وجاء تدخل قوات الشرطة بشكل مباشر في الجامعات ليكرر أحداثا جرت في العام الدراسي الماضي الذي اقتحمت الشرطة فيه عددا من الجامعات واعتقلت عشرات الطلاب وأصابت عددا منهم وقتلت أخرين.
كما يثبت لجوء النظام إلى قوات الشرطة فشل الاستعانة بشركة الأمن الخاصة "فالكون"، التي تعاقدت معها وزارة التعليم العالي على تأمين عدد من الجامعات، لكن الطلاب رفضوا تواجدها واشتبكوا مع عناصرها منذ اليوم الدراسي الأول.
واقتحمت قوات من الشرطة اليوم، جامعة الأزهر لتفريق الفعاليات الاحتجاجية لحركة "طلاب ضد الانقلاب"، التي انطلقت من أربعة أماكن متفرقة داخل الجامعة. وقال شهود عيان إن قوات الأمن التي تحاصر الجامعة منذ اليوم الأول لبدء الدراسة دخلت من جميع أبواب الجامعة".
وكانت حركة "حرائر الأزهر"، استبقت مظاهرات الطلاب بفعالية أمام مسجد نوري خطاب بمدينة نصر على شكل سلسلة بشرية، وهتفن ضد الشرطة، واستمرار اعتقال الطالبات، وغلق المدينة الجامعية وما سببه من عدم انتظام الطالبات المغتربات في الحضور، وبالتوازي مع تلك الفعالية نظمت طالبات كلية الدراسات الاسلامية فرع بورسعيد والمنصورة مسيرة مناهضة للانقلاب العسكري، ومطالبة بعودة الطالبات المفصولات والإفراج عن المعتقلين.
واقتحم عدد من البلطجية بصحبة قوات الأمن، اليوم الأحد حرم جامعة المنصورة، لتفريق مسيرة لطلاب الجامعة، تنديدا بالحكم العسكري والتعامل الأمني العنيف مع طلاب الجامعات.
وقالت الصفحة الرسمية لحركة "طلاب ضد الانقلاب"، إن: "قوات الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش على الطلاب، مما أوقع عددا من الإصابات، فيما اعتقلت العديد من الطلاب من داخل الجامعة، وانتشر أفراد للأمن بزي مدني لمطاردة الطلاب".
مداهمة منازل الطلاب
ورصدت صفحة "طلاب ضد الانقلاب" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، استمرار حملة مداهمة منازل الطلاب، موضحة أن قوات الأمن اقتحمت منزل الطالب بالفرقة الرابعة كلية الدعوة الاسلامية سيد قطب محمد علي، ليلة أمس السبت في مدينة "ايتاي البارود" بمحافظة البحيرة، وبحسب رواية أسرته فإن قوات الأمن كسرت معظم محتويات المنزل ومزقت كتب ابنهم وشهادات التقدير التي حصل عليها، وتم اقتياده إلى مكان غير معلوم.
وفي جامعة القاهرة، أكد أحمد ناصف، المتحدث باسم "حركة طلاب ضد الانقلاب" أن قوات الأمن، اقتحمت حرم الجامعة بعد ظهر اليوم الأحد، لتفريق فعاليات الطلاب، مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع ورصاص الخرطوش، واعتدت على عدد من الطلاب المشاركين في التظاهرات.
وكان المئات من طلاب جامعة القاهرة خرجوا في مظاهرة رافضة للحكم العسكري في مصر وللتدخل الأمني في الجامعات والمطالبة بالإفراج عن الطلاب المعتقلين.
كما اعتدت قوات الأمن، ظهر اليوم الأحد، على تظاهرة لطلاب كلية طب القصر العيني بجامعة القاهرة، مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب.
وكان العشرات من طلاب كلية الطب، تظاهروا أمام مبنى الكلية، منددين بالتدخل الأمني في الجامعات، ورافضين للانقلاب العسكري في مصر، ولم ترد أنباء حتى الآن عن وقوع إصابات بين الطلاب.
ونشرت الصفحة الرسمية لحركة "طلاب ضد الانقلاب" بجامعة القاهرة، صورة لأحد أفراد الأمن بالزي المدني وهو يطلق الرصاص الحي من مسدس أمام الطلاب داخل حرم كلية الطب بالقصر العيني.
وكانت قوات الشرطة اقتحمت اليوم الأحد، مبنى كلية الطب لتفريق تظاهرة طلابية خرجت للتنديد بالانقلاب العسكري، وللمطالبة بخروج الأمن من الجامعات، مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش.
جامعة المنيا
وفي صعيد مصر، اقتحمت قوات الأمن اليوم الأحد، حرم جامعة المنيا، مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق فعالية طلابية خرجت احتجاجا على التدخل الأمني بالجامعات، ورفضا للانقلاب العسكري.
وبحسب بعض شهود العيان، وقعت عدد من حالات الإغماء بين الطلاب نتيجة إطلاق الغاز المسيل للدموع، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات مباشرة بين الطلاب.
من جانبه قال المتحدث باسم المجلس الثوري المصري، خالد الشريف، إن: الأحكام القاسية على حرائر وطالبات الأزهر وإهانتهن في السجون والمعتقلات، تؤكد أن قادة الانقلاب العسكري في مصر لا يعرفون شرفا للخصومة.
وتابع: "الانقلاب يسحل ويضرب حرائر الأزهر، بل وينتهك أعراضهن، وأبواق الإعلام تهلل وتبرر، وفاشية الانقلاب استباحت كل الحرمات ضد المعارضين".
وناشد الشريف، منظمات حقوق الانسان والمنظمات الدولية ونقابة المحامين التضامن مع حرائر وطالبت الأزهر المحكوم عليهن بالسجن 5 سنوات، ومن المنتظر نظر محكمة جنح مستأنف مدينة نصر غدا الاثنين قضيتهن.
كما ناشدهم، التضامن مع الطبيبة بمستشفى المطرية سماح حجازي والمحكوم عليها بالسجن 5 سنوات ولديها طفلين 3 سنوات وسنتين، ولا يوجد من يعولهما بعد اعتقال زوجها، والتي تنظر المحكمة قضيتها مجددا غدا الإثنين.