الغناء العربي: هل انطلقت مرحلة الإنتاج الذاتي؟

الغناء العربي: هل انطلقت مرحلة الإنتاج الذاتي؟

21 مايو 2022
57 مليون استماع لـ"أول دقيقة" على "يوتيوب" في أسبوعين (إليسا/فيسبوك)
+ الخط -

هل فشلت شركة روتانا في إقناع إليسا بالعودة إليها بعدما تعاونا لأكثر من 20 عاماً؟ سؤال يطرح نفسه بعد أن استطاعت النجمة اللبنانية أن تحقق نجاحاً ملحوظاً في أول إنتاجٍ غنائي منفرد تقدمه من إنتاجها الخاص.

تقاسمت إليسا النجاح مع المغربي سعد لمجرد في "ديو" غنائي عنوانه "من أول دقيقة"، من كلمات أمير طعيمة وألحان رامي جمّال. حققت الأغنية 57 مليون مشاهدة على منصة يوتيوب خلال أسبوعين فقط من إطلاقها. وقبل أيام، وقفت إليسا على مسرح مهرجانات جدّة في المملكة العربية السعودية، واضطرت أمام إلحاح الجمهور إلى غناء "من أول دقيقة"، وأرفق أداؤها بصوت شريكها سعد لمجرد مسجلاً، ليظهر أن الجمهور السعودي حفظ الأغنية عن ظهر قلب.

هذه الأجواء تدفع شركات الإنتاج إلى إعادة حساباتها في تعاونها مع المغنين العرب الذين باتوا يفضلون المشاركة في الإنتاج مع المنصّات التي دخلت السوق الغنائي العربي بقوة، وأبرزها منصّة أنغامي، وهي من أوائل المنصات العربية التي استقوت بدخول مجموعة من المغنين العرب للعمل معها. وحصدت تجارب المغنين العرب مع "أنغامي" مثل راغب علامة وأخيراً عمرو دياب، إضافة إلى عودة إليسا قبل أسبوعين رسمياً إلى "أنغامي"، نجاحاً ملحوظاً.

نشاط المنصة لا يقتصر على بث الأغاني وتأمين الأرقام في الاستماع للإنتاجات الحديثة، بل تعمل على إنتاجات خاصة. تتبنى "أنغامي" نفسها الإشراف والإنتاج المالي عليها وتوظيفها لصالحها بداية كمحتوى حصري للمنصة، يعود بالمصلحة على المغني المتعاون. يدرس معظم المغنين العرب اليوم عملية الانتقال من الإنتاج الخاص بالشركات إلى الإنتاج الذاتي.

ويتركز البحث على الشراكة التي يمكن أن تقدمها المنصّات البديلة لشركات الإنتاج، بحسب شهرة أو اسم كل منصة. ويأتي ذلك أمام غياب أو قلة المنصّات العربية التي تُعنى بالإنتاج الغنائي العربي، وتحديداً يفتقد السوق المصري مثلاً لمنصة تحاول أن تُنافس "أنغامي".

من المتوقع أن تحتل بعض الإصدارات الغنائية العربية مساحة هذا الصيف، ترافقاً مع عودة المهرجانات الغنائية والفعاليات الفنية في معظم دول العالم، بعد عامين من المعاناة بسبب جائحة كوفيد-19.

لكن الواضح أن عبور بعض المغنين العرب إلى عالم الإنتاج الخاص سيحفز مجموعة أخرى للتجربة، وربما منهم اللبنانية نجوى كرم التي لا يمكن أن تترك شركة روتانا السعودية، لكنها ستعمل على خط مواز لتسجيل انتصارات فنية من خلال العالم الافتراضي. وليس أقل من نجوى كرم، زميلها العراقي كاظم الساهر. إذ أثير كلام عن عودته إلى حضن "روتانا" في جديده المتوقع قبيل عيد الأضحى. لكن الساهر سيحاول ضمان الحضور والتواجد على المواقع والمنصات بالزخم نفسه لحضوره في الفعاليات والحفلات، خصوصاً أنه تراجع لجهة الإنتاجات الخاصة في السنوات الأخيرة، ويعتمد على أرشيفه ونجاحه الغنائي القيم حتّى اليوم.

 

المساهمون