كشف تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أن شركات المقاولات الإسرائيلية، تواجه في الفترة الأخيرة موجة من العنصرية وشروط عمل تعجيزية، إذ يصر أصحاب البيوت والمشاريع الكبرى في إسرائيل، على قيام عمال يهود بأعمال الصيانة والطلاء والتشطيبات وليس عرباً، ما يجعل أصحاب هذه المصالح في ورطة، إذ إن الغالبية العظمى من العاملين في هذا القطاع هم من الشباب العرب.
ويبتعد الإسرائيليون عادة عن العمل في مختلف فروع البناء والصيانة، باعتبارها أعمالا "سوداء" تترك عادة للعرب.
وحسب تقرير يديعوت أحرونوت المنشور الثلاثاء، فإن موجة العنصرية الأخيرة تهدد أماكن عمل آلاف العمال الفلسطينيين من الداخل، في الجليل والمثلث والنقب، كما تهدد مصير مصالح أعمال يهودية كثيرة.
وتهدد العنصرية أيضا أعمالا في قطاعات البناء والطلاء وشركات النقل المختلفة، وصيانة الحدائق وشركات النظافة وغيرها.
وقال رئيس المنظمة الإسرائيلية للتجارة، عزرا عطية، "إن هذه الظاهرة موجودة منذ فترة، إلا أنها تفاقمت في الأسابيع الأخيرة، حيث أبلغنا أصحاب مصالح يهود مؤخرا بأنهم يتكبدون خسائر مالية لكون عمالهم من العرب".
وحسب الصحيفة، قال موطي أكشوطي، الذي يعمل في مجال المقاولات، إنه يخسر في الفترة الأخيرة أعمالاً ومناقصات، لأن أصحاب البيوت الذين يريدون إجراء ترميمات في بيوتهم، يرفضون أن يكون بين طاقمه عمال عرب.
كما نقلت الصحيفة أن عددا كبيرا من سائقي التاكسيات العرب الذين يعملون في تل أبيب ومدن أخرى، يتم صرفهم بعد طلب تاكسي عندما يتضح لطالب السفر أن السائق عربي.
وتفيد شهادات مختلفة لموظفين وموظفات عربيات في المحال التجارية الإسرائيلية، أن أصحاب العمل الإسرائيليين بدؤوا مؤخرا في تغيير ترتيبات العمل وتنظيم الورديات المختلفة.
وقالت فتاة فلسطينية من إحدى قرى المثلث، تعمل في أحد المجمعات التجارية في تل أبيب، رفضت الكشف عن هويتها، إن مسؤولة الصندوق بدأت مؤخراً تغيير ترتيب مواعيد عملها، واقترحت عليها، نقلها من موظفة على صندوق الدفع إلى موظفة تعمل في ترتيب البضائع على الرفوف، وذلك بحجة تلقيها شكاوى من زبائن يهود، أبدوا مخاوف من التعامل معها، لا سيما أنها محجبة.
وحسب تجار "أخذ الزبائن الإسرائيليون يبتعدون عن صناديق الدفع في المحال التجارية والمجمعات، إذا كان الموظف أو الموظفة من الفلسطينيين، ما يعكس ارتفاع موجة العنصرية ضد العمال الفلسطينيين والعرب خلال الفترة الأخيرة، إلا أنه في الوقت نفسه تكبدت العديد من القطاعات الاقتصادية للاحتلال الإسرائيلي خسائر باهظة بسبب العنصرية".