النظام يواصل خرق "خفض التصعيد" ويجتمع بفصائل معارضة

النظام يواصل خرق "خفض التصعيد" ويجتمع بفصائل معارضة تحت رعاية روسية

28 اغسطس 2017
واصلت قوات النظام السوري قصف الغوطة (عمار بوشي/الأناضول)
+ الخط -
قُتل طفل وأصيب عدد من المدنيين، اليوم الإثنين، بقصف من قوات النظام السوري على الغوطة الشرقية في ريف دمشق. في حين ذكرت وسائل إعلام روسية أن ممثلين عن فصائل من المعارضة السورية المسلحة عقدوا اجتماعا مع قوات النظام عبر دائرة اتصال تلفزيونية مغلقة، من أجل تنظيم دخول مساعدات إنسانيّة إلى الغوطة الشرقية.

وفي حديث مع "العربي الجديد"، أفاد الناشط أبو محمود الحرك من "مركز الغوطة الإعلامي"، بأن قوات النّظام السوري واصلت القصف الصاروخي والمدفعي على الغوطة مستهدفة الأحياء السكنية في مدينة عين ترما، ما أسفر عن ثلاثة أطفال من عائلة واحدة، إضافة إلى 13 جريحاً، بينهم أطفال ونساء. كما طاول القصف مدينة زملكا، ما أسفر عن أضرار مادية.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، في وقت سابق من شهر أغسطس/آب الجاري، أن جميع فصائل المعارضة السورية "المعتدلة" في الغوطة الشرقية انضمت إلى نظام وقف إطلاق النار والتزمت به.

وأعلن كل من "فيلق الرحمن" و"جيش الإسلام" عن توقيع اتفاقين في القاهرة وجنيف مع الطرف الروسي يقضيان بدخول الغوطة الشرقية ضمن مناطق خفض التوتر، مقابل إخراج مقاتلي "جبهة النصرة" من الغوطة.

وبينما تستمر قوات النظام في خرق اتفاق مناطق خفض التصعيد، كشفت وسائل إعلام روسية اليوم عن عقد مسؤولين من النظام السوري اجتماعا مع ممثلين عن فصائل من المعارضة السورية في الغوطة، من أجل مناقشة إدخال مساعدات إنسانية إلى الغوطة وفق بنود الاتفاق.

وجاء الاجتماع برعاية الضابط الروسي يوري كليموف، "ممثل مركز المصالحة الروسي"، وحضر عن النظام في الاجتماع كل من: "منير شعبان نائب محافظ ريف دمشق، ومدير التربية في محافظة دمشق ماهر فرج"، بينما لم يتبين مَن هم الممثلون عن فصائل المعارضة التي كان أبرزها "جيش الإسلام" و"جيش الأمة".

وقللت مصادر من الغوطة، في حديث مع "العربي الجديد"، من أهمية الاجتماع الذي تحدثت عنه وسائل الإعلام الروسية، مشيرة إلى أن الغاية منه هي إدخال مساعدات إنسانية إلى الغوطة فقط، وهو مشابه لمفاوضات كانت تتم سابقا عن طريق وسطاء لإدخال مساعدات أو تبادل معتقلين.


وأوضحت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، أن "جيش الأمة" لم يعد له أي تأثير على الأرض وسيطرته على مدينة حرستا سيطرة شكلية، وذلك إثر تمكّن "جيش الإسلام" من القضاء على كامل قوة الفصيل عقب معارك استمرت عدة شهور بين الطرفين.

وفيما تقوم قوات النظام بخرق اتفاق خفض التصعيد، تسعى روسيا عبر الإعلام مؤخرا إلى إظهار نجاح ما تسميه "عمليات المصالحة" التي تقودها في مناطق مختلفة في ريف دمشق الشرقي وريفها الغربي.

في سياق آخر، ضيّقت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" الخناق على تنظيم "داعش" الإرهابي، في مركز مدينة الرقة، بعد إحرازها تقدما جديدا، اليوم الإثنين، في حي الرقة القديم شرق مركز المدينة.

وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن مقاتلي "قوات سورية الديمقراطية" سيطروا بشكل كامل على منطقة جامع الحنة في شارع المعتز بحي الرقة القديمة شرق مركز المدينة، بمسافة قرابة خمسمائة متر، في حين لا تزال المعارك مستمرة في الشارع المؤدي إلى مركز المدينة، في محاولة إحراز مزيد من التقدم.

ومع التقدم، تكون مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" قد اقتربت من الوصول إلى قلب مدينة الرقة من الجهتين الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية، وباتت على بعد خمسمائة متر تقريبا من كل جهة.

وفي حال تمكّن مقاتلو "قوات سورية الديمقراطية" من الالتقاء في مركز المدينة، فإن تنظيم "داعش" ينحصر في الأحياء الشمالية، وهي الجبهة الأكثر تحصينا، خاصة من محاور الفرقة 17 الواقعة شمال المدينة.




من جانبها، أعلنت غرفة عمليات "غضب الفرات" التابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" عن سيطرتها على حي المنصور في الجهة الشرقية لمدينة الرقة، كما أعلنت عن إحراز تقدم في حي الرقة القديم، وقتل ثلاثين من عناصر التنظيم، وفق قولها.

واقتربت عمليات "قوات سورية الديمقراطية" في مدينة الرقة ضد تنظيم "داعش" من إنهاء شهرها الثالث، وسيطرت خلال الأيام الماضية بدعم التحالف الدولي على أجزاء واسعة من المدينة.

وفي ريف حمص، سيطرت قوات النظام السوري اليوم على مزيد من المواقع في البادية بعد معارك مع تنظيم "داعش".
 
وذكرت مصادر محلية أن قوات النظام تمكنت من بسط سيطرتها على مناطق "خربة البلعاس، مشرفة حويسيس، خربة أبو الطوس، خربة طويلة البلعاس، غرب منطقة جبل شاعر في ريف حمص الشرقي بعد معارك مع تنظيم "داعش".
 
كذلك، تقدمت قوات النظام في شرقي مدينة السخنة وسيطرت على مجموعة من التلال في المنطقة على طريق حمص دير الزور، وباتت على بعد ثلاثين كيلو مترا من الحدود الإدارية مع محافظة دير الزور.
 
وتواصل قوات النظام عملياتها بدعم من الطيران الروسي في البادية وسط البلاد بهدف التضييق على التنظيم في ناحية عقيربات بريف حماة الشرقي، بعد خسارته معظم المناطق التي كان يسيطر عليها في حمص والرقة.
 
وفي سياق متصل، قصف الطيران الروسي عدة مواقع في ناحية عقيربات وفي قريتي رسم العبد وأم ميل شرق ناحية السلمية موقعا أضرار مادية.
 
إلى ذلك، قصف طيران التحالف الدولي جسر البقعان في بادية البوكمال شرق محافظة دير الزور، ما أدى إلى دمار الجسر بشكل كامل، كما قتل شخص جراء غارة يرجح أنها من الطيران الروسي على قرية الطريف غرب دير الزور.
 
وقصف طيران التّحالف مواقع يسيطر عليها تنظيم "داعش" في شركة الصفا للنفط قرب قرية المطاردة ومصفاة مياه الحويجة شرق مدينة دير الزور، ما أسفر عن حرائق وأضرار مادية.
 
كما وذكرت مصادر أن مدنيا قتل وأصيب آخر جراء إطلاق نار عليهم، مصدره مسلحي "ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية" بالقرب من شركة الكبر في ريف دير الزور الغربي.