"الشيخة" في المغرب لا علاقة لها بالدين أو الموعظة كما قد يتخيل الكثيرون، وكما قد يفهمها بعض أهل المشرق العربي، فهي عند المغاربة فنانة شعبية، تغني في الأعراس والحفلات، وتردد الشعر الشعبي، وترقص أحياناً كثيرة، لتنثر أجواء البهجة على الحاضرين.
في السابق، كانت فرق "الشيخات" تتربع على عرش الأعراس والحفلات الخاصة عند كبار القوم ثم ما لبث الأمر أن امتد إلى صغارهم، وأصبحن لازمة في أفراح الأغنياء كما الفقراء، وكانت أسهمهن مرتفعة، فالشيخة إذا حضرت للزفاف حولته إلى مزار شعبي مطلوب، حيث تتراقص الأجساد.
هكذا كان الأمر طيلة سنوات خلت، بينما خلال فترة الاستعمار الفرنسي للبلاد، كانت الشيخة رمزاً فنياً وسياسياً أيضاً، حيث أغانيها تحفل بكم غير يسير من الرسائل السياسية والمحفزة لمقاومة الاحتلال، وتستنهض الهمم من أجل كسر القيود، واشتهرت شيخات كثيرات في تلك الحقبة بهذا اللون "النضالي".
ومرت السنون وتغيرت الأحوال، ولم يعد للشيخات ذلك الحضور الوازن حتى في حفلات الزفاف والأعراس إلا نادراً، وصار اللجوء أكثر إلى المجموعات الغنائية الذكورية وحتى النسائية العصرية، فهو "مطلب الجمهور"، كما يجد كثيرون، بالنظر إلى التحولات التي عرفها المجتمع على صعيد الذائقة الفنية.
ويعلق الناقد الفني فؤاد زويريق على هذا الموضوع، في حديث مع "العربي الجديد" بقوله إن الشيخات في المغرب مظلومات فنياً واجتماعياً، وهذا يرجع بالأساس إلى طبيعة المجتمع نفسه الذي انبثقن منه، والذي يعاني من ازدواجية، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالمرأة، فهذه الفئة ليست وحدها فقط التي تعاني من الظلم، فالظلم يشمل مثقفات وسياسيات ورياضيات وممثلات.
يتابع زويريق بأن "الشيخات لسن استثناء رغم أن هذه الفئة كانت لها مكانة خاصة واستثنائية في زمن ما، إذ لم تكن مغنية وراقصة عادية، بل كانت رمزاً وطنياً وشعبياً، ومن خلالها تُنقل الرسائل إلى أولي الأمور من قادة وغيرهم، ومنهن مقاومات ومناضلات قاومن وناضلن بلسانهن وأغانيهن، منهن من اكتسبت شهرة تاريخية مثل الشيخة خربوشة وقصتها معروفة مع رجل السلطة، القايد عيسى".
ويكمل المتحدث بأن "دور ووظيفة الشيخة انحسر في وقتنا الحالي لأسباب عدة، وأصبح مجرد تراث شعبي يقاوم كل أشكال الحداثة والعصرنة بسبب هيمنة أنماط موسيقية أخرى أثرت على حضور الشيخات"، مشيراً إلى أنه يتعين الحفاظ على تراث الشيخات كما هو وحمايته".
تحولت الشيخة في التمثل الذهني للمغاربة من تلك الفنانة الشعبية التي تحيي حفلات الزفاف لمختلف الشرائح المجتمعية، والتي تغلف أغانيها برسائل اجتماعية وسياسية وفنية، إلى مجرد "فنانة" التصقت بها صور خادشة للحياء، من رقص مبتذل وكلمات مخلة بالآداب العامة.
ويرى زويريق في هذا الصدد أن "إلصاق صورة سلبية خادشة للحياء بالشيخة لم يكن وليد اللحظة، فالخطأ تاريخيٌّ وتسبب فيه واحد من أقوى وأبطش القادة في عهد الاستعمار الفرنسي، وهو الباشا التهامي الكلاوي الذي قام بإلحاق الشيخة ببائعة الهوى وجمعهما في موقع واحد، فأصبحت بذلك صفة شيخة خادشة للحياء نتيجة لهذا الخلط المعيب".
اقــرأ أيضاً
وخلص الناقد إلى أن الشيخة هي نتاج المجتمع المغربي، وتمثل بشكل من الأشكال هويته، فرغم تراجع تأثيرها عليه وجب احترامها كفنانة ومبدعة تؤدي نمطاً غنائياً يعتبر من أصعب الأنماط الغنائية المغربية، كما وجب الحفاظ عليها كتراث شعبي وإنساني وموسيقي حي.
