إحسان القواسمي و"يوم الأرض"

03 ابريل 2018
من لوحات القواسمي (فيسبوك)
+ الخط -
بين طول "انتظار" وإصرار على "العودة"، وما بين "شجرة" تضرب جذورها عميقا في الأرض تحكي حكاية أهلها وناسها.. يبدو التفاؤل والأمل في "زوال الجدار" هو الأكثر ظهورا في ريشة الفنانة التشكيلية المقدسية الشابة، إحسان القواسمي، التي وُلدت في القدس عام 1982، ونشأت في حواريها وأزقتها، وكانت شاهدة على ما فعله الاحتلال الإسرائيلي بمدينتها وبأرضها، في وقت ارتبط وجدانها بذكرى "يوم الأرض" الخالدة، فتجسدت تلك الأرض في رسوماتها.
تقول القواسمي لـ "العربي الجديد": "الأرض الفلسطينية ليست ترابا فقط في مساحات واسعة، بل هي الوطن، والله، والعرض، والأمان، وعلاقة الفلسطيني بها كعلاقة الطفل بأمه، لهذا ظلت فلسطين الوطن المسلوب في ذاكرة وأرواح أبنائها، ولم تحل بينه وبينها عمليات النزوح والتهجير، وكان على الدوام يضحي من أجلها بدمه ويفتديها بكل غال ونفيس، وذلك عهده بها حتى قبل التهجير وقبل أن يستوطنها الغزاة ويسلبونها منه".
هذه الرؤى تجسدت لدى الفنانة التشكيلية إحسان، كما تقول، من خلال لوحاتها الفنية التي عبّرت من خلالها عن مضامين الانتماء والمقاومة والهوية. وبهذه الرؤى مجتمعة تحيي كل عام معركة "يوم الأرض الخالدة"، رغم أنها وُلدت بعد اندلاع تلك المعركة بست سنوات، لكنها، كما كل شباب فلسطين وأطفالها وأجيالها الذين ولدوا لاحقا وقدموا أرواحهم فداء لها، كانت الأرض بالنسبة إليها هي الهوية التي تقاتل من أجلها.. وهي الرسالة التي تطوف بها العالم عبر لوحاتها، لتذكر أمم الأرض بمظلومية شعبها.

تقول إحسان: "الأرض ليست فقط خمسة حروف، بل هي قاموس من المعاني والدلالات يحتوي جميع لغات العالم التي تدور حولها الحروب. ولهذا حاولت إظهار هذا المعنى من خلال لوحاتي بوجود الأم التي هي أمّنا فلسطين، فكانت لوحتي التي اخترت لها عنوان (قصة شجرة)، ثم لوحة (سيزول الجدار) التي تعكس قناعتي وتفاؤلي بأن هذا الجدار زائل، كما الاحتلال إلى زوال، وحلم العودة.
المساهمون