في قمة العشرين.. الكل يغني على ليلاه

04 سبتمبر 2016
صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة GETTY
+ الخط -




بدأت اليوم الأحد في الصين أعمال قمة دول مجموعة العشرين، والتي شارك فيها قادة الدول الأغنى في العالم، وتتشكل من مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى والاتحاد الأوروبي، و11 دولة ناشئة منها السعودية.

العنوان العريض للقمة كان بحث كيفية التعامل مع تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، وقضايا الفساد، ومخاطر الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، والقيود المفروضة على التجارة الدولية.

وعلى الرغم من أن العالم مقبل على واحدة من أصعب وأعقد الأزمات الاقتصادية والمالية، والتي ربما تنفجر هذه المرة من الصين، الدولة المستضيفة لقمة العشرين، إلا أن الملفت في القمة الحالية هو تركيز القادة المشاركين بها على بحث قضايا ثنائية تتعلق بأزمات بلادهم الاقتصادية، وكيفية مساهمة الآخرين في حلها عن طريق إبرام اتفاقات وصفقات مشتركة، وإزالة العوائق أمام حركة التجارة بين البلدين، أو توجيه صناديق كبرى للاستثمار داخل الدول التي تعاني من مشاكل مالية أو أزمات في السيولة.

فقمة الرئيسين الأميركي، بارك أوباما، والصيني، شي جين بينغ، المنعقدة اليوم، بحثت بالدرجة الأولى معوقات الاستثمار والتجارة بين البلدين، وكيفية التعامل مع سياسات الحماية التجارية التي تفرضها الصين وتعرقل بموجبها دخول الاستثمارات الأميركية إليها، كما بحثا إقامة نظام استثمار شفاف ومنفتح، ولا ينطوي على تمييز كما يقول الأميركان، إضافة للتركيز على معاهدة الاستثمار المعطلة.

ورئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، كان همها الأول هو التأكيد على أن اقتصاد بلادها سيعاني نتيجة قرار مغادرة الاتحاد الأوروبي، ولذا راحت تبحث في القمة عن إجراءات وخطوات تساند اقتصاد بلادها خلال الفترة المقبلة، وتعويض المزايا التي ستفقدها بلاده بالخروج من الاتحاد الأوروبي، ومن بين الخطوات التي بحثتها في لقاءاتها التوصل إلى اتفاق مبكر للتجارة الحرة بين بلادها وعدد من الدول، ومنها أستراليا كما أعلن مالكوم ترنبول رئيس الوزراء الأسترالي.

والرئيس التركي أردوغان كان همه في القمة البحث عن كيفية جذب مزيد من الاستثمارات والسياح لبلاده، لتحقيق معدل النمو المستهدف وتقليص تأثيرات محاولة الانقلاب الفاشلة، والتي جرت منتصف يوليو/تموز، وأسفرت جهوده بالفعل عن عقد لقاء مع الرئيس الروسي بوتين، أعقبه الإعلان عن تأسيس صندوق استثمار روسي تركي، والترويج لصندوق تركيا السيادي، وإعطاء دفعة قوية لمشروع السيل التركي الذي سيتم من خلاله تزويد أوروبا بالغاز عبر تركيا، وتحويل الأخيرة إلى ممر عالمي للطاقة.

وعندما التقى أردوغان بالمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، كان العنوان العريض للقاء هو تطوير العلاقات الألمانية التركية، وتعزيز تطبيق اتفاق المهاجرين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، والذي ستحصل أنقرة بموجبه على مساعدات تفوق سبعة مليارات يورو.

وولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، طرح خلال مشاركته في القمة رؤية بلاده 2030، والتي أكد من خلالها العمل على تنويع الاقتصادات السعودية، وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للموازنة العامة للدولة، وعندما التقى ولي ولي العهد مع بوتين كان العنوان الأبرز هو التعاون بين روسيا والسعودية، أكبر بلدين منتجين للنفط في العالم، لإعادة الاستقرار لسوق النفط وعودة الأسعار للارتفاع في الأسواق الدولية.

وعلى الرغم من استضافة الصين للقمة، إلا أن رئيسها استغل الحدث في بحث عدد من الملفات العالقة، ومنها مطالبة الدول بتوفير بيئة شفافة ونزيهة للمستثمرين الصينيين، وإزالة القيود أمام الصادرات الصينية، وتسويق الاقتصاد الصيني وكيف أنه بات جاذباً للاستثمارات الخارجية، خاصة مع الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة وخفض سعر العملة المحلية (اليوان).

في قمة العشرين، كان معظم القادة المشاركين يبحثون عن مصالح بلادهم الاقتصادية، وكيفية تسويق الإمكانات التي تنعم بها اقتصادياتهم، أما قصة علاج أزمات بطء الاقتصاد العالمي ومكافحة الفساد والحيلولة دون دخول العالم في أزمة مالية واقتصادية، على غرار أزمة 2008، وغيرها من الموضوعات الكبيرة فتم تركها للبيانات والكلمات الرسمية.



المساهمون