معلقون إسرائيليون: سلوك روسيا يشجعنا على مهاجمة سورية

27 ديسمبر 2018
توقعات بغارات إسرائيلية مكثفة على سورية(Getty)
+ الخط -
في وقتٍ توقعت مصادر إسرائيلية أن تكثف تل أبيب "قريباً جداً" غاراتها ضد وجود إيران و"حزب الله" في سورية، رأى معلقون إسرائيليون أن سلوك روسيا خلال الغارات التي نفذتها إسرائيل، أمس الأول، يشجع رئيس الوزراء ووزير الحرب الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة هذه السياسة.

ولفتت جميع قنوات التلفزة الإسرائيلية، أمس الأربعاء، الأنظار إلى حقيقة أن روسيا لم تعمد إلى استخدام منظومات الدفاع الجوية المتطورة التي تملكها في سورية "إس 400" أو تلك التي زودت بها جيش نظام بشار الأسد من طراز "إس 300"، والتي يقوم بتشغيلها خبراء روس، في اعتراض الطائرات الإسرائيلية المهاجمة، على الرغم من أن إسرائيل أبلغت الجيش الروسي مسبقاً بأنها ستنفذ غارات في عمق الأراضي السورية.

وأشارت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية (كان)، إلى أن قيادة سلاح الجو الإسرائيلي أبلغت قيادة الجيش الروسي في قاعدة "حميميم" السورية بالهجوم قبيل دقائق من وقوعه، مشيرة إلى أن الهجوم يعد إحدى أوسع الهجمات التي شنتها إسرائيل داخل سورية في الأعوام الثلاثة الماضية.


ولفت معلق الشؤون الدولية في القناة، موآف فاردي، إلى أنه بخلاف المرات السابقة، فإن وزارة الخارجية الروسية لم تستدع السفير أو الملحق العسكري الإسرائيلي في موسكو لإبلاغه بالاحتجاج على الغارة.

وادعى فاردي أن الروس محرجون من إسرائيل، على اعتبار أن الغارات الإسرائيلية نفذت ضد أهداف إيرانية تقع على بعد (40 كيلومترا) من الحدود مع إسرائيل، في حين أن الروس تعهدوا بأن يتم إبعاد الإيرانيين إلى مسافة (80 كيلومترا) على الأقل من الحدود.

وبحسب فاردي، فإنه بخلاف الانطباع الأولي، قلّص الانسحاب الأميركي من سورية هامش المناورة أمام روسيا، على اعتبار أن الخطوة التي أقدم عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستجعل عملية إعادة إعمار سورية مرتبطة فقط برغبة واشنطن، مبيناً أن الدول الأجنبية لن تخاطر بلعب أي دور في مشاريع إعادة الإعمار من دون موافقة واشنطن.

من جهته، سخر معلق الشؤون الروسية في قناة التلفزة الإسرائيلية (20) ذات التوجه اليميني، أرئيل بلوشطاين، من الحكومة الروسية، مشيراً إلى أن مقربي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدوا السوريين في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية في محيط اللاذقية بأنهم سيقومون بتزويد جيش بشار الأسد بمنظومة "إس 300" من أجل تأمين الأجواء الروسية وردع إسرائيل عن استهداف العمق السوري من جديد، إلا أن مواصلة الغارات الإسرائيلية تدلل على أنهم عاجزون عن الوفاء بتعهداتهم.

وفي تعليق بثته القناة الليلة الماضية، قال بلوشطاين إنه على الرغم من "القطيعة" التي يفرضها بوتين على نتنياهو ورفضه عقد لقاء معه، إلا أنه يمكن القول إن الرئيس الروسي معني بالعمليات الإسرائيلية من أجل تسهيل مهمة إخراج القوات الإيرانية من سورية.

أمّا المعلق العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، فقد اعتبر أن الانتقادات "الحادة" التي وجهتها روسيا لإسرائيل في أعقاب الغارات هدفت إلى لفت أنظار "النظام التابع لهم في دمشق" بأن موسكو لم تصمت على ما أقدمت عليه تل أبيب.

وحول تأكيد روسيا أن منظومات الدفاع الجوي السورية قد أسقطت معظم الصواريخ التي أطلقتها الطائرات الإسرائيلية، قال إنه يهدف إلى التدليل على أن منظومات السلاح الروسية تتفوق على نظيراتها الأميركية.

وعلى الرغم من أن ليمور لم يستبعد أن يمثل رد الفعل الروسي الغاضب تحذيراً لإسرائيل بأنها قد تضطر مستقبلاً لاتخاذ إجراءات عملية لإحباط أنشطتها الهجومية في سورية؛ إلا أنه يرى أنه لا يزال أمام إسرائيل هامش مناورة لاستنفاد فرص تحقيق أهدافها في سورية.

وفي سياق متصل، توقعت صحيفة "يسرائيل هيوم"، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً، والمقربة من ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أن توسع تل أبيب قريباً جداً هجماتها في سورية.

وفي تقرير نشرته، اليوم الخميس، لفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل عازمة على العمل ضد وجود إيران و"حزب الله".


وكشفت الصحيفة أن الأهداف التي طاولها القصف الإسرائيلي الليلة قبل الماضية، شملت وسائل قتالية متطورة كانت في طريقها لـ"حزب الله"، ومواقع للحرس الثوري الإيراني، إلى جانب ضرب أهداف في الجولان السوري، تدّعي إسرائيل أنها تمثل مواقع أقامها "حزب الله" أخيراً.

من ناحية ثانية، ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية "العاشرة"، أن القرار الذي اتخذه نتنياهو بتنفيذ الغارة الواسعة في سورية جاء بهدف مراكمة قوة ردع في مواجهة "حزب الله" وإيران والتأكيد لهما أن الانسحاب الأميركي من سورية لن يؤثر على هامش الحرية الذي تتمتع به إسرائيل هناك.

وأشارت القناة، الليلة الماضية إلى ما قاله نتنياهو، أمس، خلال تخريج دفعة جديدة من طياري سلاح الجو بأن قرار ترامب الانسحاب من سورية لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على تصميم إسرائيل على الحفاظ على خطوطها الحمر في سورية وفي أية منطقة أخرى.

وقال ألون بن دافيد، معلق الشؤون العسكرية في القناة، إن إسرائيل كانت معنية بشكل خاص بتنفيذ الغارة للتأكيد أن كلا من الانسحاب الأميركي من سورية والأزمة التي تفجرت مع موسكو في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية لن يؤثرا على هامش الحرية المطلق الذي تتمتع به تل أبيب داخل سورية.