تفاؤل مصري بالعثور على الصندوقين اﻷسودين للطائرة المنكوبة

تفاؤل مصري بالعثور على الصندوقين اﻷسودين للطائرة المنكوبة

16 يونيو 2016
تفاؤل مصري بالعثور على الصندوقين الأسودين (Getty)
+ الخط -
تمكنت السفينة Lethbridge John، المؤجرة من الحكومة المصرية للمشاركة فى أعمال البحث عن حطام الطائرة المصرية التي سقطت في مياه البحر المتوسط الشهر الماضي، من العثور على مسجل محادثات كابينة قيادة الطائرة (Cockpit voice recorder).

وقالت وزارة الطيران المدني، في البيان رقم 9 الصادر اليوم الخميس، عن لجنة التحقيق في حادث الطائرة، إنه تم انتشال الجهاز على عدة مراحل، حيث إنه وجد في حالة تحطم، إلا أن أجهزة السفينة تمكنت من انتشال الجزء الذي يحتوي على وحدة الذاكرة، والتي تعتبر أهم جزء في جهاز المسجل. وأضاف البيان أنه تم إخطار النيابة العامة، والتي أصدرت قرارها بتسليمه إلى لجنة التحقيق الفني في الحادث لاتخاذ إجراءات فحص وتفريغ المحادثات. 

وجار حاليا ترتيبات عملية نقله من السفينة إلى الإسكندرية.

وقال مصدران مصريان مطلعان، إن سفينة شركة Deep Ocean search التي تعاقدت معها الحكومة المصرية للمشاركة في أعمال البحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة التي سقطت في البحر المتوسط الشهر الماضي، بدأت في تضييق مساحة البحث عن الحطام والصندوقين، وإن الفرضية الأقوى حالياً هي وجودهما في المناطق الرئيسية لاستقرار الحطام.

وذكر المصدر الأول، وهو في وزارة الطيران وعلى صلة بلجنة التحقيق التي تشرف عليها هيئة الطيران المدني، أن الأمل مازال قائماً في العثور على الصندوقين الأسودين، رغم صعوبة التقاط أي إشارات منهما مؤخراً، وذلك لأن الصندوقين سيتوقفان نهائياً عن إرسال الإشارات في 24 يونيو/حزيران الجاري.

وأضاف، في تصريح لـ"العربي الجديد"، صباح الخميس: "نحن متفائلون، فسفينة الشركة تقوم بعمل جيد جداً، وتحديد مكان الحطام خطوة أولى على طريق إيجاد الصندوقين الأسودين، ونحن مصرون على إيجادهما لحل لغز هذا السقوط المروع للطائرة".

ورداً على سؤال عن موقف هيئة الطيران المصرية مما يتردد من شائعات عن أن مصر قد تكون مستفيدة من عدم إيجاد الصندوق الأسود للاستمرار في الادعاء بأن الطائرة تعرضت لعمل تخريبي، قال المصدر: "دفعنا أموالاً طائلة للشركة العالمية التي أرسلت سفينتها للبحث.. بالتأكيد لا نسعى من هذا إلا إلى الحقيقة، سواء كان الأمر عملاً تخريبياً، أم غير ذلك".

وعن الأضرار التي قد تترتب على الطيران المصري في حالة ثبوت أن السقوط حدث بسبب خطأ بشري أو عيب صيانة، قال المصدر: "لا نرغب في استباق الأحداث، وكل الاحتمالات مطروحة كما قال وزير الطيران قبل ذلك عدة مرات، إلاّ أننا نثق في سلامة الطائرة وصلاحيتها للملاحة، ويؤكد هذا تقرير مطار شارل ديغول عنها قبل رحلتها الأخيرة".

وذكر المصدر أن الاجتماع الذي عقدته لجنة التحقيق، مساء أمس الأربعاء، استعرض آخر الصور المرسلة من سفينة الشركة العالمية من على عمق أكثر من 2000 متر تحت سطح البحر، بالإضافة إلى تقارير رادارية جديدة أرسلتها اليونان وبريطانيا.




وفي السياق ذاته، قال المصدر الثاني وهو قضائي يرتبط بأعمال التحقيق الذي تتولاه نيابة أمن الدولة العليا في الواقعة، إن السفينتين الفرنسيتين اللتين كانتا تمارسان أعمال البحث مع البحرية المصرية أرسلتا إلى النيابة المصرية، أمس الأول، صوراً جديدة لأماكن يرجح أنها للحطام، ولكنها أقل وضوحاً وكفاءة ودلالة من الصور المرسلة من سفينة الشركة العالمية المستأجرة.

وأضاف المصدر، أن لجنة تحقيق وزارة الطيران أرسلت للنيابة صوراً رادارية جديدة لسقوط الطائرة، مصدرها رادارات الجيش المصري، وهي التي أعلنت عنها منذ يومين، وتصور حدوث انحراف شديد للطائرة بجهة اليسار عن مسارها ودورانها دورة كاملة قبل السقوط.
وأكد المصدر أن هذه الصور تؤكد صحة ما رصدته رادارات سابقة في اليونان، لكنها لا تنبئ بذاتها بطبيعة ما حدث للطائرة.

وأشار إلى أنه تم تخصيص مكان سري تحت إشراف النيابة لتجميع الحطام المنتشل من الطائرة أولاً بأول، وأن أعضاء في النيابة وهيئة الطيران المدني يجرون حالياً فحصاً شاملاً لهذه الأجزاء، لمحاولة إدراك ما تم داخل الطائرة، وما إذا كانت قد تعرضت لعمل تخريبي من عدمه.

وشدد المصدر على أن فحص الأشلاء البشرية التي انتشلت مازال لا ينبئ بحدوث انفجارات على متن الطائرة (على الأقل في المنطقة الخاصة بالركاب) قبل سقوطها.

يذكر أن وزارة الطيران المصرية قد أعلنت، مساء الاثنين الماضي، موافقتها على طلب مجلس سلامة النقل الأميركي لتعيين ممثل معتمد للاشتراك في التحقيقات، حيث إن الولايات المتحدة الأميركية هي الدولة الصانعة للمحركات، وكذلك انضمام أحد الخبراء المتخصصين من الشركة صانعة أجهزة مسجلات الطائرة.