دمية "باربي"... من هوس الاقتناء إلى التشبّه

20 اغسطس 2016
بيعت "باربي" الأصلية بمبلغ 355ألف دولار (روبرت سيرا/إيغوانا برس)
+ الخط -
بدأت حكاية "باربي" بطرح دمية تتجاوز عمر الطفولة، إذ كانت جميع الدمى حينها مصمّمة بعمر الأطفال، فطرحت شركة "ماتيل" سنة 1959 دمية "باربي"، وقدمتها باعتبارها دمية تمثل فتاة ناضجة، وتعمل كعارضة للأزياء. وأصبح لجسد الدمية الجديدة مقاييس جمال كاملة، إذ إن قوامها طويل وخصرها نحيل، وصدرها ممتلئ، وشعرها أشقر، وعيونها زرقاء. لاقت الدمية إقبالاَ كبيراَ من الصغار والكبار، مما جعل الشركة تطور الدمية لنيل المزيد من الربح المادي، وتطرح نماذج منها ترضي جميع الأذواق. وأغنت الشركة الدمية بالكماليات، فأضافت قطع الإكسسوار. وانتشرت "باربي" بكثرة، وتزايد الإقبال عليها. وأصبحت دمية "باربي" تقريباً ظاهرة عالمية. ومع مرور الوقت، أصبحت حمى "باربي" أكثر وضوحاً.

جمع الدمى كتعبير عن الهوس
وتعددت الأساليب التي عبر فيها الناس عن حبهم "لباربي"، فالبعض منهم اكتفى بجمع نماذج من الدمية منذ سنة إصدارها حتى الوقت الراهن، مثل الأميركي، ستانلي كولوريت، الذي لقب نفسه بـ "مجنون باربي". وعبر كولوريت عن هوسه بتحويله جدران منزله إلى رفوف تصطف عليها دمى "باربي"، ووصل رصيده من الدمى إلى 2000 دمية "باربي". أما السينغافوري، جيان يانج، فأنفق آلاف الدولارات، ليجمع 9000 دمية "باربي". ولكن أكبر المهووسين بتجميع دمى "الباربي" هي الألمانية، بتينا دورفمنن، التي جمعت 15000 دمية، فدخلت موسوعة "غينس". واستطاعت بتينا أيضاً أن تقيم معارض من الدمى التي تمتلكها، يقصدها الكثيرون لرؤية مراحل تطور الدمية وأزيائها المختلفة، فالأزياء هي من أهم كماليات "باربي"، إذ صمّمت لها ثيابها أهم دور الأزياء، أمثال "كريستيان ديور" و"مونيك لولييه" و"فرساتشي". ومن الجدير بالذكر، أنه تم بيع "باربي" الأصلية المنتجة عام 1959 بمبلغ 355 ألف دولار.

عمليات التجميل للتشبه بالدمية
وهناك نوع آخر من المهووسين الذين حاولوا الوصول إلى معايير الجمال التي طرحتها "باربي" بأجسادهم. مما دفع الشابة الروسية، أنجليكا كينوفا، لاتباع نظام غذائي صارم منذ طفولتها، لتحصل على قوام يشبه قوام "باربي". ومع تطور الطب، أصبح التشبه بدمية "باربي" عن طريق عمليات التجميل أمراً ممكناً، فاستطاعت الأوكرانية فاليريا لوكيانوفا أن تتشبّه بها، وذلك من خلال 28 عملية تجميل شملت جميع أنحاء جسدها. وأهم هذه العمليات، كان اقتطاع جزء من خصرها، وتوسيع عيونها، ونفخ صدرها ومؤخراتها، لتكون نسخة مطابقة لدمية "باربي". واستطاعت لوكيانوفا، إلى حد بعيد، أن تجعل لبشرتها ملمس البلاستك. بينما لم تكتف بلوندي بينيت بعمليات التجميل لتتشبه "بباربي"، فخضعت لجلسات علاج نفسي بالتنويم المغناطيسي، لتتخلص من دماغها، لعلها تصبح دمية حقيقية.

تقليد بيت "باربي"
وهناك أيضاً نوعٌ ثالث من الهوس، إذ حاول البعض إنشاء أماكن شبيهة ببيت "باربي". ففي ألمانيا افتتح "بيت أحلام باربي"، وهو عبارة عن متحف تفاعلي لعشاق "باربي"، يزوره أسبوعياً حوالي العشرة آلاف شخص من مختلف الأعمار، وذلك للاستمتاع بحلم الطفولة الوردي. ومنذ انطلاق الدمية، تنتشر الانتقادات حول المفاهيم السطحية التي تحاول بثّها. وحاولت فرقة "أكوا" الدنماركية النرويجية أن تسلط الضوء على ذلك، من خلال إصدار أغنية "باربي غيرل" الشهيرة، التي تسخر من العبارات التي تنطق دمية "باربي" بها. وعلى أثر الأغنية، ظهرت جماعة في الولايات المتحدة الأميركية أطلقت على نفسها اسم "منظمة تحرير الباربي"، وعملت على سرقة دمى "باربي" من المتاجر وتبديل صندوق الصوت الخاص بها، الذي يحوي العبارات التي تسخر منها أغنية "باربي غيرل"، وكانوا يعيدوها إلى المتجر بعد ذلك.




المساهمون