مهرجان الشياطين الراقصة

29 يوليو 2016
ينتظِرُ الراقصون تحت الشمس للتكفير عن الذنب (Getty)
+ الخط -
على غرار العديد من المهرجانات الدينية، يسعى مهرجان "ديابلو دانزانتس"، إلى الاحتفال بانتصار الخير على الشر، ولكن، الغريب في هذا المهرجان، هو أن يرتدي سكان مدينة ديابلو دانزانتس في فنزويلا، ملابس كالشياطين، ويضعون أقنعةً مخيفة وشرسة، ويرقصون بصورةٍ مَحمومةٍ حول ساحة البلدة. يُحتفَل بمهرجان الشياطين الراقصة في جميع المناطق الساحلية الوسطى في فنزويلا، وتوجد بعض الفروق البسيطة حسب كل مجتمع، وكلُّ أخويةٍ تتولّى الأداء؛ ففي مدينة، سان فرانسيسكو دي يارا، بولاية ميراندا، يرتدي مُمثِّلو الشياطين الملابس الحمراء تماماً، ويضعون أقنعة تُمثِّل التنانين المجنحة. وفي بلدة نايجواتا بولاية فارغاس، يرتدي الشياطينُ التابعون لأخوية البلدة، ملابس تعدُّ أعمالاً فنية في حد ذاتها، فتكون مرسومة وملونة باليد، وسراويل وقمصاناً مُزيَّنة بالصلبان، وبها تصاميم هندسية مع أقنعة الشياطين وألسنة اللهب وصور أخرى. وأقنعتُهم زاخرة بالألوان تماماً مثل ملابسهم، وعادةً تُمثِّل الحيوانات البحرية وتزيِّن بشرائط. وتعد شياطين بلدة نايجواتا، من المجموعات القليلة جداً التي تَسمَح للنساء بالرقص معهم. بينما تتميَّز أخويَّة شياطين بلدة "تشواو"، بملابسهم وأرديتهم الأرجوانيَّة، وأقنعتهم الأفريقيَّة المُميَّزة، وتُعدُّ أخويَّة شياطين "أوكوماري دي لا كوستا" الأقدم في "ديابلو دانزانتس"، والتي تعود طقوسها إلى عام 1610، وتسمَح للرجال فقط بممارسة الطقوس. مُعظم المجموعات تُؤدّي رقصاتها مع ملحقات مثل آلات ماراكاس الموسيقية والسياط والصلبان والمسابح، وكل ما يستخدم في عملية طرد الشياطين، وترافق الموسيقى الحيَّة الراقصين، ومعظمها من الآلات الإيقاعية، وآلات السلاسل. يسيرُ الموكب الزاخر بالألوان إلى درجات سلالم الكنيسة المحلية، حيث يرقُد فيها القربان المُقدَّس؛ ولساعات، ينتظِرُ الراقصون تحت الشمس، حتّى يأتي دورهم في التوبة والتكفير عن الذنب، يركعون على ركبهم، ويتقدَّمون زاحفين على الرُّكب نحو الكنيسة، ويصلُّون من أجل حصول المعجزة وتحقُّق آمالهم، وبمجرد أن ينالوا التوبة ويكفروا عن ذوبهم، تعلو أصوات الطبول ويبدأ الرقص. وتستسلم الشياطين للسر المقدس بوصفه رمزاً دامغاً على انتصار الخير على الشر.

وفي نهاية الأمر، يأتي المعنى الحقيقي لعيد "كوربوس كريستي"، أي جسد المسيح. الراقصون المعروفون، أيضاً، بحافظي العهد ينتمون إلى أخويَّة تعمل على نقل التاريخ الشفوي لهذا التراث والتقليد الثقافي الغني للأجيال القادمة. كل مجموعة من الراقصين تصنع ملابسها وأقنعتها بيدها، ويفتخرون جداً بذلك بالاحتفال؛ ويصل الأمر بهم إلى الانشغال طوال العام، لابتكار أشكال جديدة للأقنعة والملابس.

تقوم مجموعات الشياطين الراقصة بترشيح رئيس لهم يسمونه "فورمان"، ويأتي الرئيس ليقدم الدعم القوي والكامل للطعام القبلي المعد بأيدي النساء. ويشرف على التقديم في الطقوس وشعائر الموكب ورفع نماذج المذبح الكنسي على طول طريق الموكب. وتجدد المجموعات التزامها سنويّاً بالدوام على العبادة، والحفاظ على الأسرار المقدسة.


كما تميل المجموعات إلى إعداد الأطفال روحيّاً ليكونوا خلفاء للشياطين الراقصة؛ شياطين صغيرة في طور الإعداد. عدد المجموعات حوالى 11 أخوية، ويصل عدد أفرادها، لحوالى خمسة آلاف شخص يحتفلون سنوياً بحضور المسيح، وبالأسرار المقدسة حسب المذهب الكاثوليكي.
دلالات
المساهمون