بين الغضب والتبرير... السوريون يتناقلون خبر قصف المساعدات الإنسانية

بين الغضب والتبرير... السوريون يتناقلون خبر قصف المساعدات الإنسانية

21 سبتمبر 2016
موالو النظام يتهمون القافلة بـ"الإرهاب" (عمر حاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -
طغى خبر قصف الطيران الحربي التابع للنظام وروسيا لقافلة المساعدات الإنسانية الأممية في ريف حلب، ما تسبب في مقتل 12 شخصاً من متطوعي منظمة "الهلال الأحمر العربي السوري" إضافة إلى جرح آخرين، على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مُدين لعملية القصف ومتهكم على منظمة الأمم المتحدة، وناعٍ لقتلى الهلال الأحمر وعلى رأسهم مدير مركز الهلال في أورم الكبرى عمر بركات.

وكتب محمد منصور على صفحته الشخصية على "فيسبوك": "سيذكر تاريخ الثورة أن الرد الوحيد الذي أعلنته الأمم المتحدة بعد قصف نظام الأسد لقافلة المساعدات الإغاثية التابعة لها في ريف حلب الغربي، ليل التاسع عشر من أيلول/ سبتمبر 2016، هو تجميد عملياتها الإغاثية في سورية، مع الإبقاء على مندوب النظام الذي قصف قافلتها، وأحرق مركز الهلال الأحمر وقتل مديره مع 12 من العاملين فيه، ممثلا دائما لسورية لديها.. دون التفكير بطرده.. لتعطي بذلك درسا في قلة الشرف الدبلوماسي وتحويل الاعتداء على المنظمة الدولية إلى وجهة نظر لا تتعارض مع "الاحتفاظ" بمندوبي القتلة!".

وتناقل الناشطون صور اللحظات الأولى لقصف قافلة المساعدات ومركز الهلال الأحمر، إضافةً إلى صور تظهر الدمار الناتج عن القصف، وتظهر في بعضها جثامين القتلى.

على الطرف المقابل، اعتبر الموالون للنظام، عبر كتاباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أن القصف تصرف طبيعي من قبل النظام، لأن الأخير لم يعطِ الإذن للأمم المتحدة بإدخال المساعدات، معتبرين أن "إدخال المساعدات كان فيه تحدٍ للنظام، وقصفه كان أبلغ رسالة منهم".

واعتاد النظام منذ بداية الحراك أن يصف كل من يقتلهم "بالإرهاب" إن كانوا أطفالاً أو نساءً. وهذا ما تحاول تسويقه الصفحات الموالية له والمدعومة من قبل أجهزة المخابرات والجهات الداعمة له، كحساب "رجال الله رجال الجيش العربي السوري" على موقع "تويتر"، والذي غرد قائلا "الطيران الحربي ينفذ عدة غارات على مرتزقة الإرهاب في أورم الكبرى بريف حلب ويقضي على 15 إرهابياً ويجرح العشرات منهم".

وهناك من موالي النظام السوري من اعتبر قصف قافلة المساعدات الإنسانية المتجهة إلى مناطق المعارضة ردًا على قصف التحالف الدولي لأحد مواقع القوات النظامية في دير الزور.

عمر هلال غرد قائلاً "#الأمم_المتحدة تندد بقصف الطائرة #السورية لشاحنات المساعدات الإنسانية إلى #حلب، والجيش السوري يرد قصفت بالغلط وكل مرة لح. تقصف بالغلط...!".


من جهتها، اعتمدت الموالية للنظام أميرة، الرواية الروسية بوجود سيارة أسلحة ترافق القافلة، لتغرد على "تويتر"، قائلةً إن "أكثر من 25 شاحنة مساعدات عسكرية للمرتزقة في حلب من أردوغان منعوها من التفتيش، فتشها الطيران السوري على طريقته، وأصوات الانفجارات تملأ المنطقة".

أما بعض الصفحات الإخبارية الموالية للنظام، فقد اعتبرت أن القوات النظامية قضت على عدد من "الإرهابيين" منهم مدير المركز عمر سليمان بركات، التي وصفته "بالإرهابي" واتهمته بأنه قيادي في "جيش الفتح" في أورم الكبرى بريف حلب الغربي. رغم أن فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري في حلب نعاه بشكل رسمي مطالبًا بحماية متطوعيه وموظفيه ومؤسساته واحترام شارته، حرصاً على بقاء العمل الإنساني واستمراره، لما لذلك من أثر كبير في تخفيف معاناة المتضررين والمحتاجين، ويؤكد على ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني.

يشار إلى أن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري منظمة إنسانية مستقلة ومحايدة تعمل وفقاً لمبادىء الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.

المساهمون