وحيد حامد يفضح استيلاء إعلامي السيسي على أموال التبرعات

23 يونيو 2018
انتقادات لأجر فتحي الخرافي (تويتر)
+ الخط -
تحت عنوان "الرقص مع الذئاب"، كتب السيناريست المصري المعروف، وحيد حامد، مقالاً مطولاً، في صحيفة "المصري اليوم" الخاصة، اليوم الجمعة، يفضح فيه بالمستندات استيلاء الكاتب الشاب، محمد فتحي، على أكثر من 5 ملايين جنيه من أموال التبرعات، تحت ستار كتابته سيناريو مسلسل تلفزيوني شارك في إنتاجه مستشفى (57357) الشهير، بمبلغ 28 مليوناً و381 ألف جنيه.

ويعد فتحي أحد رموز مجموعة تسمى "شباب الإعلاميين"، وهي محسوبة على الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأجهزة الاستخبارات الموالية له، ويعمل مستشاراً إعلامياً للمستشفى، علاوة على تقديمه برنامج "مصر من البلكونة" على راديو "دي أر إن"، التابع لشركة "تواصل للعلاقات العامة"، وهي مملوكة لشركة "فالكون غروب"، التي يرأسها الوكيل السابق للاستخبارات الحربية، اللواء شريف خالد.

وكشف حامد عن مساهمة المستشفى، الذي يستهدف علاج الأطفال من مرض السرطان، ويعتمد بشكل رئيسي على أموال التبرعات، بنسبة 60% من ميزانية إنتاج مسلسل "الشريط الأحمر"، متهماً إدارة المستشفى بالفساد، على خلفية تقدم الشركة المنتجة للمسلسل بطلب للتصوير داخل المستشفى، وإصرار مديرها، شريف أبو النجا، على الدخول شريكاً في الإنتاج بالحصة الكبرى.

وأشار حامد إلى إسناد مهمة كتابة المسلسل إلى فتحي مقابل "مبلغ خرافي"، يبلغ 5 ملايين و850 ألف جنيه، وهو ما يعد سابقة في عالم التأليف التلفزيوني، على الرغم من عدم ممارسة الإعلامي الشاب هذا العمل من قبل، مشيراً إلى أنه صديق شخصي لأبو النجا، الذي يوظفه في المستشفى كمستشار إعلامي مع عدد آخر من الصحافيين.

ووجّه حامد تساؤلاً إلى فتحي، بالقول: "هل دفعت ضرائب لهذا المبلغ؟ وهل سددت حصة النقابات؟ وهل تكون مرتاح البال، وأنت تغرف، وتأكل، وتشرب، وتلبس، وتركب سيارة من أموال التبرعات؟!"، متابعاً "هل تحس بالرضا عن نفسك، وأنت أحد الشباب الذين يأمل السيد الرئيس فيهم خيراً؟، ألم تمر عليك مقولة من كان بيته من زجاج، فلا يرمي الآخرين بالحجارة!".

وزاد حامد في مقاله: "الكارثة تمثلت في إخلاء عنبر كامل من المرضى لمدة تزيد على الشهرين، وتسليمه لفريق التصوير، بينما يطرد أمن المستشفى الأطفال المرضى بسبب عدم وجود أماكن!"، مستطرداً "المستشفى يسعى إلى شراء أكثرية المساكن المحيطة بالمبنى تحت زعم التوسعات، وقد رصدت خمسين مليون جنيه تحت بند عملية الشراء والإخلاء، وهو ما يتعارض مع رغبة الأهالي، ويمثل تهديداً مباشراً لمصالحهم، وانتمائهم للمنطقة التي ولدوا وعاشوا فيها".

وكتب الصحافي في شبكة (سي إن بي سي)، أحمد متولي، معقباً: "المقال كشف حقائق مذهلة عن (عربخانة 57357) التي بدأت بحلم جميل. وما يخصني من كم الصدمات الرهيب بالأرقام هو زميلنا محمد فتحي، الذي قبض 5 ملايين جنيه، خلاف مرتبه الخرافي من أموال الأطفال المرضى، وما زال يلف القنوات، للظهور بمظهر الملاك الطاهر، وما خفي كان أعظم".

فيما كتب عمر عبد الجواد، قائلاً: "محمد فتحي الذى ذكره كاتبنا الكبير وحيد حامد قبض خمسة ملايين من أموال الفقراء، الذين لا حول لهم ولا قوة.. أول مرة قابلت فيها الأستاذ فتحي كانت في رمضان منذ ثلاثة أعوام في دار (الباقيات الصالحات)، التي تشرف عليها الدكتورة عبلة الكحلاوي. وكان يشرف على الإفطار حينها، الذي كان متفوقاً على فنادق النجوم الخمسة".


بدوره، قال أحمد شوقي: "محمد فتحي أخد أجر خرافي نظير تأليفه المسلسل المذكور، وهذا رقم غريب وكبير جداً في سوق الدراما، وملفت للانتباه"، مضيفاً "عن نفسي أول مرة أسمع الرقم ده لكاتب بيكتب دراما لأول مرة. ووحيد حامد نفسه بتاريخه كله لا يأخذ خمسة ملايين في مسلسل واحد إلى الآن. هل وصل الفساد في مصر إلى هذا الحد؟!".

المساهمون