في السابق، كانت فرق "الشيخات" تتربع على عرش الأعراس والحفلات الخاصة عند كبار القوم ثم ما لبث الأمر أن امتد إلى صغارهم، وأصبحن لازمة في أفراح الأغنياء كما الفقراء، وكانت أسهمهن مرتفعة، فالشيخة إذا حضرت للزفاف حولته إلى مزار شعبي مطلوب، حيث تتراقص الأجساد.
هكذا كان الأمر طيلة سنوات خلت، بينما خلال فترة الاستعمار الفرنسي للبلاد، كانت الشيخة رمزاً فنياً وسياسياً أيضاً، حيث أغانيها تحفل بكم غير يسير من الرسائل السياسية والمحفزة لمقاومة الاحتلال، وتستنهض الهمم من أجل كسر القيود، واشتهرت شيخات كثيرات في تلك الحقبة بهذا اللون "النضالي".
ومرت السنون وتغيرت الأحوال، ولم يعد للشيخات ذلك الحضور الوازن حتى في حفلات الزفاف والأعراس إلا نادراً، وصار اللجوء أكثر إلى المجموعات الغنائية الذكورية وحتى النسائية العصرية، فهو "مطلب الجمهور"، كما يجد كثيرون، بالنظر إلى التحولات التي عرفها المجتمع على صعيد الذائقة الفنية.
ويعلق الناقد الفني فؤاد زويريق على هذا الموضوع، في حديث مع "العربي الجديد" بقوله إن الشيخات في المغرب مظلومات فنياً واجتماعياً، وهذا يرجع بالأساس إلى طبيعة المجتمع نفسه الذي انبثقن منه، والذي يعاني من ازدواجية، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالمرأة، فهذه الفئة ليست وحدها فقط التي تعاني من الظلم، فالظلم يشمل مثقفات وسياسيات ورياضيات وممثلات.
يتابع زويريق بأن "الشيخات لسن استثناء رغم أن هذه الفئة كانت لها مكانة خاصة واستثنائية في زمن ما، إذ لم تكن مغنية وراقصة عادية، بل كانت رمزاً وطنياً وشعبياً، ومن خلالها تُنقل الرسائل إلى أولي الأمور من قادة وغيرهم، ومنهن مقاومات ومناضلات قاومن وناضلن بلسانهن وأغانيهن، منهن من اكتسبت شهرة تاريخية مثل الشيخة خربوشة وقصتها معروفة مع رجل السلطة، القايد عيسى".
ويكمل المتحدث بأن "دور ووظيفة الشيخة انحسر في وقتنا الحالي لأسباب عدة، وأصبح مجرد تراث شعبي يقاوم كل أشكال الحداثة والعصرنة بسبب هيمنة أنماط موسيقية أخرى أثرت على حضور الشيخات"، مشيراً إلى أنه يتعين الحفاظ على تراث الشيخات كما هو وحمايته".
تحولت الشيخة في التمثل الذهني للمغاربة من تلك الفنانة الشعبية التي تحيي حفلات الزفاف لمختلف الشرائح المجتمعية، والتي تغلف أغانيها برسائل اجتماعية وسياسية وفنية، إلى مجرد "فنانة" التصقت بها صور خادشة للحياء، من رقص مبتذل وكلمات مخلة بالآداب العامة.
ويرى زويريق في هذا الصدد أن "إلصاق صورة سلبية خادشة للحياء بالشيخة لم يكن وليد اللحظة، فالخطأ تاريخيٌّ وتسبب فيه واحد من أقوى وأبطش القادة في عهد الاستعمار الفرنسي، وهو الباشا التهامي الكلاوي الذي قام بإلحاق الشيخة ببائعة الهوى وجمعهما في موقع واحد، فأصبحت بذلك صفة شيخة خادشة للحياء نتيجة لهذا الخلط المعيب".
وخلص الناقد إلى أن الشيخة هي نتاج المجتمع المغربي، وتمثل بشكل من الأشكال هويته، فرغم تراجع تأثيرها عليه وجب احترامها كفنانة ومبدعة تؤدي نمطاً غنائياً يعتبر من أصعب الأنماط الغنائية المغربية، كما وجب الحفاظ عليها كتراث شعبي وإنساني وموسيقي حي.