حذّر المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، من ردود الفعل المتنامية ضدّ العولمة، وحثّ الناس على المواجهة، عبر بناء "مجتمع عالمي"، بدلاً من "الاكتفاء بالجلوس والتذمر من الوضع الراهن".
وجاء كلام زوكربيرغ في منشور من 5800 كلمة، على صفحته على موقع "فيسبوك"، أمس الخميس، حول مستقبل وسائل التواصل الاجتماعي والاقتصاد العالمي. وقال إن "العولمة كانت مفيدة، لكنها خاطرت بترك بعض الناس خلفها".
وكتب "يزداد ارتباط العالم سنوياً، وكان ينظر إلى الأمر بإيجابية. لكن الآن، خلفت العولمة أشخاصاً وراءها حول العالم، وبدأت بعض التحركات للانسحاب من التواصل العالمي". وأضاف "هناك تساؤلات حول إمكانية خلق مجتمع عالمي يفيد الجميع".
واقتبس زوكربيرغ مقولة الرئيس الأميركي، أبراهام لنكولن الذي تحدث عن الأداء المتناغم و"الاحتياجات الروحية"، والمشاركة المدنية، وقال إن "كثيراً من الناس فقدوا الأمل في المستقبل". وأضاف "لبضعة عقود وربما أطول، تخلى الناس عن فكرة أن اتصال العالم مع بعضه البعض سيجعل كل شيء يسير على نحو أفضل".
وأوضح "المؤسسات كافة، سواء كانت حكومية أو غير هادفة للربح أو حتى شركات ربحية يجب أن تقوم بدورها في تشييد هذه البنية الأساسية التي نريدها لتمكين الناس، وبالتالي توفير فرص للجميع، وليس فقط لفئة معينة".
وقال "إذا كنت مستاءً من الاتجاه الذي تسير فيه الأمور، أتمنى ألا تقف مكتوف الأيدي وتظل محبطاً، بل اشعر بأن هناك حاجة ملحة لبناء البنية التحتية طويلة المدى التي نحتاج إلى وجودها".
وفي مقابلة مع "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، على خلفية منشوره، أفاد زوكربيرغ بأن "القادة فشلوا في توقع النتائج السلبية للتغيرات العالمية".
وشدد زوكربيرغ على أن الكثير من التحديات التي نواجهها اليوم هي أيضاً تحديات عالمية، سواء كانت مواجهة التغيرات المناخية أو إنهاء الإرهاب أو القضاء على الأوبئة، أو حتى عندما تؤدي حرب أهلية في بلد ما إلى أزمة لاجئين في مختلف القارات.
وقال "هذه أمور عالمية بطبيعتها وتتطلب مستويات مختلفة من البنى التحتية، أكثر من تلك التي كنا نملكها تاريخياً".
كما تطرّق زوكربيرغ في منشوره إلى مسألة الأخبار الزائفة، على خلفية الانتقادات الكثيرة التي تعرّض لها الموقع، وخاصة خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة.
وكتب "دقة المعلومات مهمة جداً، ونحن نعلم أن هناك معلومات خاطئة ومحتوىً مخادعاً على الموقع"، وأكد أنهم "حققوا تقدماً في مواجهة الخداع، ولكن مازال هناك حاجة للكثير من العمل"، مشيراً إلى أنه "لا يوجد دائماً خط واضح بين الخداع والسخرية والرأي".
وتابع "سنركز بدرجة أقل على منع التضليل، وسنركز بصورة أكبر على إظهار وجهات نظر ومعلومات إضافية، ويتضمن هذا مراجعة الحقائق لفحص دقة المادة المنشورة".