لا بد أن يأتي الفرج

لا بد أن يأتي الفرج

08 يناير 2018
لا بدّ أن نعيش بسلام (فليكر)
+ الخط -
دقائق وننتهي. بعض الكتب تقول ذلك. بعض الفلاسفة والأمثال الشعبيّة والحكم. كلمات جدٍّ أو جدّةٍ في لحظات تجلٍّ. الفرح ينتهي ولا يدوم. تلك اللحظات التي نضحك فيها طويلاً، حتّى نكاد نظن أنّنا لن نتمكن من التوقّف، تنتهي. والحقيقة في ملامحنا، وفي شحوب سيعلّق عليه كثيرون. شاحبون نحن، ونتحوّل إلى أشباه أنفسنا.

لا بدّ أن تُفرج. ولا بدّ أن نصدّق أنّ ذلك ممكن. صعبٌ بالنسبة إلينا، نحن الذين نختبر ألماً تلو الآخر. كأنّه حلقة واحدة، لا استراحة فيها. لكنّ النهايات أكيدة، ومشكلتنا هي مع الوقت والزمن وليس شكل النهاية. الوقت الذي يستنزف قدرتنا على استقبال النهاية، بحلوها أو مرّها. يجعلها قاسية، كما أيّامنا. يبدو كأنّه يسخر منّا، ومن محاولاتنا الاستمرار في التزاماتنا في الحياة، أكثر من الحياة نفسها.

نستمرّ لأنّنا مجبرون. لأن أرواحاً تنتظر شيئاً منّا، ولأنّ الحياة تروّضنا على ذلك. نستيقظ باكراً ونستعد لنهار طويل وتفاصيل كثيرة، ثمّ ننام هاربين منها. ونكون من المحظوظين إذا لم تُلاحقنا في أحلامنا.

ربّما الأجمل ألّا نحلم، وننقطع عن حياتنا في الأمس والحياة التي تنتظرنا غداً. نغيب عنها قليلاً قبل أن نعود. نغيب لنكون أنفسنا، فالحياة لا تمنحنا هذه الفرصة، ولو شغّلنا الموسيقى، وغرقنا في حوضِ مليء بالمياه والصابون ذي الرائحة الطيبة.

الألم لا ينام. يفكّر في مزيد من الأذى لأرواحنا، كأنه يُعاقبنا في كلّ لحظة على أخطاء قد نكون ارتكبناها أو لم نرتكبها.

والألم ينظر إلينا كمواد متحرّكة، فينخر اللحم الحي فينا. في النهاية، لا بدّ أن نتحوّل إلى مادة لا قيمة لها، إلّا أنها لا تتحرّك.

أحلم لو أنّ الألم صار قديماً، وقد نسيته. لكنّه مستمرّ إلى ما بقي من مستقبل. لا بدّ أن تُفرج، كما يلتقي "طوم وجيري" في صورة النهاية. كأنّ شيئاً لم يكن. كلّ ذلك الأذى ينتهي، وأخيراً يبتسمان إلى جمهورهما.

كلّ ما سبق كان مجرّد مزاح. وحياتنا، هل تنتهي هكذا؟ كيف يُنسى الألم؟ الوقت مرّة أخرى. الوقت الذي صنعه قادر على إخفائه، من دون أن يختفي منّا تماماً. هو قادر على الظهور فينا مجدداً، كأنه كان يرافقنا في كل لحظة.

وما بعد الألم فرج. لا بدّ أن يحدث شيء. وكما نحلم أن نموت بسلام، لا بدّ أن نعيش بسلام. ستُفرج حتماً. هكذا يردّدون. الوجوه شاحبة وتعبة. لكن ستُفرج، وما على الوجوه إلّا أن تحلم ليلاً ونهاراً بموعد هذا الفرج. فلا بدّ أن يأتي الفرج.

دلالات

المساهمون