تعرفوا إلى جمهورية الرأس الأخضر

27 فبراير 2017
يقدّر عدد سكان الجزر بحوالي نصف مليون (Getty)
+ الخط -
عشر جزر بركانية تطفو فوق سطح المحيط الأطلسي، يتكون منها أرخبيلٌ يصنع دولة صغيرة على بعد 570 كلم قبالة سواحل غرب أفريقيا. تغطي اليابسة فيها مساحة تزيد قليلاً على 4000 كيلومتر مربع؛ تلك جمهورية الرأس الأخضر.

ظلّ الأرخبيل زمناً طويلاً غير مأهول بالسكان، فلم يكن يعرف طريقه قديماً سوى البحّارة والقراصنة، وكان الوصل إلى الجزر أمراً أشبه بالمستحيل، حتّى إنها كانت غير مكتشفة، إلى أن جاء القرن الخامس عشر عندما اكتشفه البرتغاليون في رحلاتهم الاستكشافية، حيث استعمروه وأنشؤوا أول مستوطنة أوروبية في المنطقة. كان الأرخبيل موقعا مثالياً للتجارة الشيطانية (تجارة العبيد) التي تنامت في ذلك الوقت عبر المحيط الأطلسي. ازدهرت الجزر على مدى القرنين السادس عشر والسابع عشر، وجذبت التجار والمغامرين والقراصنة، ولكن نهاية تجارة الرق في القرن التاسع عشر، أدت إلى التدهور الاقتصادي للجزر وهجرة مستوطنيها الأوروبيين. ولكنها ظلت تابعة لدولة البرتغال. وكتب الكثير من الأفارقة يومياتهم الصعبة في الجزيرة، قبل أن يتم بيعهم وتوزيعهم في أرجاء العالم.

استعادت الجزر النائية عافيتها التجارية تدريجيّاً، بل أصبحت محطّة جيّدة للتجارة العابرة عبر المحيط، واستراحة على طرق الشحن البحرية الطويلة. في عام 1951 أدرج الأرخبيل على قوائم وزارة الخارجية البرتغالية، باعتباره جزءاً من إقليم البرتغال في الخارج. لكن سكان الرأس الأخضر واصلوا سعيهم نحو الاستقلال حتى نالت الجزر حريتها عام 1975 سلمياً،
وأصبحت تسمى دولة "الرأس الأخضر" أو "كيب فيردي"، ثم انضمت إلى الاتحاد الأفريقي.

رغم صغر حجم الدولة الجديدة فإنها تنقسم إلى اثنتين وعشرين بلدية، مقسمة إلى 32 أبرشية. يقدر عدد السكان بحوالي نصف مليون يتحدثون اللغة الأفريقية الكريول والبرتغالية. والجزر تتكون أساساً من الصخور النارية مع حطام الحمم البركانية التي تغطي سطح الجزر. تشير الدراسات إلى أن عمر الجزر حوالي من 125 إلى 150 مليون عام، وأنها نتجت بسبب الثورات البركانية في العصر الميوسيني.

ترتفع أعلى قمة في الرأس الأخضر فوق مستوى سطح البحر بحوالي 2.2 كلم، وتنحدر في شبه دائرة مساحتها حوالي 1200 كلم، وتنتشر حقول قصب السكر والموز في الأرض البركانية الخصبة. وقد صنفت الجزر بأنها ثامن دولة معرضة لخطر الانقراض بسبب التغيرات المناخية التي قد تهدد بإغراق الرأس الأخضر تحت الفيضانات.

المناخ على الجزر ألطف من الموجود في الساحل الأفريقي، نظراً لوقوعها في المنطقة المعتدلة حرارياً في البحر، كما أن التيارات الباردة في المحيط الأطلسي حول الجزيرة تجعل الجو بارداً نوعاً ما عن الدول القريبة منها. وتتكثّف السحب بفعل الهواء البارد، وتمطر على الجبال الشاهقة، وينتج عنها غطاء نباتي وغابات غنية تعطي الجزر منظراً رائعاً بالإضافة للماء الشفاف على سواحلها، ما يجعل منها وجهة سياحيّةً مُتعاظِمة النمو.

عزلة الرأس الأخضر وبعده عن السواحل الأفريقية، أدت إلى نشأة عدد من المستوطنات للطيور والزواحف البرية التي تصنف على أنها مُعرّضة لخطر الانقراض. كما تعد الجزر محطّة مُهمّة للطيور المهاجرة حول الأطلسي، وملاذاً آمناً لتكاثر الطيور البحرية، وكميات كبيرة من الأبراص والزواحف.




المساهمون