"البسيسة" زوادة الحج الفلسطينية

14 يوليو 2016
حلوى البسيسة (فيسبوك)
+ الخط -
رغم محاولات الاحتلال الإسرائيلي سرقة المأكولات الفلسطينية التراثيّة ونسبها إليه، إلا أن بعض الأطباق القديمة، تبقى جزءا من التراث الفلسطيني الذي يقاوم هو الآخر ليبقى شامخاً ويُورّث من جيل إلى جيل.
ومن الأطعمة الفلسطينية القديمة حلوى "البسيسة" التي اختصت بها منطقة الجليل في شمال فلسطين وحملها سكان الجليل إلى مخيمات لبنان، وتعتبر من الحلويات البيتيّة التي كان يقوم بإعدادها الفلاحون منذ قرون عدّة، وهي مرتبطة بزيت الزيتون والخروب المتوفر بشكل كبير في هذه المنطقة.


لقد اخترع الفلاحون حلوى "البسيسة" من خيرات أرضهم، فمكوناتها تعتمد على القمح المطحون المصنوع من حقول القمح في منطقة الجليل، كما تعتمد على زيت الزيتون الذي كان متوفراً من عصر الزيتون وهو من أهم الزراعات في شمال فلسطين، بالإضافة إلى دبس الخروب حيث كان شجر الخروب يغطي مساحات واسعة من أرض شمال فلسطين.

يتم إعداد "البسيسة" من القمح المطحون والسمسم ودبس الخروب وزيت الزيتون، حيث يُحمص دقيق القمح والسمسم ويخلطان بدبس الخروب والزيت ويتم صنع كرات صغيرة الحجم من الخليط بواسطة اليد، وتتميّز "البسيسة" أنه يمكن الاحتفاظ بها دون أن تتغير وتتأثر لأشهر طويلة، ويروي كبار السن من الفلسطينيين أنها كانت تُعد قبل موسم الحج حيث يحملها الحجاج أثناء سفرهم الطويل من فلسطين إلى بيت الله الحرام ويعبترونها "زوادة" السفر لأنها شهيّة ومشبعة.


وما زالت "البسيسة" كما غيرها من الأطعمة التراثيّة الفلسطينية تُقدّم في البيوت، كنوع من الغذاء التراثي وهو ما يسعى الفلسطينيون للحفاظ عليه، حتى أنها تُباع في بعض المحال التجارية، جاهزة ومغلّفة بالنايلون والكرتون، رغم أن الكثير من أبناء الجيل الجديد لا يعرفها، ولا يعرف تصنيعها إلا النساء المتقدمات في العمر.
دلالات
المساهمون