نحو ألفي عراقي سقطوا بين قتيل وجريح الشهر الماضي

02 أكتوبر 2015
بغداد نالت النصيب الأكبر من القتلى والجرحى (أرشيف، Getty)
+ الخط -

أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق، اليوم الجمعة، مقتل وإصابة نحو ألفي عراقي خلال شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، في ‏مناطق مختلفة من البلاد، فيما احتلت بغداد النصيب الأكبر من تلك الحصيلة.‏

وقالت بعثة الأمم المتحدة في البلاد "يونامي" في بيان صدر اليوم أنَ "717 عراقياً قتلوا وأصيب 1216 آخرون في أعمال عنف ‏وإرهاب وصراعات مسلحة خلال شهر سبتمبر/ أيلول المنصرم".‏

وكشف البيان أنَّ العاصمة بغداد كانت الأكثر تضرراً بين باقي المحافظات العراقية بمجموع ضحايا وصل إلى 840 مواطنا، ‏بينهم 257 قتيلاً و583 جريحاً، تليها الأنبار 204 مواطنين بينهم 28 قتيلاً و176 جريحاً، فيما يبلغ عدد ضحايا محافظة ديالى 57 ‏قتيلاً و86 جريحاً، تليها محافظة صلاح الدين بعدد ضحايا بلغ 87 قتيلاً و64 جريحا، وبعدها نينوى بعدد ضحايا بلغ 75 قتيلاً و8 ‏جرحى، فيما كان عدد ضحايا محافظة كركوك 16 قتيلاً و6 جرحى.‏

وفي ما يخص القتلى من المدنيين والعسكريين في البلاد خلال الشهر المنصرم، أوضح البيان أن" عدد القتلى المدنيين بلغ 537 ‏شخصاً والجرحى 925، بينما بلغ عدد القتلى العسكريين 42 قتيلاً من منتسبي قوات الشرطة في الأنبار".‏

وأضاف البيان أنّ "180 عنصراً من عناصر قوات الأمن العراقية قتلوا، بينهم قوات البشمركة الكردية والمليشيات المسلحة، ‏وقوات المهام الخاصة التي تقاتل إلى جانب الجيش العراقي فيما أصيب 291 آخرون بجروح".‏

اقرأ أيضا: 24 عسكرياً روسياً استقروا بمطار المثنى وسط بغداد

وفي تعليقه على هذه الحصيلة، قال رئيس البعثة، بان كوبيش، في تصريح صحافي إنّ "الأمم المتحدة تشعر بالقلق بسبب ارتفاع ‏معدلات الإصابة واستمرار العنف في البلاد، ولا ينبغي أن تتسبب موجة العنف والهجرة في إعاقة المعالجات المطلوبة بالشكل ‏الصحيح، كالإصلاحات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والتي من شأنها إعادة الأمل للشعب العراقي وتعزيز استقرار البلاد".‏

واعترفت البعثة أنها تواجه صعوبات وعراقيل خلال التحقيق في أعداد الضحايا في مناطق الصراع، وأنَّ الأرقام الواردة في ‏البيان تمثل الحد الأدنى المطلق لأعداد الضحايا.‏

واعتبر مراقبون أنَّ هذه الأرقام لا تمثل العدد الحقيقي لضحايا العنف، وأن الأرقام أكبر بكثير مما أعلنته الأمم المتحدة.‏

وقال الخبير بالشأن العراقي، فاضل عبد المجيد لـ"العربي الجديد" إن "الأرقام التي تصدرها بعثة الأمم المتحدة في العراق تعتمد ‏على مصادر حكومية في الغالب، وهذه المصادر غير محايدة، خاصة في ما يتعلق بقتلى المدنيين جراء الغارات الجوية أو السيارات ‏المفخخة، التي تفشل القوات الأمنية في صدها وجرائم المليشيات الطائفية".‏

وأضاف عبد المجيد أن "القصف المتواصل على المدن يحصد بشكل أسبوعي عشرات القتلى والجرحى من المدنيين في الفلوجة ‏والرمادي والقائم والرطبة والموصل وصلاح الدين، ولو أردنا إحصاءات دقيقة لتبين لنا مقتل مئات المدنيين كل شهر، لكن ‏المشكلة أنَّ الحكومة تمارس التعتيم على هذه الأرقام حتى لا تفتضح جرائمها ضد المدنيين، كما أن بعثة الأمم المتحدة غير قادرة ‏على الوصول لمناطق سيطرة داعش".‏

وأعرب عبد المجيد عن اعتقاده أن حصيلة العنف والإرهاب والأخطاء العسكرية وجرائم المليشيات للشهر المنصرم تتجاوز ‏الخمسة آلاف ضحية بين قتيل وجريح.‏
واعتبر ناشطون أنَّ الأمم المتحدة بإمكانها التعاون مع منظمات محايدة، والتدقيق بشكل أكبر بهذه الأرقام والإفصاح عن الأرقام ‏الحقيقية، التي تزيد عما يعلن عنه بأضعاف مضاعفة.‏

وقال الناشط والحقوقي، بهاء سليم، إنَّ "الأمم المتحدة كأنها لا تريد فضح جرائم الحكومة العراقية ضد المدنيين في مختلف ‏المحافظات الساخنة، فنجدها تعلن عن أرقام لا ترقى إلى ربع الأرقام الحقيقية، بسبب اعتمادها في الأغلب على مصادر حكومية ‏تقوم بتزييف تلك الأرقام، وتقلل منها إلى أقل من الربع وتزود البعثة بها".‏

وكانت بعثة الأمم المتحدة أعلنت مقتل وإصابة ما يقرب من 3000 آلاف عراقي خلال شهر أغسطس/ آب الماضي.‏

اقرأ أيضا: "داعش" وإستراتيجية المستقبل