جنرال صهيوني يقترح خطة لإنقاذ نظام السيسي

15 ابريل 2017
إسرائيل تعتبر وجود السيسي في مصلحتها (Getty)
+ الخط -



حث مسؤول أمني إسرائيلي سابق تل أبيب والغرب على استنفار جهودها من أجل ضمان استقرار نظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وعدم السماح بسقوطه في ظل مؤشرات فشله على مواجهة التحديات الأمنية

وقال الجنرال عيران لارما، الذي شغل في الماضي منصب القائم بأعمال رئيس مجلس الأمن القومي، إن إسرائيل مطالبة بتعميق دورها في مساعدة السيسي على مواجهة التحديات الاستراتيجية والأمنية التي يتعرض لها نظامه، على اعتبار أن ضمان استقرار هذا النظام "يصب في مصلحة إسرائيل".

وحسب لارما، الذي تبوأ أيضاً، في الماضي، مواقع رفيعة في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، فإنه في كل ما يتعلق باستقرار نظام السيسي ليس بوسع إسرائيل "أن تكون محايدة على اعتبار أن المس باستقرار هذا النظام يترتب عليه تداعيات بالغة الخطورة وبعيدة المدى على أمنها القومي وبيئتها الإقليمية".

وفي مقال كتبه في مجلة "الدفاع الإسرائيلي" ونشره موقعها، اليوم، حث لارما الحكومة الإسرائيلية على بلورة تصور واضح حول التحديات التي يواجهها نظام السيسي والآليات والوسائل التي بالإمكان توظيفها في مساعدته على تجاوزها، لا سيما في ظل "إخفاقات" النظام في مواجهة العمليات التي ينفذها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

واعتبر لارما، أن الهجمات التي استهدفت الكنيستين في طنطا والإسكندرية أخيراً، مثلت "لطمة استراتيجية كبيرة" لنظام السيسي، على اعتبار أن تنظيم "داعش" تمكن من تنفيذ عمليات "متناسقة في قلب مصر". وشدد الجنرال الإسرائيلي على أن ما يبعث على القلق هو حقيقة أنه قد تبين أن ادعاء نظام السيسي تحقيق إنجازات في حربه ضد الإرهاب "لا يستند إلى أساس متين، على الرغم من اتخاذه خطوات بالغة القسوة ضد معارضيه وضمنهم منظمات غير حزبية غير متورطة في الإرهاب".

وهاجم لارما بقوة أولئك الذين ينتقدون السيسي في الغرب بحجة عدم احترامه سجل حقوق الإنسان، مهاجماً بشكل خاص النخب الإعلامية الأميركية التي استغلت زيارته الأخيرة لواشنطن ووجهت له انتقادات لاذاعة، بلغت ذروتها في افتتاحية صحيفة "نيويورك تايمز"، التي دعت لفك الارتباط مع نظامه.

وتساءل لارما مستهجناً: "ماذا يريد منتقدو السيسي في الغرب؟ هل يريدون عودة حكم الإخوان المسلمين؟ أم أنهم يتطلعون لأن تصعد لحكم مصر قوى راديكالية أكثر تطرفاً من الإخوان؟"، محذراً من أن سقوط نظام السيسي يعني المس بشكل جذري باستقرار المنطقة، وسيؤثر بشكل كبير وعميق على إسرائيل بشكل خاص. واعتبر لارما أن المطلوب من الغرب أن "يحاول تصحيح مسار الإجراءات التي يتخذها السيسي عبر القنوات السرية" وأن "ينطلق التحرك الغربي من رغبة في الحفاظ على النظام القائم في القاهرة وليس من منطلق المساعدة على المس به".

وحول الدور الواجب على إسرائيل القيام به من أجل مساعدة نظام السيسي على مواجهة التحديات الأمنية، قال لارما: "إلى جانب المساعدات الاستخبارية التي تقدمها إسرائيل للجيش المصري، والتي يفضل ألا نتحدث عنها في العلن، فإنه يتوجب على إسرائيل أن تبادر إلى إقناع دول حوض البحر المتوسط، التي يمكن أن تتأثر بالمس باستقرار نظام السيسي، مثل إيطاليا واليونان وقبرص بالاستنفار لمساعدة مصر اقتصادياً من خلال عدة مجالات".

وحسب لارما، فإنه يتوجب على هذه الدول تدشين شراكات مع نظام السيسي في مجال الطاقة وتشجيع الاستثمارات الأجنبية على القدوم لمصر. وشدد لارما على وجوب أن تتحرك إسرائيل في الحلبة الأميركية الداخلية لمنح الرئيس، دونالد ترامب، الدعم المطلوب لتنفيذ قراره بإحداث تحول على طابع العلاقة مع نظام السيسي.

وشدد الجنرال الإسرائيلي على أن العمل على ضمان استقرار نظام السيسي هو "استثمار من أجل تثبيت أركان معسكر الاستقرار في المنطقة وتحسين قدرته على مواجهة الخطر الإيراني والحركات الجهادية وجماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس".

وحسب لارما، فإنه يتوجب على القيادة الإسرائيلية، أن تستغل مكانتها لدى الإدارة الأميركية الجديدة وتطلب من إدارة ترامب توظيف نفوذها من أجل تسوية الخلافات بين نظام السيسي والسعودية. وأكد لارما أن "تماسك معسكر الاستقرار والاعتدال في العالم العربي يمثل مصلحة استراتيجية من الطراز الأول لإسرائيل".

المساهمون