مهرجان ستورجيس للدراجات النارية

22 اغسطس 2016
بدأ الرالي عام 1938 (دافيد ماك نيو/ Getty)
+ الخط -
في شهر أغسطس/ آب من كل عام، يتجمّع عشاق الدراجات النارية سنوياً في مدينة ستورجيس في ولاية ساوث داكوتا بالولايات المتحدة، إذ يترجمون عشقهم في واحد من أكبر الراليات وأوسعها في العالم. بدأ الرالي عام 1938 على يد مجموعة من راكبي الدراجات النارية من سكان أميركا الأصليين، وكان في البداية تجمّعاً محلياً لمحبي السباقات، والباحثين عن الإثارة.
يجلب الرالي دخلاً كبيراً للمدينة الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 6627 شخصاً فقط،. ويصل عدد من يفدون إلى المدينة من أجل المهرجان الكبير حوالي نصف مليون متسابق؛ يحتفلون بحرية الانطلاق على الطريق المفتوح بصحبة دراجات "هارلي ديفيدسون" الشهيرة.
ربما كان رالي ستورجيس من أكثر المهرجانات التي تحمل تأويلاً أكثر من ظاهره الرياضي؛ فهو بالفعل تجمع لمئات الآلاف من عشاق "الهارلي ديفيدسون". وكثير منهم يبدون وكأنهم من فرق "الروك" التي تؤدي عروضها على مسرح فني. أما المدينة الساحرة؛ فهي بالفعل مدينة ريفية تقع في منطقة بلاك هيلز التي تمثل البراري الأكثر عزلة وجمالاً في العالم. هناك ستعلو أصوات المحركات الصاخبة. وستزداد معدة الزوار اتساعاً بسب كثرة الطعام والشراب المتوافر في الفعالية.
والحقيقة أن هذا المهرجان يُعدّ مصنعاً من مصانع البهجة والشغف وعشق الحرية والاستقلال والفردية الصارمة. وبعيداً عن الضوضاء والطعام والشراب، فإن الوصف الذي ينطبق على هذا الحدث هو "فوران اجتماعي"، وهو ما قاله عالم الاجتماع، إميل دوركايم، لوصف التجمعات الضخمة التي يحج الناس إليها؛ فعشاق الدراجات النارية يحجّون إلى ستورجيس التي يعتبرونها مكانًا مقدساً، ووسيلة للربط بينهم، فالمهرجان ذو نكهة اجتماعية تساعدهم كثيراً بعد العودة إلى ديارهم.
اقتصادياً، تقدر مدينة سورجيس أن الرالي يدرّ عائدًا سنوياً لولاية ساوث داكوتا قيمته أكثر من 800 مليون دولار. بينما تربح مدينة ستورجيس نفسها مئات الآلاف أيضاً. وفي عام 2011، حصلت المدينة على حوالي 270 ألف دولار من بيع مطبوعات دليل الرالي، ومن حقوق رعاية المهرجان. ويقدر الدخل العائد من المهرجان بحوالي 95% من الدخل السنوي الإجمالي للمدينة. على الجانب الآخر؛ في عام 2004، تم سجن 405 أشخاص بسبب جرائم مختلفة، فقد سُرِق ما قيمته 250 ألف دولار من دراجات نارية أثناء الرالي.
يقصد المكان المئات من التجار والوكلاء للشركات المختلفة لصناعة وتجارة الدراجات النارية والمضاربين، وكذلك المئات من الفنيين وهواة ميكانيك الدراجات والمخترعين. وكل هؤلاء يكونون موضع ترحيب كبير في المدينة، لكونهم مصدر دخل مهم جداً للبلدة الصغيرة، والمنطقة المحيطة بها.
يحوّل المهرجان شوارع المدينة الداخلية إلى ما يشبه مكان انتظار، ومعرضاً ضخماً للدراجات النارية، واستعراضاً أيضاً لأزياء المتسابقين ووشومهم العجيبة والمبتكرة؛ بل والمثيرة للضحك وربما الخوف، والتي تدلّ على مدى عشق المهووسين بالدراجات، والانطلاق دون قيود.
لكل حجّ شعائر، وشعائر رالي ستورجيس تتصدّرها الشعيرة الكبرى، وهي القيادة الاستعراضية في الموكب الذي يمر في الشارع الرئيسي للبلدة. ويتم إغلاق شوارع المرور العادية والسيارات، ولا يُسمَح بالمرور فيها سوى للدراجات النارية؛ لذلك، يقود الدرّاجون بهدوء وبطء عبر الشوارع، مستعرضين جمال دراجاتهم، وطرافة أدائهم، وقوة مهاراتهم.




دلالات
المساهمون