أحمد قعبور يغني لبيروت وفلسطين ولوحدته

أحمد قعبور يغني لبيروت وفلسطين ولوحدته

13 مايو 2024
أحمد قعبور يغني في الألبوم الجديد عن حبه لـ"أختي أميرة" (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أحمد قعبور يعود إلى الساحة الفنية بألبوم جديد "ما عندي مينا" في "دار النمر" ببيروت، معبرًا عن التزامه بالقضايا الإنسانية والسياسية، خاصة القضية الفلسطينية.
- يقدم قعبور في حفل إطلاق الألبوم مزيجًا من الأغاني الجديدة والقديمة، مستكشفًا موضوعات متنوعة تراوح بين الحب، الوحدة، والتفاني في القضايا الاجتماعية، مؤكدًا على دور الفن في استكشاف العواطف الإنسانية.
- "ما عندي مينا" يعكس رؤية قعبور الفنية والإنسانية، مغنيًا للحب بمفهومه الواسع ومدافعًا عن القيم الإنسانية والثقافية، ويبرز كيف يمكن للفن أن يكون وسيلة للمقاومة والتعبير عن الأمل.

"ينادينا" أحمد قعبور مجدداً، وهذه المرة لمشاركته إطلاق أغنياته الجديدة عبر الفضاءات الرقمية تحت عنوان "ما عندي مينا"، وذلك في "دار النمر" في بيروت التي تحتضن المعارض والأعمال الفنية التي ترتبط بفلسطين وقضيتها، وأيضاً الفنانين "الذين تتناول أعمالهم الواقع الاجتماعي الصعب"، كما يصرح القيمون على الدار. وهذا ما قد يفسر اختيار قعبور للمكان، فهو الذي ما زالت أغنياته تصدح في حناجر المناصرين للفلسطينيين، وليس آخرهم الطلاب في الجامعات الأميركية الذين ينددون بالاحتلال الإسرائيلي ويطالبون بوقف الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

تخلّل اللقاء الذي دعا إليه "نادي لكل الناس"، الخميس، أداء أغنيات جديدة، وعرض لأغنيات قديمة مصورة، ودردشة حكى لنا خلالها قعبور قصصه مع الأغاني. وسابقاً، تعاون "نادي لكل الناس" مع قعبور لإصدار ألبوم "بدي غني للناس" (2010) وألبوم "أحمد قعبور يغني عمر الزعني" (2011)، ليعود التعاون بينهما هذه السنة  لتسويق أغانيه الجديدة، خصوصا مع الغياب التام لشركات إنتاج فنية تهتم بالفن الذي يقدمه. فالناس تطلق على أحمد قعبور لقب الفنان الملتزم، لأنه ملتزم بقضايا شعبه، لكنه في الحقيقة مطرب عاطفي يغني للحب، غير أن الحب الذي يسكن أغانيه هو الحب في بيروت، وهو الذي قال عنه نزار قباني إنه "مثل الله في كل مكان". لا يكفي ما في صوت أحمد قعبور من عاطفة وحزن لأغنية كتبها حبيب لحبيبته، لأن حبه هذا يسع كل شيء: المدينة والناس والبحر وفلسطين والأطفال.

في الألبوم الجديد، يغني قعبور عن حبه لـ"أختي أميرة"، وهي جارته التي لم تتزوج وأفنت حياتها في خدمة عائلتها، حتى ماتت وحيدة. وهي الوحدة التي يخاف منها قعبور، ويتشاطرها في حديثه مع أقرانه في المقهى، كما قال في الحفل، والذي قدم لها أغنيتين جديدتين تلحيناً "ما في حدا بيدق ع بابي" من كلمات بومدين الساحلي، و"دَيكي (يداكي)" للشاعر الراحل عصام العبدالله. أما الحب الأكبر فلمدينته التي لم يعلن موتها كما يفعل الجميع، بل قرر أن يحارب الشر الكاره للمدينة بالحب، فإن أخذتم المرفأ منا، لن تأخذوا البحر، وستبقى بيروت مدينة للتنوع والثقافة مهما حاول الجهل تقييدها وإلباسها السواد حزنا أو قمعا دينيا. لذا كانت "ما عندي مينا، بس عندي البحر" عنواناً للألبوم الجديد وللحفل.

ولكل أغنية قصة رواها لنا أحمد قعبور، لأن الفن ما هو إلا توثيق للحياة، ففي أغنية "من طلب العلا سهر الليالي" أخبرنا كيف أن الفكرة خطرت له عندما اكتشف زملاؤه في تلفزيون المستقبل أنه يشتري ملابسه من سوق الملابس المستعملة، في الفترة التي اتهمه فيها كثيرون ببيع مبادئه اليسارية، بينما كان هو مؤمنا بمشروع إعادة توحيد البلد والمدينة، في زمن علق به اليسار اللبناني في اصطفافاته التي ورثها من الحرب أو انتقل للفاشية الدينية الأكثر ربحا. 

أخبرنا أيضاً قصة أغنية "يا ستي ليكي ليكي" التي كتب مطلعها الشهيد ناجي العلي، وذلك نعياً للشاعر والمناضل موسى شعيب.

أحمد قعبور مطرب عاطفي، فهو يذكرك بحبك لبلدك ومدينتك ولناسك وقضاياك، وحتى لنفسك. الحب داخلنا الذي يترجم دمعاً ونحن نستمع لأغانيه. كل أغنية هي تهويدة يغنيها لي وأنا طفل نائم في الملجأ استيقظ يوماً ليجد أنه خسر كل شيء إلا نفسه، ففي الحفل عندما سألوه: لمن تغني اليوم في ظل إباحة الإنترنت للموسيقى ولاختلاف ذوق الجيل، رد قائلاً: أنا أغني لنفسي.

المساهمون