مراقب إخوان الأردن: الجماعة باقية أبداً ولا تحتاج لترخيص

24 فبراير 2015
سعيد: الجماعة تشكل إحدى ضمانات الوحدة الوطنية (العربي الجديد)
+ الخط -

أبرق المراقب العام لجماعة "الإخوان المسلمين"، في الأردن، همام سعيد، مساء الثلاثاء، رسائل لنظام بلاده حول الدور الذي تضطلع به الجماعة بأبعاده الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، في تحذير مبطن لأية محاولة للمساس بوجودها، كما أبرق برسائل أخرى لقيادات تاريخية فصلتها الجماعة وأخرى لم تفصل، محذراً إياهم من مواصلة الانخراط في التآمر على الجماعة، داعياً إياهم للعودة إليها.

واستغل سعيد مشاركته في الملتقى الوطني، الذي أقيم في حزب "جبهة العمل الإسلامي"، الذراع السياسية للجماعة، تحت عنوان "الحرية للأستاذ زكي بني أرشيد ومعتقلي الرأي في الأردن"، ليوجه رسائله المباشرة والمبطنة، في وقت وصلت فيه أزمة الجماعة الداخلية، التي تتهم الحكومة الأردنية بالوقوف خلفها، إلى الذروة، إثر تقدم مجموعة من قيادات الإخوان قبل نحو أسبوعين بطلب ترخيص جديد للجماعة، وهو ما قابلته الجماعة بقرار يقضي بفصل كل من يتورط بالقضية، وهو القرار الذي طال رأس مجموعة "إعادة الترخيص"، المراقب العام الأسبق للجماعة، عبد المجيد ذنيبات، وفصله.

وغمز سعيد إلى أصابع الدولة الخفية في قضية إعادة الترخيص، وقال " يريدون تحجيم الجماعة وقد كبرت، ولا يعلمون أنها بالتحجيم تزداد قوة وتنمو وتكبر، والأمثلة كثيرة، وكان آخر ما حصل الإيحاء لمن تقدموا بطلب لترخيص الجماعة خارج قيادتها الشرعية ممن لا يمثلون الجماعة".

وشدد المراقب العام على أن "جماعة الإخوان المسلمين باقية أبداً.. ولا تحتاج إلى ترخيص فهي نصاب اجتماعي وسياسي ومهني".

وتعود الأزمة الحالية التي تعيشها الجماعة إلى إقدام مجموعة من قيادات الجماعة وأعضائها السابقين والحاليين، يتزعمها ذنيبات، على التقدم للحكومة بطلب لإعادة ترخيص الجماعة في الأردن، مؤكدين أنها مسجلة منذ عام 1945 كجزء من الجماعة المصرية، التي تم حظرها، معبرين عن خوفهم من أن تلاقي الجماعة في الأردن مصير الجماعة في مصر، وهو ما تنفيه القيادة الحالية للجماعة، التي تؤكد سلامة وضعها القانوني.

يذكر أن مجموعة "إعادة الترخيص" حملت على عاتقها مخاطبة الجهات الرسمية دون العودة إلى قيادة الجماعة، مخالفين بذلك النظام الأساسي للجماعة الذي ينيط بالمكتب التنفيذي التعامل مع الجهات الرسمية، وهو ما زاد في رفع منسوب التوتر داخل صفوف الجماعة التي نظرت إلى ما حدث في إطار المؤامرة.

ووجه سعيد رسالة إلى مجموعة "إعادة الترخيص"، بعد أن اتهمهم بالعمل ضمن إيحاءات رسمية: "نقول لإخواننا المتعجلين الذين ذهبوا للبحث عن ترخيص، ليس هذا الطريق. جماعتكم ملء السمع والبصر كونوا مع جماعتكم"، وفي رسالة تترك الباب مفتوحاً لطيّ صفحة الخلاف الداخلي، قال سعيد: "أدعو هؤلاء الأخوة رغم ما حصل.. أقول لهم إن باب الإصلاح مفتوح دائماً فهذه جماعة واسعة الصدر".

كما وجه سعيد فيضاً من الرسائل للدولة مذكراً إياها بموقف الجماعة خلال موجة الاحتجاجات، التي عاشتها البلاد تأثراً بالربيع العربي، وأوضح أن "الجماعة ضبطت إيقاعها على شعار إصلاح النظام، وعاشت معه وأقنعت جماهيرها وأعضائها بهذا الإيقاع، في وقت رفعت فيه قوى في بلدان أخرى شعارات أخرى"، في إشارة منه إلى شعار إسقاط النظام.

وشدد على أن الجماعة تشكل "إحدى ضمانات الوحدة الوطنية في الأردن "، لما تضم في صفوفها من أعضاء يمثلون مختلف مكونات وشرائح المجتمع، وأكد أن "الجماعة حريصة على بقاء الوحدة الوطنية".

وفي رسالة مثيرة للدولة، قال سعيد: "ورثت الجماعة الدفاع عن المسجد الأقصى، وهي تعيش على تخوم القدس، وفيما الشباب متحمس للجهاد، فإن الجماعة جعلت الشباب يعيشون حالة الإعداد ليوم اللقاء، وكم بذلت الجماعة من جهود الصبر والانتظار".

وسرت شائعات تتحدث عن ضغوط مورست على الأردن من قبل مصر والإمارات لحظر جماعة "الإخوان" في الأردن، وسط تأكيدات من قبل المسؤولين في الأردن عدم وجود توجه لحظر الجماعة أو حلها، رغم حالة قطيعة تحكم علاقة الجماعة بالدولة في الأردن منذ سنوات.

اقرأ أيضاً: النظام الأردني يشقّ صفوف الإخوان: تغذية الخلافات واحتضان "الانفصاليين"

المساهمون