نوران أبو طالب: التواصل في الموسيقى يدهشني دائماً

نوران أبو طالب: التواصل في الموسيقى يدهشني دائماً

16 ديسمبر 2020
من أغنيتها "في الليل" (يوتيوب)
+ الخط -

في السنوات القليلة الماضية، برزت المُغنية المصرية نوران أبو طالب، كأحد الأصوات العربية الجديدة اللافتة داخل العالم العربي. ونجحت الشابة المصرية في الوصول إلى الجمهور العربي من خلال استخدام الآلات الإلكترونية المعاصرة ممزوجة بصوتها لإعادة تقديم أغانٍ شهيرة لكن بتوزيع وقالب جديدين. بمناسبة حفلتها الجديدة في مكتبة الإسكندرية مع الموسيقي الهولندي أليكس سيمو، التقت "العربي الجديد" أبو طالب.

*بداية، كيف ولماذا ومتى جئت إلى عالم الغناء؟ وما الذي ترغبين في تحقيقه واسمك قد بات علامة مميّزة داخل الجيل الغنائي الجديد، سواء داخل مصر أو خارجها؟
بدأت الغناء منذ بدأت قدرتي على التذكر، والدتي في الأصل أستاذة غناء أوبرالي وكانت صوليست في الأوبرا المصرية وتجيد الغناء العربي أيضاً. ووالدي كان لديه شغف كبير بالموسيقى. فبطبيعة الحال ولدت وأنا أستمع لمختلف أنواع الموسيقى وأغني. لكن لم يكن في مخيلتي ولا مخيلتهم أن أسلك طريق الموسيقى والفنون، لأني أكملت دراستي بشكل طبيعي جداً وكان لديّ شغف أيضا بالعلوم الإنسانية وبدراسة القانون. وقد عملت في هذا المجال لفترة قصيرة جداً بعد التخرج. لكني حرصت دائماً على أن تبقى الموسيقى جزءاً من حياتي إما بالاستماع إليها أو بحضور ورش عمل موسيقية وتعلم الموسيقى وأصول الغناء وحضور الحفلات. بدأ مشروعي الشخصي الأول والمحترف في نهاية عام 2018 عندما تعرفت إلى البيانيست ورئيس مهرجان القاهرة للجاز عمرو صلاح، ثم تعرفت على الموسيقي والملحن سامر جورج عازف الباص غيتار، واقترح أن نكوّن فرقة معاً انضم إليها الفنان هاني بدير عازف الإيقاع، والفنان مصطفى سعيد عازف الكلارينيت، ثم البيانيست جورج نبيل، وعازف الدرامز مروان وحيد. ومن خلال هذا المشروع الموسيقي قدمت حفلات عدة في وقت قصير واشتركت في مهرجانات دولية. وبدأت فكرة نشر أغاني قريبة من قلبي وإعادة توزيعها وتقديمها مع سامر جورج بشكل مختلف وفريد من خلال عزفه على آلة الباص غيتار. ونشرنا أغاني مثل "شبابيك" و"يا غالي" ثم قدمت أغاني خاصة بي أولها "فوازير" الخاصة بمسلسل "علامة استفهام" (رمضان 2019). أما بالنسبة لما أود أن أحققه، فهو أن أكون دائماً قادرة على إنتاج أغان شخصية تمثلني وفي نفس الوقت قريبة من الناس.

* أقمت قبل أيام قليلة حفلة غنائية في مكتبة الإسكندرية مع العازف والموسيقي أليكس سيمو من هولندا، ماذا يُمكن أن تقولي للقارئ العربي عن هذه الحفلة الغنائية في زمن كورونا؟
الحقيقة أنه في وقتنا هذا وبعض فترة الانقطاع عن الحفلات المباشرة والتواصل مع الجمهور بشكل مباشر، تعد هذه الحفلات إنعاشا للروح. فنحن الموسيقيين والفنانين نشعر مثلما يشعر الجمهور بالاشتياق لهذه المقابلات الجميلة. وكانت هذه الحفلة خاصة من نوعها لاشتراك الفنان الهولندي أليكس سيمو مع فرقتي الموسيقية في العزف والارتجال بشكل مميز وجميل وسط أغان مصرية وعربية. هذا التواصل من خلال الموسيقى دائماً يدهشني ويذكرني بعظمة الموسيقى ومعناها الحقيقي. 

*في نظرك أيّ دور للسوشيال ميديا اليوم في العالم العربي في انتشار الموسيقى، خصوصاً أنّ بداياتك الأولى كانت عن طريق وسائل التواصل وبعض المنصّات الإلكترونية، التي عملت من خلالها على إبراز صوتك؟
بالطبع أصبح لمواقع التواصل الاجتماعي دور أساسي في إيصال الفن، وأعتقد أننا بسهولة شديدة نستطيع أن نفكر في أسام كثيرة لفنانين من الجيل الحالي بدأوا رحلتهم من خلال هذه المنصات. لكن يبقى المهم وهو خلق التوازن بين ذلك العالم الافتراضي والعالم الحقيقي، وهو في حالتنا تلك الحفلات الموسيقية المباشرة أمام الجمهور والتلفزيون...

* هل لجوء المغني اليوم إلى الميديا ووسائلها المُتنوّعة والمُتشعبة، هو بديل عن قهر المؤسّسات الإنتاجية العربيّة؟ أم هي طريقة معاصرة تتيح للفنّان انتشاراً أكبر بعيداً عن عنف الشركات الموسيقية وشروطها؟
السبب الأول طبعاً هو الخوف من عقود شركات الإنتاج وأيضاً تراجع دور هذه الشركات بسبب ظهور النشر الإلكتروني واختفاء الشرائط والسي دي. أما السبب الثاني فهو سهولة الانتشار والوصول لأكبر عدد من المستمعين.

* في المسلسل المصري "نمرة اثنين" (2020) للمصري هادي الباجوري، يُطالعنا صوتك مرة أخرى بجمالياته، حدثينا عن هذه التجربة.
سعدت كثيراً عندما تواصل معي صنّاع المسلسل لكي أقوم بتقديم العمل، لسببَين. أولهما تجربة غناء ألحان وموسيقى المؤلف الكبير تامر كروان الذي أعتبر نفسي من كبار المعجبين به. السبب الثاني هو أن مسلسل "نمرة اتنين" ذو طابع خاص جدا إذ إنّ  كل حلقة تقدم فنانين مختلفين جددا، وكلهم فنانون مهمون.

* لحنّتِ أغنيتك الجديدة "في الليل" (2020) مع سامر جورج، هل كانت هذه التجربة مختلفة؟
أغنية "في الليل" هي ثاني أغنية خاصة أقوم بنشرها وإنتاجها بعد أغنية "فوازير"، لكنها الأولى التي أصورّها، وأعتبرها بداية لرحلة الأغاني الخاصة بي، وآمل أن يليها ألبومي الخاص الأول.

المساهمون