محمد قيّم... فلسطيني يحافظ على التراث

29 مايو 2017
افتتح مركزاً تراثياً يضم متعلقات التراث الفلسطيني (العربي الجديد)
+ الخط -
الحفاظ على التراث الفلسطيني هو من أهم أهداف أبناء الشعب الفلسطيني في الشتات. وحتى الذين ولدوا في المخيمات، ما زالوا يحافظون على الإرث الذي ورثوه عن آبائهم بعد نكبة فلسطين عام 1948.

محمد نظير قيّم، فلسطينيّ مُقيم في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين (جنوب لبنان)، يعمَلُ في مهنة الدهان، لكنَّ موهبته الفنيَّة دفعته إلى ترك عمله ليهتمّ بالفن والموسيقى، يقول لـ"العربي الجديد": "التحقْتُ عندما كنت طفلاً بفرقة الكوفيّة للفنون الشعبيّة، وتعلَّمت الدبكة الفلسطينية، وصرت أشارك في الحفلات والمهرجانات على الرغم من أنني كنت أتعلم في المدرسة. وفي إحدى المرات، شاركت الفرقة في مهرجان خارج لبنان، وفضَّلت أن أشارك معها بدلاً من أن أجري الامتحانات، وتركْت دراستي منذ أن كُنْت في الصف الثامن أساسي، من أجل أن أبقى في الفرقة. وتعلَّمت مهنة الدهان من عائلتي التي يعمل معظم أفرادها بها".

وأضاف، تعلمت العزف على آلة "القربة" وبعض الآلات النافخة وخاصة التي لها علاقة بالتراث الفلسطيني، وكنت أشارك الفرقة عزفاً وأحياناً رقصاً، إلى أن تركت الفرقة وأسست فرقة فولكلورية لزفّة الأعراس وخاصة الزفّات التراثيّة والتقليديّة ومنها العرس الفلسطيني الذي نحيي من خلاله العادات والتقاليد القديمة التي كانت تقام في الأفراح قبل عام 1948.

وافتتح قيّم مركزاً تراثياً يضم كل ما يتعلق بالتراث الفلسطيني من ملابس وأدوات موسيقيّة، ويُؤكِّد أنّه بالإضافة لكونه مشروعاً تجاريّاً، إلا أن له رسالة وهو الحفاظ على التراث من خلال وجود الكوفيّة والأثواب المطرزة المختلفة من حيث الألوان والتصاميم، وتقريباً يوجد في المركز أثواب من مختلف المناطق الفلسطينية، لأن لكل مدينة قطبتها وألوانها الخاصة، كما يضم المركز أزياء فلكلورية عربية عدّة.

لم يكتف قيّم بما أنجز، بل طوّر موهبته الموسيقية، وخاصّة أنه كان يهوى آلة العود، وبدأ بالتعلّم على آلة العود عند أستاذ الموسيقى الفلسطيني، أسامة زيدان، وصار يتقن العزف ولديه إلمام بالمقامات الموسيقيّة ليلتحق بإحدى الفرق الموسيقية الفلسطينيّة الملتزمة. واكتشف أستاذُ الموسيقى أن قيّم يملك صوتاً جميلاً، وبدأ يدربه على الغناء حتى صار يغنّي في الحفلات الأغاني الفلسطينيّة التراثيّة.

يلفت قيّم إلى أنَّه يُسخّر موهبته الفنيّة في سبيل الحفاظ على التراث الفلسطيني، ونشره قدر المستطاع، لأنه إحدى طرق النضال في مواجهة السرقة التي تتعرض لها عادات وتقاليد وتراث الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال الصهيوني.

ويشترك قيّم مع زملائه في فرقة موسيقيّة تشارك في المهرجانات والحفلات والأمسيات الوطنيّة الفلسطينيّة، وتقدّم الفرقة أغاني ملتزمة تحاكي الوطن والغربة واللجوء، بالإضافة إلى الأغاني التراثيّة المعروفة في القرى الفلسطينية، وكانت مشهورة قبل النكبة.

ويختتم قيّم بالقول: "أتمنَّى أن أنشر تراث بلدي بتفاصيله كافة، سواء كان بالرقص الفلكلوري، أو الملابس التراثية، وحتى الأغاني الوطنيّة، وأتمنّى ألا أشارك فقط بالفعاليات المحليّة أو العربيّة، بل بفعاليات عالمية أيضاً".


المساهمون