شمال سورية: التدابير الوقائية ضدّ كورونا غير كافية

29 مارس 2020
حملات التوعية محدودة (عبد العزيز كتاز/فرانس برس)
+ الخط -


بدأت المجالس المحليّة والمنظّمات العاملة في منطقتيّ درع الفرات وغصن الزيتون بسلسلة من الإجراءات الوقائية ضدّ فيروس كورونا، تشمل حملات توعية عن الفيروس وكيفيّة انتقاله، إضافة إلى طرق تجنّب نقل العدوى، وحملات رقابة لمنع التجمّعات والحدّ منها.

في ظلّ هذه الأوضاع يبدي المواطن، أحمد أبو خليل (42 عاما)، بعض التحفّظات على الإجراءات التي تقوم بها الجهات المسؤولة، في ما يخصّ الوقاية من الفيروس، ويقول لـ"العربي الجديد": "طبيعة عملي تتطلّب منّي التنقّل بين قرى وبلدات عفرين، فضلاً عن التنقل بين إدلب وعفرين أيضا. أرى في تنقّلاتي أنّ هناك نوعا من اللاّمبالاة بين الأهالي، إضافة إلى أنّ حملات التوعية التي تجري في منطقة عفرين محدودة وأقلّ من المطلوب بكثير. المرحلة تتطلّب التركيز على نشر الوعي أكثر والتعريف بفيروس كورونا عبر حملات منظّمة على المدن والقرى في عفرين، ويجب أن يحدث ذلك بخطوات متعاقبة أكثر".


ومن بين الإجراءات التي اتّخذها المجلس المحلي في منطقة عفرين (شمال غرب حلب)، إغلاق كافة الحدائق العامة في المدينة، إضافة إلى منع إجراء المناسبات في الصالات والأماكن العامة، مع اتخاذ الإجراءات اللاّزمة، ضدّ من لا يلتزم بإجراءات حفظ الأغذية.

بينما يتساءل، خالد العمر، الذي يقيم في مدينة الباب عن الوقت اللاّزم لإيجاد لقاح يضع حداً للفيروس، ويقول لـ"العربي الجديد": "نحن أناس عاديون نركض خلف لقمة عيشنا، لم نكد نلتقط أنفاسنا ونشعر بشيء من الاستقرار في مدينة الباب، حتى جاءنا هذا الوباء. تأثّر عملي بمجال صيانة الموبايل وبيع إكسسواراته بسبب الفيروس، وهذا يضعني تحت ضغوط معيشيّة كبيرة. كلّ ما أتمناه، هو أن يكتشفوا علاجاً لهذا الوباء، وتعود حياتنا إلى طبيعتها".

ويوازن مدير فريق "منسّقو استجابة سورية"، محمد حلاج، بين الجوانب الإيجابية والأخرى السلبية في التعاطي مع الفيروس في المناطق المحرّرة، موضحاً لـ"العربي الجديد"، "أنّ الإيجابيات، في الوقت الحالي، هي أنّ الأهالي بدأوا يدركون مدى خطورة انتشار الفيروس، وحملات التعقيم ترتفع تدريجياً، كما أنّ جزءاً من الناس بدأوا يدركون أهميّة الحجر الصحي الطوعي أو البقاء في المنزل واتّباع التدابير الوقائية. أمّا السلبيات، فهي أنّ حملات التوعية ليست كافية بعد، فضلاً عن أنّ الحملات تقام وسط تجمّعات، دون مراعاة قاعدة التباعد الضرورية بين الناس، بالإضافة إلى أنّ هذه الحملات تُقام في مناطق دون أخرى. إذ ليس هناك حملات توعية، حتى الآن، في المخيّمات العشوائية، ونحن نعلم أنّ العبء كبير على المنظّمات والجهات الأخرى".

وأشار حلاج إلى أنّ المنظّمات الطبية هي الوحيدة التي يجب أن تتحمّل مسؤولية حملات التوعية بين الناس، في إشارة إلى أنّ هذه المنظّمات، هي القادرة على اتخاذ التدابير الوقائية لمنع تفشي الفيروس، ومنع إصابة كوادرها أو نقل الكوادر في حال إصابتهم الفيروس للأهالي.

المساهمون