أزمة الوقود تجدد عهدها في مصر

18 سبتمبر 2015
الأزمة تتجدد مع قرب تشكيل حكومة جديدة (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

تشهد مصر بوادر أزمة في وقود جديدة، خصوصاً في مادتي البنزين والسولار، حيث تجددت مظاهر اصطفاف طوابير السيارات التي تمتد إلى كيلومترات أمام محطات الوقود، فيما عادت السوق السوداء للوقود مرة أخرى للمشهد.

وسجلت الشوارع الرئيسية في محافظات القاهرة والجيزة تكدساً كبيراً أمام محطات الوقود، ما خلّف ازدحاماً عطل المرور في تلك الشوارع فترات طويلة خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وقال محمد علي، سائق سيارة أجرة، لـ "العربي الجديد"، أمس: "الأزمة ظهرت منذ أربعة أيام، لكنها تشتد يوما بعد آخر، أنتظر أمام المحطة منذ نحو ست ساعات ولم أحصل على البنزين حتى الآن".

وذكر سائق آخر، يدعى خالد نور، لـ "العربي الجديد"، أن قلة المعروض من المشتقات النفطية دفعتهم إلى اللجوء إلى السوق السوداء التي تنشط في مثل تلك الأزمات، مؤكداً أن أسعار الوقود تتضاعف في الأسواق غير الرسمية.

ولم تقتصر الأزمة على محافظات الشمال ووسط مصر فقط، بل امتدت إلى الجنوب، لكن أكثر حدة، حيث اختفت المواد النفطية، تقريباً، من تلك المحافظات.

وقال خالد عبده اللطيف، مزارع من أسيوط (جنوب مصر)، لـ "العربي الجديد": "الوقود غير موجود بالمرة، وسعر لتر السولار ارتفع في السوق السوداء أكثر من 4 جنيهات (السعر الرسمي 1.8 جنيه)، ونضطر لشرائه حتى لا يموت الزرع".

وقال أحد مديري المحطات في ميدان الجيزة، رفض ذكر اسمه، إن نقص الوقود بدأ منذ أكثر من أسبوع، وإن الأزمة اشتدت مع زيادة الطلب بسبب اقتراب موعد عيد الأضحى.

وأضاف، لـ "العربي الجديد"، أن حصة المحطة تتأخر باليوم واليومين، مما يضطر الإدارة إلى عدم السماح ببيع كميات كبيرة؛ لتلبية أكبر قدر من حاجات المواطنين.

في المقابل، قال رئيس شعبة المواد البترولية في الاتحاد العام للغرف التجارية، حسام عرفات، إنه لا يوجد نقص في حصص محطات توزيع الوقود، مؤكداً أن الأزمة الحالية لا تعدو كونها اختناقات مؤقته في بعض المناطق لا غير.

اقرأ أيضاً: عودة طوابير السيارات أمام محطات الوقود في مصر

وأضاف عرفات، لـ "العربي الجديد"، أن سبب هذه الاختناقات يرجع إلى زيادة الطلب مع قرب عيد الأضحى وعودة المدارس، الأمر الذي أدى إلى زيادة كبيرة في الطلب.

وأوضح أن أصحاب الباصات المدرسية بدأوا في تخزين كميات كبيرة قبل دخول الدراسة لتجنب أي عطلة في الوقوف أمام محطات الوقود خلال الفصل الدراسي.

وقال المتحدث الرسمي لوزارة التموين والتجارة الداخلية، محمود دياب، لـ "العربي الجديد": إن الوزارة لم ترصد أيّ أزمات في المواد البترولية، موضحاً أن ما تردد عن ظهور بوادر أزمة في المنتجات البترولية في القاهرة والمحافظات عار تماماً من الصحة.

وأضاف أن وزارة التموين تنسق مع وزارة البترول ومباحث التموين لضخ وتوزيع المنتجات البترولية في الأسواق أو المناطق التي تشهد طلباً كبيراً، وأن هناك خطاً ساخناً للشكوى، يمكن لأي مواطن الاتصال به في حالة تضرره من أي خطأ والإبلاغ عنه.

ونفى نائب رئيس هيئة البترول للعمليات، عمرو مصطفى، في بيان صحافي، أمس، وجود أزمة في البنزين أو السولار، قائلاً: إن الكميات التي يتم ضخها في السوق المحلية تقترب من 20 ألف طن من البنزين يومياً، فضلاً عن 40 ألف طن من السولار يومياً، هي ذات الكميات التي تضخها الوزارة يومياً. نافياً حدوث أي نقص في المعروض النفطي.

وأشار إلى أن التكدس على المحطات نتيجة تردد بعض الشائعات عن نقص الوقود وإقبال المواطنين على السحب بمعدل يفوق احتياجاتهم، أدى إلى زيادة معدلات السحب منذ السبت الماضي.

وأوضح أن الهيئة رفعت كميات البنزين التي تضخها إلى السوق إلى 22 ألف طن يومياً، منها 11 ألف طن من بنزين 92، كما رفعت كميات السولار إلى 42 ألف طن، وذلك لتلبية احتياجات المواطنين خلال عيد الأضحى.


اقرأ أيضاً: غضب في الشارع المصري بسبب اختفاء الوقود من المحطات

المساهمون