تشهد أروقة الجامعة العربية والأوساط الدبلوماسية جدالاً كبيراً منذ إعلان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، عن قرب انتهاء ولايته كأمين عام للجامعة العربية، في 1 يوليو/تموز المقبل، وهو ما خلق تحدّياً كبيراً أمام مصر، لإجراء تحرّك سريع وعاجل للحصول على تأييد عربي لمرشح جديد، بغية الاحتفاظ بالمنصب، في ظلّ تردّد أنباء عن رغبة بعض الدول في الحصول عليه.
وتفيد مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، أن "سفير السعودية ومندوبها لدى الجامعة العربية، أحمد قطان، طرح اسمه ضمن الأسماء المرشحة خلفاً للعربي، خصوصاً أن خلافات كبيرة قد نشبت بينه وبين العربي في الآونة الأخيرة، في ظلّ انتقاد قطان للجامعة ودورها، والمطالبة بتخفيض رواتب موظفيها وبعثاتها في الخارج. كما طالبت بعض الدول كالجزائر بتدوير المنصب وعدم احتكاره من قبل دولة بعينها".
كما تنفي مصادر في الجامعة ما تردد عن تأييد خليجي لشخصه، وتلفت إلى أن "الأمر لا يزال محل دراسة، وأن هناك توجهاً سعودياً لتفعيل أداء الجامعة لمواجهة تحديات المنطقة. وهو ما يتطلّب في أن يكون المرشح العتيد، ليس بالضرورة من دولة المقر، لا سيما أن الدبلوماسية السعودية تتبنّى رؤية مفادها التوحّد العربي لمواجهة التغلغل الإيراني في المنطقة، بينما توجد وجهات نظر متباينة بين القاهرة والرياض حول الأزمة السورية بالذات، وحول الدور الروسي في المنطقة". تضيف المصادر أنه "بظلّ هذا، يبدو أن نسبة المؤيدين لفكرة عدم كون الأمين العام للجامعة من دولة المقر، سيرتفع بشكل واضح خلال الاجتماع الوزاري المقبل، لا سيما أن دولاً بعينها تطالب بتدوير المنصب".
اقرأ أيضاً: مصر السيسي تروج لأبو الغيط:"احذر السيارة ترجع إلى الخلف"
في المقابل، تفيد مصادر دبلوماسية، أن "أبو الغيط هو مرشح مصر، كما أن هناك توجهاً لترشيح سامح شكري وزير الخارجية الحالي، في حال عدم التوافق على أبو الغيط"، الذي يقابل بعض الانتقادات كونه شغل وزير خارجية في عهد الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، وهو من أكثر المسؤولين المصريين، الذين لا يجدون حرجاً في التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
وسط كل هذا، تنتظر الأمين العام الجديد ملفات ساخنة وتركة ثقيلة من القرارات التي لم تنفذ بعد، تحديداً بعد تأجيل القمة العربية المقبلة إلى يوليو/تموز المقبل، وطلب موريتانيا استضافتها بعد اعتذار المغرب، كما أن هناك قرارات مهمة لم تنفذ من بينها قرار قمة شرم الشيخ بإنشاء قوة عربية مشتركة، ومواصلة جهود إصلاح وتطوير الجامعة العربية ومنظومة العمل العربي المشترك وإعداد ميثاق جديد للجامعة.
في هذا الإطار، يشير المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أحمد أبو زيد، إلى أن "الاتصالات التي أجراها شكري مع وزراء الخارجية العرب حتى الآن، تكشف عن تأييد قوي وعريض للمرشح المصري لمنصب أمين عام جامعة الدول العربية".
ويوضح أن "خطاب الترشيح المصري الذي بعث به الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الملوك والرؤساء العرب، تضمّن طلب عقد جلسة استثنائية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في 10 مارس/آذار الحالي لاختيار الأمين العام الجديد".
في السياق، يشير نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي، إلى أن "الأمانة العامة للجامعة العربية تلقت مذكرة رسمية من مندوبية مصر الدائمة لدى الجامعة العربية، تتضمن طلب الحكومة المصرية عقد اجتماع لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في دورة غير عادية في 10 مارس المقبل، على هامش الدورة العادية الوزارية الـ145، التي ستترأسها مملكة البحرين، وذلك لتعيين أمين عام جديد للجامعة العربية".
يضيف بن حلي أن "الأمانة العامة للجامعة عمّمت المذكرة الرسمية المصرية على دولها الأعضاء، وتلقت ردودا مؤيدة لعقد الدورة الوزارية غير العادية، والدول التي أيّدت عقد هذه الدورة هي الجزائر والسعودية والبحرين. كما أبلغت عدد من الدول وبشكل شفوي أيضاً تأييدها لهذا الطلب".
اقرأ أيضاً: أبو الغيط "منقذ ليفني"مرشح النظام المصري للأمانة العامة