(كتاب رونالدو 15)..سارة كاربونيرو تحدث شرخاً في ريال مدريد

30 يوليو 2016
+ الخط -



كان كريستيانو في 2010-2011 على موعد مع الضغط، فهذا كان موسم جوزيه مورينيو الافتتاحي مع ريال مدريد، ولكنهما تمكنا من صنع السلام عقب الحرب الكلامية بينهما في الـ"بريميير ليغ".

اتبع مورينيو استراتيجية وضع فيها برشلونة الذي كان يستمتع بأفضل فترة في تاريخه كالعدو الأول داخل وخارج الملعب، فيما انضم كل من أنخل دي ماريا ومسعود أوزيل وسامي خضيرة لتعزيز الفريق، ورحل المدافع البرتغالي المخضرم كارفاليو وراؤول. هكذا وضع رونالدو يديه على القميص رقم 7.

كان البرتغالي يعتقد أن فريقه قادر على مواجهة برشلونة رجلاً لرجل، ولكن خماسية كامب نو جعلته يغير من نظرته للأمر وطالب بذكاء بالمزيد من المسؤوليات والتغييرات داخل النادي، الأمر الذي أدى لرحيل فالدانو من منصبه كمدير رياضي.

بدأ مورينيو في استخدام النزاع والأزمات كمحرك للفريق داخل وخارج الملعب ولإحداث التغيير الذي كان يرغب فيه، ولكن الأوضاع داخل غرف الملابس سرعان ما انقسمت. يقول الصحافي دييجو توريس في كتابه (استعدوا للخسارة) عن حقبة جوزيه مورينيو في ريال مدريد أن الفريق انقسم إلى "عشيرة الإسبان" التي ضمت، أيضاً، بنزيمة و"عشيرة البرتغاليين" التي ضمت رونالدو وبيبي ومارسيلو وخضيرة ودي ماريا وكريستيانو، وكان وكيل اللاعبين جورجي مينديش هو القائم المشترك بينها.

القلوق
في بداية الأمر وضع مورينيو لكريستيانو أهمية خاصة فهو أفضل لاعب في الفريق، لذا حرره من كل المهام الدفاعية، ولكن بعض لاعبي الفريق اعتبروا أن حماية رونالدو بهذه الصورة من أجل تسجيل الأهداف كانت مبالغة، بل وداخل غرف الملابس ابتدعوا اسما له وهو "القلوق"، لأنه كان دائماً ما يقلق إذا لم يسجل.

يقول دييجو توريس "كان هناك مباراة هامة أمام راسينج سانتاندير في الساردينيرو. كريستيانو كان مصاباً وأغلب لاعبي الفريق باستثناء أولئك المقربين لمينديش أعدوا خطة وقال أحدهم: (القلوق ليس هنا أليس كذلك؟ سنقدم مستوى رائعاً ونرى ما سيقوله والده الصغير)".

كان أول ما قاله مورينيو في محاضرته الفنية قبل المباراة "أنا أعرف أنكم ستقدمون مباراة رائعة لأن كريستيانو ليس موجوداً". مورينيو يتمتع بحدس رائع لأن هذا هو ما حدث بالفعل وفاز الفريق بثلاثة أهداف لواحد، ولكن في نفس الوقت مورينيو هو مورينيو، لذا فإنه في المؤتمر الصحافي قال، إنه لم يستمتع بالأداء الأشبه بـ"القمامة"، وظل يعدد في السلبيات التي رصدها.

مواجهات الكلاسيكو الأربع
لم يفصل هذه المواجهات سوى أسبوعين تقريباً، الأولى كانت بالليغا في 16 أبريل 2011 على ملعب سانتياجو برنابيو الذي أوصى مورينيو بتجفيف أرضيته لتصعيب اللعب أمام برشلونة. انتهت بالتعادل بهدف لمثله وسجل كريستيانو من ركلة جزاء في مباراة لم يكن له تأثير كبير فيها.

في نهائي كأس الملك بعدها بأربعة أيام تواجه الفريقان على ملعب ميستايا في، حيث خاض كريستيانو المباراة كرأس حربة صريح. كافح الفريق على كل كرة كما لو كانت الأخيرة.

بعد تبادل الكرة بين دي ماريا ومارسيلو، في الوقت الإضافي، جاءت العرضية التي ارتقى لها كريستيانو ليضع هدفاً لا يصد ويحتفل بالانزلاق على العشب منفرداً قبل أن يأتي إليه باقي زملاؤه. كان هدفاً مهماً في وقت قاتل. منح الفريق لقباً ساهم في زيادة ثقته.

كان الفريقان بعدها على موعد مع مواجهة جديدة في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال على ملعب سانتياجو برنابيو في 27 أبريل 2011. اعتمدت خطة مورينيو على محاولة التعادل وحسم الأمور في الإياب. حاول مهاجمة البرسا عبر الكرات الطولية لكريستيانو على الرغم من أن الأخير اضطر لمطالبة لاعب الوسط بالتقدم للأمام أكثر من مرة خلال المباراة.

تعرض بيبي للطرد عقب تدخله العنيف مع الفيش وحصل مورينيو على بطاقة حمراء هو الآخر، بسبب غضبه وفاز برشلونة بهدفين وخلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة انتقد المدرب الحكام، فيما يقول جيرزي دوديك حارس الريال السابق في سيرته الذاتية أن رونالدو كان غاضباً للغاية وانتقد تكتيكات مدربه لأنه شعر بالعزلة عن زملاء فريقه وفشل في تسديد كرة واحدة على المرمى، لذا طالب بالاعتماد على أسلوب هجومي بصورة أكبر.

