مادورو يرفض المهلة الأوروبية للدعوة إلى انتخابات رئاسية

04 فبراير 2019
يرفض مادورو إجراء انتخابات رئاسية (لقمان إلهان/الأناضول)
+ الخط -


رفض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مهلة تنتهي، ليل الأحد، كانت حددتها دول أوروبية من أجل الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية في فنزويلا، وإلا فإنّها ستعترف بخصمه خوان غوايدو رئيساً بالوكالة.

وخلال مقابلة مع محطة "لا سيكستا" التلفزيونية الإسبانية، قال مادورو إنّه لن يرضخ في مواجهة "ضغوط" من يطالبون برحيله، ويؤيدون رئيس البرلمان المعارض خوان غوايدو.

وتساءل مادورو، في المقابلة التي أجريت معه في كراكاس، "لمَ يحق للاتحاد الأوروبي أن يقول لبلد أجرى انتخابات إن عليه إعادة الانتخابات الرئاسية لأنّ حلفاءه اليمينيين لم يفوزوا؟".

وتابع "إنّهم يحاولون حشرنا بمهل لإجبارنا على الوصول إلى وضعية مواجهة شديدة الصدامية".

وأشاد مادورو بـ"مجموعة اتصال" شكّلتها دول اوروبية وأميركية جنوبية، وسيلتقي ممثلوها في عاصمة الأوروغواي مونتيفيدو، الخميس المقبل.

وقال "انا أؤيد هذا الاجتماع (...) أراهن بأنّ هذه المبادرة ستتيح الجلوس على طاولة المفاوضات من أجل حوار بين الفنزويليين لتسوية خلافاتنا وإعداد خطة، وإيجاد مخرج من شأنه حل المشاكل في فنزويلا".

بدوره، دعا غوايدو، رئيس البرلمان البالغ 35 عاماً الذي أعلن نفسه "رئيساً بالوكالة" وتعترف به الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ودول أميركية لاتينية، الاتحاد الأوروبي لتقديم مساعدات إنسانية إلى فنزويلا التي تشهد أزمة اقتصادية خانقة.

وقال غوايدو، على "تويتر"، "سنمارس سلطاتنا من أجل التصدي للأزمة وإعادة الديمقراطية وتحقيق الحرية".


ولم يحدد رئيس الجمعية الوطنية بعد موعداً لوصول مساعدات إنسانية أميركية، يعتبر مادورو أنّها ستؤدي إلى تدخّل عسكري بقيادة الولايات المتحدة.

وقال غوايدو إنّ ما يصل إلى 300 ألف شخص "يواجهون خطر الموت" في فنزويلا وبحاجة إلى مساعدة إنسانية.

ترامب والخيار العسكري

وفي واشنطن، كرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، القول إنّ التدخل العسكري الأميركي في فنزويلا "خيار"، إلا أنّه رفض توضيح ما يمكن أن يدفع إلى اتخاذ قرار من هذا النوع، وذلك في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الأميركية.


من جهته، دعا رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الأحد، إلى إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة" في فنزويلا بسبب "عدم شرعية" نظام الرئيس مادورو.

وفي اتصال هاتفي مع غوايدو، عشية اجتماع في أوتاوا لـ"مجموعة ليما" التي تضم دولاً من أميركا اللاتينية وكندا، شدد الرجلان على "أهمية توجيه المجتمع الدولي رسالة واضحة بشأن عدم شرعية نظام مادورو واحترام الدستور الفنزويلي"، بحسب بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء الكندي.


وفي هذه الأثناء، التقت "مجموعة ليما" التي تضم كندا ودولا في أميركا الجنوبية في أوتاوا، الإثنين. وقد اعترفت 11 دولة منها بغوايدو رئيساً.

وفي وقت سابق الأحد، خاطب مادورو جنوده المشاركين في تدريبات عسكرية على الساحل الشمالي الشرقي للبلاد، داعياً إياهم إلى "أقصى التلاحم" غداة انشقاق قائد في سلاح الجو وإعلانه تأييد غوايدو.

وقال مادورو إنّ المعارضة "تريد تفتيت البلاد، وتسليمها" للولايات المتحدة وللأثرياء النافذين في فنزويلا.

والأحد، انضمّت النمسا إلى ست دول أوروبية؛ هي: إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وهولندا والبرتغال، كانت أمهلت مادورو ثمانية أيام للدعوة إلى انتخابات رئاسية جديدة تحت طائلة الاعتراف بغوايدو رئيساً.

وفي الإطار نفسه، أعلنت الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية ناتالي لوازو، أنّ "المهلة تنتهي هذا المساء. وإذا لم يعلن مادورو في هذه الأثناء، إجراء انتخابات رئاسية جديدة، سيكون لغوايدو الحق الشرعي بتنظيم الانتخابات، وسنعتبره أيضاً رئيساً بالوكالة إلى حين إجراء انتخابات شرعية". وأضافت أنّ "رد مادورو حتى الآن" بالقول أنه سينظم انتخابات تشريعية يبدو "كأنه يقول إنه يريد التخلص من غوايدو رئيس البرلمان المدعوم من المحتجين"، واصفة هذا الموقف بأنه "مهزلة، مهزلة تراجيدية".

شهر "حاسم"

ومن منصة أمام مقر بعثة الاتحاد الأوروبي في كراكاس، أعلن غوايدو، السبت، أنّ فبراير/شباط سيكون "حاسماً" لطرد مادورو من السلطة. ودعا أنصاره إلى مواصلة الضغوط في تظاهرة جديدة في "يوم الشباب في فنزويلا" في 12 فبراير/ شباط، كما أعلن عن تعبئة أخرى لتوزيع المساعدات في الأيام المقبلة، دون مزيد من التفاصيل.

ولا يزال الجيش الفنزويلي الداعم الرئيسي لحكم مادورو، لكن ذلك لا ينفي وجود بوادر اضطرابات داخل صفوفه.

وفي 21 يناير/كانون الثاني، دعا 27 عسكرياً إلى عدم الاعتراف بمادورو رئيساً لفنزويلا قرب كراكاس، لكن جرى قمعهم سريعاً.

(العربي الجديد)