محمد رمضان: بارانويا التنميط والتكرار

22 يونيو 2019
يطرح محمّد رمضان أغنية جديدة بعنوان "بابا" (تويتر)
+ الخط -

لا يزال الممثل والمغني المصري، محمد رمضان، مصممًا على طرح أغنيات شعبية، تكرر نفسها وتعيد شكلها من ناحية الكلمات والأسلوب، وذلك ضمن مزيج موسيقي يجمع بين البوب والراب.

فبعد أسبوعين من نهاية الموسم الرمضاني لعام 2019، يعود رمضان من جديد ويطرح أغنية جديدة مصورة على طريقة الفيديو كليب، بعنوان "بابا" من كلمات خالد بدران، وألحان رامي المصري، وإخراج أحمد عبد الواحد، متجاوزًا موجة الانتقادات التي وجهت إليه سابقًا، ليستمر في طرح الصيغة الغنائية ذاتها، كسيناريو موحد يدور رحاه في فلك الأعمال التي قدمها سابقاً شكلًا وقالبًا. رجل عصامي ناجح، يشمت بأعدائه، وبكل من توقع له الفشل، بعد أن أصبح يمتلك السلطة والقوة، كما هو الحال في أغنية "أنا الملك" و"القمر" و"نمبر ون" و"بوم". باستثناء أغنية واحدة "جيشنا صعب"، وهي أغنية من الطراز الوطني تعبّر عن فخر بالجيش المصري وقوته وتاريخه.


في عمله الأخير، لم يتوقف رمضان عند التكرار فحسب، فهو وإن كان يسير في سياق مشابه لبقية أغانيه المصورة التي قام بطرحها سابقًا من حيث الكلمات واللحن والحركات الراقصة والإكسسوارات الباهظة، فهذا لم يمنع منتج العمل ومخرجه من التقليد. فهنا يصبح لـ"العرش الحديدي" في المسلسل الشهير "صراع العروش" دور بارز في الفيديو، إذْ استوحي من المسلسل الملابس وطريقة المكياج، والفضاء المكاني، كشكل القاعة الرئيسية لقصر "أرض الملوك" والتي يتربع على صدرها كرسي ملك "الممالك السبع"، المصنوع من سيوف المحاربين. وقد سبق وتكرر الأمر في إعلان "أقوى كرت بمصر" المقدم من شركة "اتصالات" المصرية، والتي استفادت من شهرة رمضان، فاستعانت به أكثر من مرة في طرح إعلاناتها الترويجية، جاء آخرها إعلان "اللهو الخفي" في رمضان الفائت. إذْ شارك فيه النجم العالمي جان كلود فان دام إلى جانب رمضان. في هذا الإعلان يظهر تنين صغير الحجم، يسيطر عليه رمضان بواسطة سلاسل معدنيّة، في إيحاء للقوة والسلطة التي كانت تمتلكها دينيرس تارغيريان "أم التنانين" بطلة سلسلة "لعبة العروش". أمَّا عن مشاركته الأولى مع "اتصالات"، فلم يختلف دوره عن الشكل الطبيعي لأغانيه السابقة، فهي تختلف من حيث الكلمات فقط، وتشترك في اللحن والطريقة والأداء، فجاءت تمامًا كنسخة مقدمة عن أغنية "نمبر ون". إضافة إلى ذلك، نجد في أغنية "مافيا"، نسخة مشابهة تمامًا لفيلم كوبولا الشهير "العرّاب". وقد قام رمضان المعروف بقدرته على تقمص الشخصيات بحرفية عالية، بتقمص شخصية بطل السلسلة الفنان العالمي آل باتشينو (مايكل كورليوني).

يمكن وصف رمضان، نسبة للأسلوب النمطي المعتمد في جميع أعماله، بالشخصية البارنويدية بامتياز. فهي تعبر عنه سلوكيًا. شخصية تدرك أفعالها وتراها مناسبة وصحيحة مهما بلغ حجم الانتقادات الموجهة إليها، وتكون جاذبيتها إحدى نقاط قوتها، وهو ما يجعلها تستمر رغم نمطية أدوارها وتكرارها. فرمضان له شعبية كبيرة على الصعيد المحلي والعربي، خصوصًا فئة الشباب. إذْ استطاعت شخصية رمضان التأثير على قسم كبير منها، ودفعت بها إلى تقليدها سواء في الرقص أو اللباس والأفيهات وقصة الشعر وغيره من تفاصيل. وهنا كان لا بد أن تتهافت عليه شركات الإنتاج، مستغلة كما تجري العادة، بروز نجم شاب على الساحة الفنية، مما يدفعها إلى احتكاره مثلما فعلت "روتانا" حين أنتجت له أغنيته الأخيرة هذه. ولو قمنا بالتدقيق قليلًا، ونظرنا إلى طريقة رمضان في طرح أعماله ذات القالب الواحد، سنجد أن هناك توقيتا مثاليا ومدروسا يحافظ عليه بطل "الأسطورة"، ضمن مسار زمني بات مكشوفًا وواضحًا في عملية سعيه للحفاظ على الصدارة في الساحة الفنية، تشي بالنمطية في شكل مغاير مرة أخرى. فمنذ أن سطع نجمه في العامين الأخيرين، لمّا شكلت نشاطاته زخمًا وتواترًا كبيرين، يقدم رمضان أعماله على فترات متقاربة جدًا، فلا نلبث أن نراه في دور بطولة لواحد من مسلسلاته أو أفلامه حتى نجده في أغنية جديدة يصدرها فور انتهاء عروضه التلفزيونية أو السينمائية، والعكس صحيح.
المساهمون