق السوداء، لم يبق أمام السوريين من فرص لمواجهة فصل البرد والمطر إلا "الاحتطاب" والتعدي على الغابات، التي تعاني من حرائق براميل وصواريخ نظام الأسد، كما حصل قبل أيام قليلة في غابات الزعينية، غرب جسر الشغور، في محافظة إدلب القريبة من الحدود التركية، والتي قدرت وزارة البيئة في حكومة الأسد أضرارها بنحو 200 ألف دولار.

كما شهدت غابات الساحل السوري عمليات إحراق متعمد لملاحقة الثوار الذين يجدون في الأشجار مخبأ، كالحريق الذي شب في غابات كسب ومحمية الفرنلق على مساحة 4500 هكتار.

الإعلامي والكاتب عمر أبو خليل من ريف اللاذقية قال: إن منع النظام دخول المشتقات النفطية إلى المناطق المحررة، وتوقف التكرير اليدوي البدائي بعد قطع الإمدادات التي كانت تأتي من الآبار التي يسيطر عليها الثوار، بعد قصف طيران التحالف لمناطق الآبار، حوّل الغابات المحروقة إلى عمل ومصدر رزق لبعض السوريين.

ويضيف أبو خليل لـ"العربي الجديد": يلجأ بعض السكان المجاورين للغابات إلى حرق بعض الأشجار للتدفئة، ويبيعون قسماً آخر ليسدوا بثمنه احتياجاتهم اليومية، بعد حصار التجويع الذي يمارسه الأسد على ريف اللاذقية المحرر.

وقدر أبو خليل، مساحة الغابات المحروقة بأكثر من مائتي ألف دونم، تبلغ تكلفة إعادة زراعتها عشرة مليارات ليرة سورية، وتحتاج إلى خمسين عاماً لتعود كما كانت عليه.

مصادر إعلامية قالت إن معظم الغابات والمحميات تعرضت لقطع جائر، منها محمية البلعاس في محافظة حماة، التي تعرضت لقطع المئات من الأشجار الحرجية المعمرة، والتي يصل عمرها إلى 100 عام، إضافة إلى الغابات الحرجية الممتدة من منطقة تلكلخ، وصولاً إلى محافظة طرطوس.

وتقدر أعداد الأشجار التي تم قطعها في محافظة حماة، وفي منطقة تلكلخ، بحوالى سبعة آلاف شجرة حرجية، وفي الحسكة، بلغ عدد الأشجار التي تعرّضت للقطع نحو 7500 شجرة حرجية.

ومن ريف إدلب قال المهندس محمد علي: أحرق قصف النظام بعض الغابات والأحراش، ولا تتوفر شروط الإطفاء، من سيارات ورجال إطفاء، ما جعلنا نشهد موت العديد من المحميات والغابات أمام أعيننا من دون قدرتنا على التدخل.

وأضاف علي لـ"العربي الجديد": ما زاد عن حرق أسلحة النظام من أشجار معمّرة ومثمرة، قطعه الفلاحون للتدفئة وأحياناً للبيع، حيث يزيد سعر طن الخشب المقطوع عن ألف ليرة سورية.
المساهمون