مستشفيات العراق بلا كهرباء والمرضى يقتلهم الحرّ

08 يوليو 2018
الأهالي ينقلون مرضاهم إلى مستشفيات كردستان (فيسبوك)
+ الخط -


كشفت منظمة محلية عراقية في بغداد اليوم الأحد عن وفاة عدد من المرضى في المستشفيات بسبب انقطاع التيار الكهربائي، بالتزامن مع موجة الحرّ التي تضرب البلاد منذ أيام وبلوغ درجات الحرارة معدلات قياسية.

ووفقا لمصادر طبية عراقية في بغداد فإن ما لا يقل عن 10 مواطنين عراقيين غالبيتهم أطفال قضوا خلال الأيام الثلاثة الماضية، في مستشفيات ببغداد وغرب وجنوب العراق نتيجة انقطاع الكهرباء لساعات يومياً.

وبحسب المصادر ذاتها فإن المولدات الاحتياطية للمستشفيات غير قادرة على العمل مدة 18 أو 20 ساعة يومياً، خصوصاً بعد انخفاض ساعات التغذية الحكومية بالكهرباء إلى أقل من 6 ساعات في اليوم. وتابع "للأسف هناك أجهزة أوكسجين وإعطاء وريدي توقفت، وغرف عمليات انقطعت عنها الكهرباء أثناء إجراء العمليات للمرضى، ومن بين الذين قضوا اثنان من جرحى قواتنا المسلحة"، في إشارة إلى جرحى الجيش العراقي.

وقال رئيس منظمة دجلة لحقوق الإنسان، ضياء الوكيل لـ"العربي الجديد"، "إن انقطاع الكهرباء عن المستشفيات ووجودها بمنازل المسؤولين والسياسيين ورجال الدين ومنازل المنطقة الخضراء أمر مقزز للغاية، وغير آدمي"، مبينا أن "نسبة تماثل المرضى الراقدين بالمستشفيات للشفاء تراجعت إلى النصف".

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع تسجيلية أظهرت انقطاع التيار الكهربائي في ردهات المرضى الراقدين في بعض مستشفيات البلاد، وسط مناشداتهم هم وذويهم للحكومة بالتدخل لإنقاذ حياة المرضى.

الإعلامي حسين العراقي نشر مقطعاً تسجيليا على صفحته الرسمية قال فيه:" المرضى في مستشفى الزهراء بمحافظة واسط يعانون من انقطاع الكهرباء مع ارتفاع درجات الحرارة". وأظهر التسجيل أحد ذوي المرضى الراقدين في المستشفى وهو يتحدث عن انقطاع التيار الكهربائي بشهادة المرضى الراقدين في ردهة الطوارئ وردهة الإنعاش. وقال صاحب التسجيل "قمنا بإخراج مريضنا من المستشفى بسب الأعطال في المستشفى وهناك مرضى مصابون بجلطات يرقدون هنا دون تكييف".




هذه الحالة واحدة من عشرات الحالات التي لم تتمكن عدسات الناشطين من توثيقها بسبب منع السلطات المسؤولة عن حماية المستشفيات من التصوير.

وقال الناشط المدني مظفر الجواري: "حاولنا الدخول إلى عدد من المستشفيات لتصوير الحالة المزرية التي يمر بها المرضى الراقدون في ردهات الإنعاش والطوارئ بسبب انقطاع التيار الكهربائي، لكننا منعنا من التصوير". وأضاف لـ"العربي الجديد"، "وصلتنا أنباء مؤكدة عن حالات وفاة حصلت في مختلف المستشفيات بسب انقطاع التيار الكهربائي، ولم تتخذ وزارة الصحة إجراءات سريعة لإنقاذ حياتهم".

وشكا المرضى بدورهم من الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في معظم مستشفيات العراق دون أخذ احتياطات وبدائل من قبل وزارة الصحة والحكومة العراقية.

وأوضح مضر الكريعاوي "رقدت في أحد مستشفيات بغداد بعد إجراء عملية جراحية في الأمعاء، ولكن المصيبة أن الكهرباء كانت تنقطع عدة ساعات في اليوم، فلم أستطع الصمود أكثر وهذا دفع والداي لنقلي إلى أحد مستشفيات كردستان".


وينقل أغلب الأهالي مرضاهم إما إلى مستشفيات أهلية أو إلى مستشفيات في إقليم كردستان، نظراً لوجود مولدات عملاقة تسد النقص الحاصل في الطاقة الكهربائية بحسب مختصين.

وأشار ميسر الزبيدي (51 عاماً) إلى أن أغلب مستشفيات العراق تتحول إلى ما يشبه الفرن بالنسبة للمرضى الراقدين فيها بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء، والغريب عدم تشغيل المولدات لتعويض الطاقة بحجة نقص الوقود". وتابع "مرض طفلي وأخذته إلى أحد المستشفيات وبسبب الحالة المزرية للطاقة الكهربائية خشيت عليه من الموت حراً فاضطررت لنقله إلى مستشفى أهلي وشراء وقود على حسابي الشخصي تحسباً من انقطاع الكهرباء".

وتضرب العراق موجة حر شديدة جداً سجلت فيها درجات الحرارة معدلات قياسية غير مسبوقة في عدد من مناطق البلاد فاقت 56 درجة مئوية، ودفعت المواطنين إلى البقاء في المنازل أو الخروج إلى العمل واضعين على رؤوسهم قطع قماش مبللة تفادياً لإصابات الشمس.




ونشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا لعملية قياس درجة الحرارة تحت الشمس أظهرت 56 درجة مئوية في الشمس، و49 درجة في الظل، ما اعتبره الخبراء بمثابة خطر شديد على صحة المواطنين.

وتعاني البنية التحتية للمؤسسات الصحية في العراق تهالكاً واضحاً بعد عام 2003، ولم يطرأ عليها إعادة تأهيل. في وقت تعاني فيه معظم مستشفيات البلاد من نقص حاد في الكوادر الطبية والمعدات والأجهزة اللازمة ومولدات الطاقة الكهربائية.

يشار إلى أن إيران أقدمت قبل أيام على قطع الشبكات المغذية للطاقة الكهربائية بالعراق، والتي أبرم عقدها بين طهران وبغداد منذ عدة سنوات، وذلك دون توضيح الأسباب الموجبة للقطع، ما أسفر عن نقص حاد في الطاقة الكهربائية في عموم البلاد.

دلالات
المساهمون