واعتبرت المنظمة في تقريرها السنوي إنّ هذه المؤشرات مثيرةً للقلق، خصوصاً مع انخفاض متوسط المعدل العالمي كل عام، وتجاوز عدد البلدان التي حققت انخفاضات في الدرجات على نحو مستمر.
وأشارت "فريدوم هاوس" إلى انخفاض مستوى الحريّات في العالم، تحديداً بسبب ممارسات أشخاصٍ كالرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
تراجع أميركي... بسبب ترامب
دق التقرير ناقوس الخطر في أميركا، واصفاً الرئيس، دونالد ترامب، بأنه يشكل تهديداً وجودياً للديمقراطية الأميركية، ربما هو أكبر تحدٍ تشهده في التاريخ الحديث.
وقالت المنظمة "لقد هاجم ترامب المؤسسات والتقاليد الأساسية بما في ذلك الفصل بين السلطات، والصحافة الحرة، والقضاء المستقل، وإقامة العدل بشكل محايد، والضمانات ضد الفساد، والأكثر إثارة للقلق: شرعية الانتخابات".
وكتب رئيس "فريدوم هاوس"، مايك أبراموفيتش، في قسم خاص من تقرير هذا العام، الذي صدر الثلاثاء: "لا يمكننا أن نعتبر أن السدود المؤسساتية ضد إساءة استخدام السلطة ستحتفظ بقوتها، أو أن ديمقراطيتنا ستستمر على الدوام".
صحيح أن الولايات المتحدة سجلت نتائج أعلى من 90 دولة، لكن النتيجة كانت بطيئة منذ عام 2009، بسبب أمور عدة كارتفاع الاستقطاب الإعلامي، والسياسي، والقيود على مستوى الدولة على حقوق التصويت.
وفقاً لأبراموفيتش، ما يثير القلق هو كون ترامب يتبع قواعد اللعبة المعمول بها في دول مثل المجر وفنزويلا، حيث قام القادة المنتخبون بتخريب الديمقراطية في بلادهم. إذ ترتكز هجمات ترامب الخطابية على المؤسسات نفسها، التي تساعد في حماية الديمقراطية.
وأضاف "هجماته على القضاء والصحافة، ومقاومته لضمانات مكافحة الفساد، وادعاءاته التي لا أساس لها عن تزوير التصويت من قبل المعارضة، كلها تكتيكات مألوفة للأوثوقراطيين الأجانب والديماغوجيين الشعبويين".
وهنا، يشير موقع "فوكس" إلى أنّ هذا التقرير يهدد مصلحة المنظمة نفسها، إذ تشكل منح الفيدرالية الأميركية 85 في المائة من إيرادات "فريدوم هاوس" السنوية، وفقاً لتقرير عام 2016. وفي حال قرر ترامب أو حلفاؤه في الكونغرس الانتقام منها بسبب هذا التقرير، فسوف تكون العواقب وخيمة.
حرية الصحافة والتعبير: الخطر المستمر
كما كشف التقرير أن درجات حرية الصحافة انخفضت هذا العام في أربع من أصل ست مناطق في العالم.
وأصبحت الانتهاكات الفاضحة، مثل سجن الصحافيين، أكثر انتشاراً. والأمر الأكثر خطورةً هو انخفاض التعبير الشخصي، إذ قامت الحكومات بقمع النقاش النقدي بين المواطنين، خاصة عبر الإنترنت. وبحسب المنظمة، يتم تعزيز الهجوم ضد حرية التعبير بشكل جديد وأكثر فعالية عبر الاستبداد الرقمي.
وقال التقرير: "تقوم الصين حالياً بتصدير نموذجها للرقابة والمراقبة الشاملة للإنترنت في جميع أنحاء العالم، حيث تقدم دورات تدريبية وحلقات ورحلات دراسية بالإضافة إلى معدات متقدمة تستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعرف على الوجه. وبينما تأخذ الإنترنت دور مجال عام افتراضي، ومع انخفاض تكلفة المراقبة المتطورة، فإن رغبة بكين وقدرتها على نشر النماذج الاستبدادية للسيطرة الاجتماعية الموفرة رقمياً تشكل خطراً كبيراً على الديمقراطية في جميع أنحاء العالم".
العالم العربي: السيسي وبن سلمان يجعلان الوضع أسوأ
بحسب التقرير، "استمرت الدول السلطوية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في قمع المعارضة خلال عام 2018، وحتى الديمقراطيات القليلة في المنطقة عانت من جروح ذاتية. ومع ذلك، يمكن للانتخابات التي تُجرى في العراق ولبنان أن تؤدي إلى استقرار هذه البلدان وأن تفتح الطريق أمام تقدم متواضع".
وبيّن التقرير أنّ "القمع السياسي تفاقم في مصر، حيث أعيد انتخاب الرئيس، عبد الفتاح السيسي، بنسبة 97 في المائة من الأصوات بعد أن سجنت قوات الأمن بشكل تعسفي المنافسين المحتملين".
وفي المملكة العربية السعودية، "بعد أن استمدت الحكومة الثناء على تخفيف الحظر الصارم على قيادة النساء، ألقت السلطات القبض على ناشطات حقوق المرأة البارزات، وشددت حتى على أشكال معتدلة من المعارضة".
وعن قبضة ولي العهد السعودي، أضاف التقرير: "شددت الأدلة على أن ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، قد أمر شخصياً باغتيال الكاتب الصحافي بـ"واشنطن بوست"، جمال خاشقجي، في إسطنبول، ما بدّد أية آمال متبقية بأن الأمير الشاب قد يظهر كمُصلِح".
و"فريدوم هاوس" منظمة مراقبة تجمع تقريراً سنوياً عن حالة الديمقراطية وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. ويُعتبر تقرير "الحرية في العالم" مرجعاً لواضعي السياسات والأكاديميين الذين يدرسون الديمقراطية.