مسلسل "حارة الشيخ" في قفص الاتهام بالإساءة للحجاز

مسلسل "حارة الشيخ" في قفص الاتهام بالإساءة للحجاز

23 يونيو 2016
جاءت النتيجة عملاً فاقداً للهوية (يوتيوب)
+ الخط -
لم يتوقع القائمون على مسلسل "حارة الشيخ"، أن محاولتهم لتقليد "باب الحارة" السوري، ستفتح عليهم باب النقد واسعاً، وأن كبار المهتمين بتدوين التاريخ الحجازي، سيهاجمون المسلسل بشكل كبير، ويطالبون بإيقافه، ويتهمونه بتشويه صورة الحجاز القديمة.

حدث ذلك لأن المؤلف بندر باجبع، اعتمد على صورة نمطية غير صحيحة ومختلفة تماماً عما وثقه المؤرخون، ولم يكلف نفسه محاولة مراجعتها، فجاءت النتيجة عملاً فاقداً للهوية التي توارثها أهالي الحجاز. مما حدا بعدد من أعيان جدة، إلى رفع دعوى قضائية على "mbc"، طالبوا فيها بوقف عرض المسلسل، بحجة تشويه صورة الحجاز، وأنه لا يمثل الواقع في تلك الحقبة.

ويؤكد الناقد والمؤرخ عبد الصمد القرشي، أن ما ظهر في المسلسل تجاوز الإساءة لأخلاق رجال ونساء الحجاز، إلى تشويه التاريخ، ويقول لـ"العربي الجديد": "شاهدت الحلقات الأولى من المسلسل وعرفت على الفور أنه لا يمتّ للحجاز وأهلها بصلة، ولهذا السبب اجتمع عدد من أعيان جدة لتقديم شكوى للجهات الرسمية ضد المسلسل، ومَن عمل على تأليفه وإخراجه".

ويضيف: "لم تكن جدة مدينة عنيفة كما صوّرها المسلسل، فأهل جدة هم أهلها منذ الدولة العثمانية إلى الحاضر، منحدرين من عرق واحد. ولم نشاهد خروج النساء بهذه الطريقة التي يصورها المسلسل، وحتى الملابس كانت مختلقة، فهي ملابس الصبيان، وليست ملابس أهالي الحجاز الحقيقية. من يريد أن يعرف حقيقة ملابس أهل الحجاز، فعليه أن يشاهد فيلم لورنس العرب. للأسف أصبحت هوليوود أكثر معرفة بملابسنا وتاريخنا منا".

من جانب آخر، أكد المستشار أحمد محمد باديب، في محاضرة ألقاها ضمن نشاطات "جدة كدة" الثقافية، أن المسلسل المشوّه لا يجسد أهل الحجاز، لا ماضياً ولا حاضراً، وقال: "كنت خارج السعودية، وفور عودتي وصلتني عدة اتصالات معارضة لحارة الشيخ، وأهداني أحد أبنائي شريط فيديو به حلقتان من المسلسل، وبعد مشاهدتي تأكدت أن المسلسل لا يمت بصلة نهائياً إلى أهل الحجاز، ولا يجسد أهلها... حارة الشيخ يريد أن يُلبس جدة لباساً غير لباسها الحقيقي".

وفي ذات الاتجاه، يؤكد الروائي والمؤرخ يوسف تراوري، أنه لم يشعر بالحماسة لمشاهدة "حارة الشيخ"، لأنه لم يكن يثق في القائمين على المسلسل، ولقناعاته بأن الدراما قبل أن تكون أموالاً، هي رؤية وكوادر بشرية وتراكم معرفي تاريخي.

ويوضح تراوري لـ"العربي الجديد": "الدراما الحقيقية لا يصنعها هواة هدفهم الكسب المادي والإثارة على حساب التاريخ، لهذا ظهر المسلسل وكأنه تقليد مشوّه لباب الحارة السوري، حتى في شخصياته"، ويضيف: "محاولة للحصول على بعض الزخم، على حساب تاريخ عريق لمنطقة مهمة، وللأسف أظهر المؤلف أهالي الحجاز الذين اشتهروا بخدمة الحجاج، كأنهم فتوات يلاحقون النساء اللاتي يظهرن كاشفات في الأسواق، وكله تزوير للتاريخ".

في المقابل، ردّ بعض المشاركين في المسلسل بأنه مجرد فنتازيا تاريخية، لم يقصد تحديد منطقة معينة، والعمل في مجمله يستند على الخيال وليس الواقع، حيث يقول الفنان محمد بخش: "العمل فنتازيا، ولا علاقة له بالتاريخ، هو عمل خيالي ولا يحكي واقعًا حقيقيًا، وحتى الأزياء ليست حقيقية، وإنما قريبة من الواقع". ويختم مدافعاً: "لأن أحداث المسلسل تدور في زمن الشريف، كان من الطبيعي أن يأتي قريبًا من عادات وتقاليد الشام وأهلها".

 

دلالات

المساهمون