مبادرة لتنظيم معرض كوميكس في فلسطين

29 ابريل 2023
أطلق المبادرة الفنان محمد سباعنة (أرتور ويداك/Getty)
+ الخط -

 

بمبادرة من فنان الكاريكاتير والكوميكس الفلسطيني، محمد سباعنة، يستعد متحف رام الله، بالتزامن مع إحياء الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، لتنظيم المعرض الأول من نوعه فيها لجهة هذا النوع من الفنون البصرية (الكوميكس)، بمشاركة فنانين من فلسطين والعالم، في الخامس عشر من مايو/أيار المقبل.

وأشار سباعنة إلى أن المعرض يأتي ليس فقط ليسلط الضوء على ما حصل عام 1948 للفلسطينيين من قتل وتهجير، بل للفت الانتباه إلى ما يمكن وصفه بـ"مجتمع الكوميكس" الفلسطيني.

في حديث إلى "العربي الجديد"، قال: "خلال تجوالي في العديد من بلدان العالم، وجدت أن الكوميكس كواحد من الفنون البصرية المؤثرة في العالم لا يحظى بحضوره المُستَحق في فلسطين، رغم وجود عدد من التجارب البارزة لفنانين فلسطينيين في هذا المجال كعامر الشوملي وسمير حرب، ولكنها تجارب لا تتواصل لعدم وجود حواضن قد تحوّل هذا الفن إلى صناعة، فلا دور نشر فلسطينية تهتم بالكوميكس، ولا انفتاح على دور النشر العالمية، هذا بعيداً عن تحويل الكوميكس إلى أفلام أو مسلسلات بمحتوى فلسطيني".

وكان سباعنة أطلق العام الماضي، من الولايات المتحدة الأميركية، كتاب كوميكس بمحتوى فلسطيني بالإنكليزية، تحت عنوان "قوّة ولادة الحلم"، ويتناول فيه يوميّاته حين اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما يتسع الكتاب عند المقارنة ما بين حياة الفلسطيني في الزنازين وخارجها. وحظي باهتمام عالمي فنيّاً وإعلامياً ونقدياً، وتُرجم إلى الفرنسية والإيطالية.

بدأت فكرة المعرض، حسب سباعنة، خلال ورشة متخصصة انتظمت قبل قرابة الشهرين لطلاب من جامعتي بيرزيت والعربية الأميركية، وجد خلالها أن العديد من "الفنانات والفنانين الشباب من طلاب الجامعات لديهم القدرة على إنتاج الكوميكس، وليسوا مجرد هواة". وما بعد انقضاء مدّة ورشة العمل التي انتظمت في مؤسسة عبد المحسن القطان في مدينة رام الله، عبّر غالبيتهم عن الرغبة في مواصلة المشوار في هذا الفن، وهنا اقترح عليهم سباعنة رسم قصص كوميكس حول النكبة في الذكرى الخامسة والسبعين لها، وشاركه في الورشة كما المبادرة للمعرض الكاتب فارس سباعنة في تطوير النصوص والقصص الخاصة بالكوميكس، فليس جميع الفنانين لديهم القدرة على كتابة النصوص أو القصص.

"هناك من كتبوا القصص لما رسموه، وعمل فارس سباعنة على تطويرها، وهناك من اعتمد بشكل كامل على قصص لسباعنة وللقاص الفلسطيني زياد خدّاش"، قال محمد سباعنة.

ولم يقف الأمر عند ذلك، بل عمد محمد سباعنة إلى استقطاب فنانين فلسطينيين في الوطن والمنفى والمهجر، وبالتالي من المقرر أن يشارك في المعرض بالإضافة إلى خريجي الورشة من الموهوبين الشباب عدد من الفنانين بينهم: حمزة أبو عياش، وسمير حرب، وميشيل جبّارين، وخالد جرادة، وغيرهم. ومن المقرر، حسب ما أكد سباعنة لـ"العربي الجديد"، مشاركة سيث توبوكمان مؤسس مجلة "الحرب العالمية الثالثة" في الولايات المتحدة ورئيس قسم الكوميكس في جامعة الفنون البصرية في نيويورك كضيف شرف في معرض الكوميكس الفلسطيني الأكبر حول النكبة، وربما غيره من الفنانين العالميّين.

ولفت سباعنة الذي طبع أول كتاب كوميكس في فلسطين بالعربية على نفقته الخاصة إلى أهمية استحداث أدوات جديدة، و"عدم الوقوع في فخ الخطابة والتكرار لجهة إيصال عدالة القضية الفلسطينية إلى العالم، والكوميكس من بين هذه الأدوات والفنون القادرة على الوصول إلى الجمهور في مختلف أنحاء العالم، وفي حال لم يكن هناك كتب متخصصة في هذا النوع من الفنون، ومعارض، وتجمع ما للفنانين العاملين في هذا الحقل الفني الجديد، لن نتمكن من إيجاد قاعدة لتعزيز ثقافة الكوميكس في فلسطين، والتي هي مهمة للفلسطينيين، لتعزيز عدالة قضيتهم، وتعميم روايتهم، ولكن بأساليب متجددة، لا سيما أن اليافعين والشباب في فلسطين يتعاطون عبر التقنيات الحديثة مع المانغا، إضافة إلى الكوميكس الكوري والأميركي، فنحن محتلون منذ 75 عاماً، ولكن لا إنتاجات تذكر في هذا النوع من الفنون، وهو قديم متجدد"، وبالتالي المعرض هو بمثابة تدشين لكوميكس فلسطيني في فلسطين.

أشار سباعنة إلى أن المشروع ينتظم بلا تمويل من أحد، في حين تولت بلدية رام الله، علاوة على استضافتها المعرض في متحف المدينة، مهمة طباعة الأعمال المشاركة فيه، كما أوضح أنه قد ينقل لاحقاً إلى مسرح الحرية في مخيم جنين، وأنه يجري الترتيب لنقله إلى غزة، ومن بعدها إلى عدّة بلدان أوروبية كفرنسا وألمانيا. 

وقال أيضاً إنه يجري الحديث مع مؤسسات في جهات متخصصة في دول عدّة كالولايات المتحدة وكندا وغيرها لاستضافة المعرض لاحقاً، معرباً عن أمله أن يتحوّل المشروع من معرض إلى ما يشبه المهرجان العام المقبل، باستضافة فنانين عالميين، وتنظيم حلقات دراسية متخصصة، بالإضافة إلى المعرض، علماً أنه من المقرر هذا العام، وعلى هامش المعرض، تنظيم يوم دراسي في مقر الجامعة العربية الأميركية، معرباً عن أمله في إيجاد جهة تدعم نشر أعمال المعرض في كتاب، علماً أن الأعمال جلها بالعربية، ولكن هناك قصصاً كتبت بالإنكليزية.

دلالات
المساهمون