أميركية تعلم اللاجئين السوريين الإنجليزية في الأردن

01 ديسمبر 2015
المدرسة ماري (العربي الجديد)
+ الخط -

بدأت الأميركية ماري بانكوست تدريس اللغة الإنجليزية للاجئين سوريين في الأردن، منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، لمساعدتهم على تطوير مهاراتهم اللغوية وزيادة فرصهم في متابعة تعليمهم في الخارج.

وتحدثت بانكوست عن تجربتها لـ"العربي الجديد"، قائلة إن "القصة بدأت بمنشور على فيسبوك، طلب فيه متطوعون أجانب لتعليم طلاب سوريين اللغة الإنجليزية، أجبت عليه باستعدادي، ثم قابلت اثنين من بريطانيا كانا قد عملا على المشروع في مركز (سوريات عبر الحدود) بعمّان، وأرادا له الاستمرار بعد عودتهما إلى بلدهما".

وأشارت ماري إلى أن تدريس الإنجليزية يصب في اختصاصها، فهي حائزة على شهادتين جامعيتين؛ الأولى في الأدب الإنجليزي الكلاسيكي، والأخرى في القانون الدولي، بالإضافة إلى ماجستير في الأنثروبولوجيا، وهي الآن في الأردن لإجراء بحث رسالة الدكتوراه عن حياة الأردنيين والسوريين معا في الأردن.

وقالت "لم أرغب أن ينحصر وجودي في عمان بمتابعة بحثي الأكاديمي فقط، لطالما كنت منخرطة بالأعمال التطوعية في أميركا على صعيد التدريس والمحاماة، وأردت أن أتابع هذا النشاط في الأردن، علمت أن الطلاب السوريين الذين يرغبون بمتابعة دراستهم باللغة الإنجليزية يحتاجون للدعم في هذا المجال، ووجدت أن مهارتي تسعفني في مساعدتهم، خاصة أنني أدرس اللغة العربية أيضا، وسبق أن قمت بتدريس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية في جامعة فيرجينيا".

بدأت ماري تعليم الشباب السوريين الإنجليزية قبل سنة تقريباً في أكثر من مركز بعمّان، وأيضاً في مخيم الزعتري للاجئين شمال الأردن.
ووصفت تجربة التدريس في الأردن بالعمل الأكثر جمالاً وتأثيراً في حياتها، وأضافت أن طلابها السوريين كانوا من الأشخاص الاستثنائيين والمميزين الذين قابلتهم، "إنهم جادون في تعلم الإنجليزية، ما يسهل عمل أي أستاذ، ودائماً ما يصلون إلى الصف باكراً حاملين معهم أسئلة خارجية".

وعلى الصعيد الشخصي قالت إنهم يبدون اهتماما كبيرا بها "على سبيل المثال كانوا يعلمون أني مسيحية وسأقضي أعياد رأس السنة بعيدا عن عائلتي، فأرسلوا إلي الكثير من الرسائل الدافئة والمعايدات التي أسعدتني،"، كما فاجأوها يوم ميلادها باحتفال صغير أقاموه لها في مركز (سوريات عبر الحدود).

واعتبرت بانكوست أن "الصف ليس مكانا لتعلم الإنجليزية فقط، فهم يتشاركون خبراتهم بالعربية أيضا، ويتبادلون المعلومات حول ثقافة كلا الطرفين، وعن تاريخهم الشخصي أيضاً، وأنواع الأطعمة وحتى النكات التي يحبونها".

وقالت "كثيرا ما يشكرني طلابي لأني جئت لأعلمهم، لكني أخبرهم أنه لا داعي للشكر، لأن انتقالي لمدينة جديدة في بلد جديد كان من شأنه أن يكون تجربة مخيفة لامرأة أجنبية ووحيدة مثلي، لكن الحب والمرح اللذين منحا لي بددا أي شعور بالوحدة عندي".

وزادت أن الكثير من طلابها أصبحوا أصدقاء حقيقيين لها، وفتحوا لها حياتهم وبيوتهم وهي بدورها تفعل الأمر ذاته تجاههم، وأنها بقيت على تواصل معهم حتى خلال سفرتها القصيرة إلى أميركا خلال الصيف، وختمت بقولها إنها ممتنة كثيرا لأنها حظيت بهذه الفرصة مع الشباب السوريين.

المساهمون