بخلاف ما هو مألوف، تأتي "جائزة ياسين الحافظ في الفكر السياسي" في دورتها الأولى، في مجال بعيد عن المدارات الرسمية المعتادة للجوائز العربية، فالجوائز التي تحمل أسماء مفكرّين نادرة في البلاد العربية.
الجائزة السنوية التي أعلن عنها أمس "مركز حرمون للدراسات المعاصرة"، في مجال الدراسات والبحوث، تشترط تقديم الأبحاث والدراسات التي تتناول موضوعاً محدّداً يطرحه المركز كل سنة في ذكرى رحيل الحافظ في 28 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث سيكون موضوع الدورة الأولى "المثقف في المنطقة العربية: الدور والوظيفة في عالم اليوم"، وبدءاً من أمس بدأ المركز في استقبال الأبحاث المشاركة لمدة شهرين أي حتى 28 كانون الأول/ ديسمبر 2016.
تحاول فكرة الجائزة إعادة التفكير في إنتاج الحافظ (1930-1978) الذي انطلق من ثلاثة محاور أساسية وهي الديمقراطية والعلمانية وحقوق الإنسان، وفي المعايير التي اعتمدها في مؤلفاته الفكرية، والتي استندت إلى النقد الموضوعي لكل التيارات حتى تلك التي يقترب منها فكرياً.
وقد جاء في بيان للمركز "يأتي اسم الجائزة في سياق ردّ الاعتبار للمفكر الكبير ياسين الحافظ، ابن مدينة دير الزور السورية، وللإعلاء من شأن الفكر النقدي في وجه الأيديولوجيات الشمولية المنتجة للاستبداد والتطرّف في آن معاً من جهة ثانية؛ فقد كان ياسين الحافظ في حياته، الشخصية والفكرية والسياسية، يسبح عكس بعض تيارات "اليسار العربي" التي كانت، وما زالت، بأحزابها وأيديولوجياتها المغلقة، والمنغلقة على نفسها، تحارب الفكر الحر عموماً، والفكر النقدي خصوصاً؛ فقد أبحر، بلا خوف أو تردّد، ضدّ تيارات التقليد، الماضوية والسلفية والتلفيقية واليسراوية، في اتجاه مستقبل ممكن، هو اتجاه الحداثة والمعاصرة والكونية، وأبدع في نقد الأيديولوجيات السائدة، وعدّها سبباً رئيساً من أسباب الهزيمة المزمنة".
من جانب آخر، تسعى "جائزة ياسين الحافظ في الفكر السياسي" إلى تشجيع المثقفين والباحثين من المنطقة العربية، على البحث العلمي في قضايا وإشكالات تهمّ صيرورة تطوّر المجتمعات العربية وبنيتها وتحولاتها ومساراتها، وتعميق البحث في مجال الفكر السياسي خصوصاً، وكشف وحلّ المعضلات الفكرية السياسية التي يطرحها الواقع العربي من موقع تحليلي نقدي.
يذكر أن قيمة الجائزة تبلغ 15 ألف دولار أميركي للفائز الأول، و10 آلاف دولار أميركي للفائز الثاني، وثلاثة آلاف دولار أميركي للفائز الثالث.