بالتزامن مع مواصلة أجهزة الأمن المصرية، تنفيذ حملة اعتقالات واسعة، خلال الساعات الماضية، واصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته بمناسبة الذكرى الثالثة لـ"أحداث 30 يونيو"، استخدام "الإرهاب" كفزاعة ومبرر لسياساته القمعية، مشيراً إلى أن "الجيش والشرطة والشعب، يضربون أروع الأمثلة في التضحية، ويواجهون الإرهاب الأسود الذي يهدد آمال المصريين وتطلعاتهم".
وقال السيسي إن "الإرهاب أضحى لا يعرف حدوداً ولا ديناً، وهو ما يتطلب تضافر الجهود الدولية لمواجهته".
ومنذ صباح اليوم، تشهد مصر استنفاراً أمنياً في الميادين والشوارع الرئيسية، تحسباً لتظاهرات رافضي الانقلاب العسكري ومعارضي السيسي.
كما جرى فتح ميدان التحرير، وسط القاهرة، لعدد من مؤيدي السيسي للتظاهر، رافعين لافتة كبيرة تضمنت إنجازاته، بحسبهم، وهي الشبكة القومية للطرق، ومشروع "قناة السويس الجديدة"، ومشروع الإسكان الاجتماعي، وتسليح وتزويد القوات المسلحة بالأسلحة المختلفة الحديثة، وترشيح مصر لعضوية مجلس الأمن، وحل أزمة الغاز.
في غضون ذلك، رفع عدد آخر لافتة تضمنت اتهامات، زعموا فيها ضلوع جماعة "الإخوان" في "جرائم قتل مختلفة، مثل اغتيال النائب العام وعناصر من الجيش والشرطة، وترويع وإرهاب المواطنين".
وحمل بعضهم، أعلام مصر، مرددين هتافات "جيش وشرطة وشعب إيد واحدة". فيما أعلنت السلطات المحلية في المحافظات المصرية عن احتفالات مساء اليوم.
وفي الإسكندرية، غابت القوى السياسية عن أي مظاهر للاحتفال. وفي الشرقية، لم يظهر إلا هتافات لطلاب الثانوية على منصة معدة للاحتفال أمام ديوان عام المحافظة، حيث قاموا بالهتاف عليها ضد وزير التعليم؛ احتجاجاً على تسريبات الامتحانات، بينما قامت قوات الأمن باعتقال 15 عنصراً من أعضاء جماعة "الإخوان" في المنوفية قبيل الاحتفالات.
وفي الإسماعيلية، سادت حالة من الاستنفار الأمني في شوارع المحافظة، وعلى طول المجرى الملاحي لقناة السويس، فيما أحيا الفنان شعبان عبد الرحيم احتفالاً غنائياً مساء أمس، في معسكر "عز الدين" في الإسماعيلية.
كما نظمت القوات الجوية عروضاً استعراضية في سماء القاهرة والمحافظات، بينما نظمت عدة قطع بحرية تظاهرات احتفالية في مياه الإسكندرية.
وظهر جلياً تجاهل عموم المواطنين الذكرى الثالثة لـ30 يونيو، بسبب حالة الغلاء المتفاقمة التي تشهدها البلاد مع دخول عيد الفطر المبارك، وانشغال المواطنين بتجهيز مستلزماتهم.
كما استنكر مجموعة منهم، في حديثهم لـ"العربي الجديد"، إنفاق الأموال الطائلة على الاحتفالات، عوض أن يتم دعم الفقراء بها، والعمل على حل أزمات مياه الشرب والري التي طاولت المدن والقرى المصرية.