خودوركوفسكي يعود إلى المشهد ويتوقع ثورة في روسيا

خودوركوفسكي يعود إلى المشهد ويتوقع ثورة في روسيا

10 ديسمبر 2015
شن المعارض الروسي هجوماً شرساً على النظام الحاكم (Getty)
+ الخط -

عاد الملياردير الروسي السابق، ميخائيل خودوركوفسكي، إلى المشهد بقوة خلال الأيام الأخيرة بعد اتهامه غيابياً بالضلوع في اغتيال عمدة مدينة نفطيوغانسك، فلاديمير بيتوخوف، في عام 1998، وتحديد الجمعة 11 ديسمبر/كانون الأول موعداً لاستدعائه إلى لجنة التحقيق الروسية.

ولم يتأخر خودوركوفسكي المقيم في سويسرا منذ العفو عنه في نهاية عام 2013، في الرد على هذه الاتهامات، إذ شن خلال مؤتمر صحافي في لندن، يوم الأربعاء، هجوماً شرساً على النظام الحاكم، متوقعاً حدوث ثورة في روسيا. وقال رجل الأعمال الهارب: "في غياب انتخابات نزيهة وآليات أخرى لتغيير السلطة بشكل مشروع، فإن الثورة هي الطريقة الوحيدة لتغييرها".

ووسط استمرار هبوط أسعار النفط، توقع خودوركوفسكي استنزاف موارد نظام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في عام 2017، وقدر انخفاض مستوى معيشة السكان بنسبة 20% حتى الآن، معتبراً أن اعتصام سائقي سيارات النقل الثقيل بالقرب من موسكو رفضا لفرض رسوم المرور بالطرق الفيدرالية، مجرد أول بادرة للاضطرابات الاجتماعية.

وتزامنت تصريحات خودوركوفسكي الذي قضى عشر سنوات في السجن في روسيا، مع هبوط أسعار النفط إلى ما دون 40 دولاراً للبرميل لأول مرة منذ عام 2009، ما دفع بسعر صرف العملة الروسية الروبل إلى أدنى مستويات أمام الدولار واليورو. ويترتب على انخفاض قيمة الروبل ارتفاع معدل التضخم، وبالتالي، تراجع الدخول الحقيقية للمواطنين، وسط انكماش الاقتصاد الروسي بنسبة 3.7% وتوقعات بارتفاع نسبة الفقراء من 11% إلى 14% هذا العام، وهو أمر ينذر بموجة من الغضب بين سكان روسيا.

اقرأ أيضاً: بوتين يلوّح باستخدام سلاح نووي ضد "داعش"

لكن من جانب آخر، تشير استطلاعات الرأي إلى أن نسبة تأييد بوتين في روسيا تفوق 85% وذلك بفضل النقاط السياسية التي اكتسبها نتيجة لسياسته الخارجية في أوكرانيا وسورية، وبصفة خاصة ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا في مارس/آذار 2014.

ورغم أن روسيا شهدت احتجاجات حاشدة في عامي 2011 و2012 رفضاً لعودة بوتين إلى الرئاسة بعد شغله منصب رئيس الوزراء لمدة أربعة أعوام، إلا أن عدداً كبيراً من المعارضين تحولوا إلى مؤيدين بعد ضم القرم، إذ يعتبرها الروس أرضا روسية تاريخياً أصبحت تتبع لأوكرانيا نتيجة لخطأ إداري في حقبة الاتحاد السوفييتي. وبذلك، لم تنخفض شعبية بوتين إلى ما دون 80% منذ أبريل/نيسان 2014.   

والجدير بالذكر، أن خودوركوفسكي كان يترأس ويسيطر على أغلبية أسهم شركة "يوكوس" التي كانت تعتبر من أكبر شركات النفط في روسيا، قبل أن تتم ملاحقته جنائياً في عام 2003 وسجنه بتهم الاحتيال والتهرب من دفع الضرائب.

واعتبرت المعارضة والأوساط الليبرالية الروسية والغرب، ملاحقة خودوركوفسكي بمثابة تصفية للحسابات السياسية، فيما نفى بوتين ذلك مراراً، مؤكداً أن القضية اقتصادية بامتياز، وأن "اللص مكانه السجن"، وفي ديسمبر/كانون الأول 2013، وقع الرئيس الروسي على قرار العفو عن خودوركوفسكي.

اقرأ أيضاً مسؤول أميركي: 30% من ضربات روسيا بسورية تستهدف داعش

المساهمون