الاحتلال يهدم محلات تجارية في الضفة بزعم مشاركة منشورات "تحريضية"

الاحتلال يهدم محلات تجارية في الضفة بزعم مشاركة منشورات "تحريضية"

30 أكتوبر 2023
أنشأ المستوطنون مجموعات إلكترونية للتحريض على الفلسطينيين (زين جعفر/فرانس برس)
+ الخط -

لم يتوقع أصحاب 3 محال تجارية في الضفة الغربية أن مشاركتهم منشورات على صفحات محالهم التجارية على "فيسبوك" حول معركة طوفان الأقصى التي انطلقت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل الحالي، ستؤدي إلى ملاحقتهم من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، وهدم وإغلاق محلاتهم دون سابق إنذار، بزعم التحريض.

ومنذ بدء الحرب، هدم مستوطنون محلاً تجارياً يبيع البيتزا في بلدة حوارة جنوب نابلس، بسبب منشور احتوى صورة واحدة من المستوطنات اللواتي اختطفن خلال المعركة، كما اعتقل أصحابه. ثم أغلقت قوات الاحتلال محلاً آخر لبيع البيتزا في بلدتي سلواد وبيرزيت برام الله. وأخيراً هدمت جرافات الاحتلال وأغلقت لمدة خمسة شهور محلاً لبيع الملابس النسائية في قلقيلية الجمعة الماضي، استناداً إلى الاتهامات بالتحريض نفسها.

لا يمكن لطارق عودة من بلدة حوارة أن ينسى مشاهد الانتقام الهستيري ليل الثاني عشر من أكتوبر، والذي نفذه نحو خمسمائة مستوطن، بحماية نحو ألف جندي من جيش الاحتلال، عندما اقتحموا محلاً تجارياً لابنه زياد وشريكه صلاح خموس، بزعم "التحريض".

هدم المستوطنون بواسطة جرافة المحل بما فيه ثم حاولوا حرقه، لكن، بحسب طارق عودة، منعهم جنود الاحتلال من ذلك، بسبب وجود عددٍ من أسطوانات الغاز التي يمكن أن تحدث كارثة، ومن ثم جرى اعتقال ابنه وشريكه، بعد أن اعتدى عليهما عشرات الجنود، بعدما طلب منهما تسليم نفسيهما على أحد الحواجز القريبة.

وأكد طارق عودة في حديث مع "العربي الجديد" أنّ خسائر المحل تقدر بآلاف الدولارات، والمستغرب أن الاحتلال يمنعه من دخول المحل لتفقده حتى الآن رغم بعد منزله عنه نحو 200 متر فقط، ويسمح للمستوطنين باقتحامه، وأداء صلوات ورقصات أمامه، وسرقة ما يريدونه منه، مشيراً إلى أن القرار اتخذ من قبل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي في حكومته إيتمار بن غفير.

وأشار عودة إلى أنّ ابنه وشريكه ليسا الوحيدين ممن شاركوا منشورات على صفحاتهم، مؤكداً أن ما نشروه لا يحوي أي كتابات تحريضية كما يزعم الاحتلال، مبيناً أنّ الهدف هو إرضاء المستوطنين.

الانتقام من حوارة ليس جديداً، فقد تعرضت البلدة لهجمات عدة من المستوطنين، كما تفرض قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ انطلاق الحرب عليها الحصار، ولا يمكن لأهلها الوصول إلى بعض الشوارع فيها، بل تغلق مئات المحال في البلدة، ويمنع أي أحد من خارجها من دخولها، وكل ذلك يجري بتحريض من المستوطنين لتهجير أهلها، بحسب ما يؤكده لـ"العربي الجديد"، أمين سر حركة فتح في حوارة كمال عودة.

وفجر الجمعة الماضي، قامت قوات الاحتلال باقتحام مدينة قلقيلية، شمالي الضفة الغربية، وشرعت جرافة تابعة لها، ومن دون سابق إنذار، بهدم محل لبيع الملابس النسائية يملكه الفلسطيني نضال الناطور، بعدما سرقت ما فيه من أموال وصادرت البضائع جميعها، وعلقوا يافطة على ما تبقى من المتجر متهمين إياه بالتحريض على الإرهاب.

وقال نضال الناطور لـ"العربي الجديد": "لم نفعل شيئاً، كل ما في الأمر أنّنا شاركنا منشوراً على الصفحة فيه صورة مجندة بثياب النوم، كما شاركنا منشورات تضامنية مع غزة، فعن أي تحريض يتحدثون؟ وحتى في حال وجود التحريض كما يزعمون، لم نتوقع أن تتطور الأمور بهذه السرعة ومن دون سابق إنذار".

وأضاف: "محلنا مصدر رزقنا نعتاش منه، ورغم ما حصل فإن المال ليس أغلى من أهل غزة الذين يقتلهم الاحتلال، نحن لا نحرض، فقط نتضامن، ومن يحرض هم المستوطنون وقيادة الاحتلال".

منذ بدء معركة طوفان الأقصى تصاعد تحريض المستوطنين بحق الفلسطينيين، ورصد مركز صدى سوشال، بحسب منسقته الإعلامية نداء بسومي في حديث مع "العربي الجديد"، أكثر من 13 ألف محتوى تحريضي قام به مستوطنون على مواقع التواصل الاجتماعي.

ووفق بسومي، فإن هذا التحريض الذي يترجم على أرض الواقع، يأتي امتداداً لحملة تحريض المستوطنين، الذين أنشأوا مجموعات رقمية على مواقع التواصل تدعو لشن هجمات ضد الفلسطينيين. الأمر الذي أدى إلى استشهاد 6 فلسطينيين في بلدة قصرة جنوبي نابلس قبل نحو أسبوعين، والتحريض على إغلاق محلات وهدمها، كما وصلت 140 رسالة تهديد لفلسطينيين بالضفة وغزة على هواتفهم النقالة.

وأكدت بسومي أنّ منصات مواقع التواصل الاجتماعي غضّت الطرف عما يمارسه المستوطنون مقابل تقييد غير مسبوق للمحتوى الرقمي الفلسطيني، حيث رصد "صدى سوشال" نحو 8 آلاف انتهاك ضد المحتوى الفلسطيني، إضافة لما أعلنته تلك المنصات نفسها من اتخاذ إجراءات وتقييد بحق ملايين المنشورات للفلسطينيين ومناصريهم من العرب والأجانب.

ورأت بسومي أنّ الأمر وصل إلى أن تكون شركات مواقع التواصل الاجتماعي شريكةً في الهجمات بحق الفلسطينيين. وأشارت إلى أن "صدى سوشال" يوثق حالياً ما يجري، وبصدد إطلاق حملة للضغط نحو حذف أي محتوى تحريضي بحق الفلسطينيين، ومن ثم العمل على رفع قضية ضد تلك الشركات لما سببته من ضرر للشعب الفلسطيني.

المساهمون