إسقاط تمثال تاجر رقيق يحيي الجدل حول تاريخ بريطانيا

09 يونيو 2020
أسقط المتظاهرون تمثال إدوارد كولستون في بريطانيا (ماثيو هوروود/Getty)
+ الخط -

حوّل إسقاط تمثال لأحد تجار الرقيق خلال احتجاجات مناهضة للعنصرية، في مدينة بريستول الإنكليزية الساحلية، الجدل الذي تشهده بريطانيا عن كيفية التعامل مع بعض من أكثر فصول تاريخها ظلاماً إلى مسألة ملحة.

وأسقطت مجموعة من المتظاهرين المشاركين في موجة الاحتجاجات التي يشهدها العالم تمثال إدوارد كولستون الذي جنى ثروة خلال القرن السابع عشر من الاتجار بعبيد من غرب أفريقيا، وألقوه في الماء في ميناء بريستول، يوم الأحد.

وأصبحت تماثيل لشخصيات تعود لماضي بريطانيا الاستعماري محور جدل في السنوات الأخيرة بين من يرون أنها مجرد أنصاب تعكس التاريخ، ومن يقولون إنها تبجل العنصرية. ووصف المتحدث باسم رئيس الوزراء بوريس جونسون، إسقاط التمثال بأنه "فعل إجرامي". وقال: "يتفهم رئيس الوزراء قوة الشعور حيال هذه القضية. لكن لدينا في هذا البلد... عمليات ديمقراطية يمكنها حل هذه الأمور".

لكن المؤرخة كيت وليامز كتبت على "تويتر": "لمن يقولون إن على السلطات رفع التماثيل بعد نقاشات. نعم. لكن هذا لا يحدث". وأضافت: "يدور جدل في بريستول بشأن إدوارد كولستون منذ سنوات من دون الوصول إلى نتيجة".

لا تزال شوارع ومبان عدة في المدينة على اسم كولستون، كما لا تزال قاعدة التمثال تحمل الكلمات الأصلية التي نُقشت عليها عام 1895، وتصفه بأنه شخص "شريف وحكيم". وقال رئيس بلدية بريستول، مارفين ريس، إنه لا يؤيد الاضطرابات الاجتماعية، لكن المجتمع يخوض قضايا معقدة ليست لها حلول مزدوجة. وأضاف ريس الذي ينحدر من أصول جاميكية: "لن أدعي إطلاقاً أن وجود تمثال لتاجر رقيق في وسط بريستول، حيث نشأت، لشخص ربما امتلك أحد أجدادي، يمكن أن يكون إلا إهانة شخصية لي".

وقالت شرطة بريستول إنها اتخذت قراراً تكتيكياً بعدم التدخل حتى لا تتفاقم الفوضى. وحتى ونستون تشرشل، بطل بريطانيا في زمن الحرب، بات محل تمحيص جديد، فقد رُش تمثال له في ساحة البرلمان، في لندن يوم الأحد، بكلمات برسوم غرافيتي تقول إن "تشرشل كان عنصرياً".

وعبّر تشرشل عن آراء عنصرية وأخرى مناهضة للسامية، ويتهمه منتقدوه بحرمان الهند من المواد الغذائية خلال مجاعة عام 1943 التي راح ضحيتها أكثر من مليوني شخص.

(رويترز)

المساهمون