اشتكى كريستيانو أمام وسائل الإعلام من محاباة مفترضة للحكام لصالح برشلونة، ولكنه في نفس الوقت ترك عبارة ربما تؤكد رواية دوديك، حيث قال "كمهاجم لا أفضل اللعب بهذه الطريقة ولكن يجب أن أتأقلم على ما يطلبه مني المدرب".

لم يعجب مورينيو بما فعله كريستيانو. رآه كتمرد، لذا توقف عن الحديث معه وأخرجه من تشكيل مباراة الدوري التالية أمام ريال ساراجوسا. حينما علم كريستيانو انفجر وظل يركل أي شيء في طريقه بغرف الملابس. كانت هذه رسالة واضحة داخل الفريق: مورينيو فعل هذا بأفضل لاعب. لا يمكن معارضته.

في الثالث من مايو 2011 أقيمت مباراة الأياب على ملعب كامب نو ووفقاً للصحافي دييجو توريس فإن هذا الحوار دار بين مورينيو وكريستيانو أمام اللاعبين قبل هذا اللقاء:

"أنت.. كريستانو. فلتأت إلى هنا. لدي شيء لأخبرك إياه وسأقوله لك في وجهك: إنك تشكو من أننا نلعب بشكل دفاعي؟ ولكن هل تعرف لماذا نفعل هذا؟ إنه خطأك.. لأنك ترفض الدفاع وغلق الأجنحة، يجب علي ارجاع الفريق للخلف. غضبت لأنني لم أشركك أمام بلباو؟! ولكن حينما تخرج إلى هناك في الملعب ترغب في تحقيق أهدافك الشخصية. ربما المذنب الأول هو أنا لتساهلي معك. أنت وعالمك الخاص.. تذهب إلى الصحافة وتنتقد.. كان يجب عليك أن تفكر في الفريق. يجب أن أحبك لأنك شقيق شقيقي وحينما يكون أحد ما هو شقيق شقيقك فهو شقيقك أيضاً، ولكنك ذهبت لانتقاد التكتيك بدلاً من فعل ما طلبته منك. لقد انتقدتني. أنت لا تحترم زملاءك. تشاهدهم يركضون وتشكو لأن الكرة لم تصل لك. لقد ابتكرت هذه الخطة فقط من أجلك. لكي تشعر بالراحة وتسجل الأهداف ولكي تركض للخلف. نلعب هكذا لأنني إذا تركتك في مواجهة ألفيش ستتركه يهرب منك و.. هل تظن دي ماريا لاعباً أقل منك؟"

يشير دييجو توريس في كتابه (استعدوا للخسارة) إلى أن كريستيانو رد بغضب بل وإنه قال بعد رحيل مورينيو وبعد أن شتم والدته: "... لقد خدعني وسخر مني"، فيما تساءل كاكا ببراءة "من هو شقيق شقيقك؟".

لم يلعب ريال مدريد بشكل سيء في كامب نو، ولكنهم افتقدوا لتلك الشرارة اللازمة للفوز في المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لمثله.

الفشل ومشكلات مع كاسياس
أنهى ريال مدريد الموسم بالتتويج بلقب كأس الملك وفي المركز الثاني بالليغا. نظرياً بدأ رونالدو في الملعب يشعر براحة أكبر بجانب رأس حربة ديناميكي مثل بنزيمة عن مفترس مثل إيجواين وسجل 40 هدفاً في الليغا وحدها و54 هدفاً في كل المسابقات.

كل هذه الأرقام تعتبر نجاحاً، ولكن كريستيانو حينما تحدث بعد موسمه الثاني مع ريال مدريد كان يراه مليئاً بالفشل، لأنه بخلاف تتويج برشلونة بلقبي الليغا ودوري الأبطال، فإنهم نجحوا في غزو البرنابيو مثل جيش روماني. كان التتويج بالكأس خطوة في الطريق الصحيح، ولكنه لم يكن كافياً سواء بالنسبة للبرتغالي أو الجماهير.

بخلاف هذا كان كريستيانو يعاني من مشكلات شخصية بسبب توتر علاقته مع مورينيو وعدد من زملاء الفريق. هناك إيكر كاسياس على سبيل المثال وصديقته الإعلامية سارة كاربونيرو التي قالت ما يلي حول رونالدو في برنامجها:

"رونالدو في حالة جيدة. إنه ليس محبطاً. لم يذهب لزيارة طبيب نفسي لإزالة الضغوط من على نفسه.. رونالدو كان وسيظل هكذا دائماً: أنانياً وفردياً على الملعب، وحينما تعاقد معه ريال مدريد كان يعلم هذا".

أرسل كريستيانو رسالة لكاسياس ليستفسر منه حول كلمات كاربونيرو، فكان رد الحارس دفاعاً عن شريكة حياته. تسبب انعدام الثقة بين الطرفين في إصابة المجموعة بشروخ اجتماعية أكبر من تلك التي كانت موجودة. كان هناك صراع عميق بين اثنين من القادة، ولكن رئيس النادي واللاعبين تدخلوا في النهاية لإقامة هدنة.

بدأ رونالدو يدرك، أنه لم يكن يستمتع في تلك الفترة مع ريال مدريد بنفس التأثير والود الذي كان يمتلكه في مانشستر يونايتد. حينما قرر الرحيل عن إنكلترا، كان يؤمن أن هذا هو التوقيت المناسب، ولكنه في صيف 2012 بدأ في الحديث مع دوائره المقربة عن أنه ربما كان بإمكانه البقاء لفترة أطول هناك.. على الأقل كان سيصبح أكثر سعادة.




 

المساهمون