آية إبراهيم صارت وحيدة بعد موت أبيها في سورية

05 أكتوبر 2015
تتمنى العودة إلى سورية (العربي الجديد)
+ الخط -

تركت آية إبراهيم (11 عاماً) منزلها في مخيم اليرموك في سورية هرباً من الحرب. ذكرياتها الأخيرة عن المكان الذي ولدت وعاشت فيه تبدو أليمة. تقول لـ "العربي الجديد": "جئت إلى لبنان منذ ثلاث سنوات بسبب قصف الطائرات البيوت القريبة من منزلنا". تذكر أنه في أحد الأيام، اهتز بيتهم بقوة، وتحطّم زجاج النوافذ. حين غادرت، كان البيت ما زال قائماً، لكنها لا تعرف شيئاً عنه اليوم.

حين جاءت وعائلتها إلى لبنان، سكنت في مخيم المية ومية شرق مدينة صيدا (جنوب لبنان). لكن البيت كان ضيّقاً للغاية، ما دفع العائلة إلى تركه. تقول: "سافر جميع أفراد عائلة أبي إلى أوروبا من دون أن يعاودوا الاتصال بنا. صارت أمي تبحث عن مكان نعيش فيه، علماً أن أبي مات خلال الحرب بسبب انفجار قارورة غاز". تضيف: "من بعده، لم يعد يسأل أحد عنا. وبعد البحث، وجدنا مكاناً ملائماً في أحد المباني في مدينة صيدا، وإن كان عبارة عن غرفة أعيش فيها مع أمي وشقيقتَيَّ إسراء الأكبر سناً، وعلياء الصغرى".

بعدما غادرت آية سورية، كانت قد أنهت الصف الثالث الأساسي. في لبنان، التحقت بمدرسة نابلس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مدينة صيدا. ولأن الأوراق التي تثبت أنها أنهت الصف الثالث لم تكن في حوزتها، أعادت دراسة الصف الثالث. هي اليوم في الصف السادس الأساسي. في أيام العطلة، تذهب وصديقاتها في رحلة تنظمها بعض الجمعيات. ومن بين النشاطات الكثيرة، اختارت الرقص، حتى إنها صارت ماهرة اليوم، لا بل باتت قادرة على تدريب صديقاتها.

لا تستطيع والدة آية العمل. أيضاً، رفضت انخراط أطفالها في سوق العمل. في هذا السياق، تقول آية إن لجاناً عدة تزورهم بشكل دائم للمساعدة، بالإضافة إلى كاريتاس التي تنفذ نشاطات عدة "تدخل الفرح إلى قلوبنا". تلفت أيضاً إلى أن بعض الجمعيات تقدّم لنا راتباً شهرياً يعيننا على تسيير شؤوننا. وعلى الرغم من أنهن تدبرن أمورهن، إلا أنها لا تبدو مرتاحة في لبنان. وتتمنى إما السفر إلى أي بلد أوروبي أو العودة إلى سورية. تقول إن البلاد الأوروبية أفضل بكثير من هنا، ويمكن أن توفر جميع احتياجاتنا، من مسكن لائق وطعام أفضل وحياة أجمل. من جهة أخرى، تقول إن في سورية مدرستي ورفاقي الذين أحبهم، وبيتي وألعابي. أيضاً، تتمنى العودة إلى سورية حتى تتنزه في السوق مع أصدقائها. تضيف أن الحياة في سورية أفضل بكثير لولا الحرب.

اقرأ أيضاً: الطفل السوري ميراز لا يحب الحياة في لبنان
المساهمون