مصر: تلفيق قضية جديدة لمراسل "الجزيرة" محمود حسين

29 مايو 2019
تمت إعادة حسين لسجن طرة (تويتر)
+ الخط -


أصدرت أسرة مراسل شبكة "الجزيرة" الإعلامية في مصر، الصحافي محمود حسين، بياناً يكشف ملابسات إعادته مرة أخرى إلى سجن طرة، جنوب القاهرة، ورفض السلطات الأمنية إطلاق سراحه، على الرغم من قرار محكمة جنايات القاهرة الصادر أخيراً بتأييد إخلاء سبيله بتدابير احترازية.

وقال بيان الأسرة إن "حسين خرج يوم السبت الماضي من سجن طرة إلى قسم شرطة الجيزة، وفي اليوم نفسه انتقل إلى قسم شرطة قرية أبو النمرس في الجيزة، وتم إعلامه أنه سينفذ هناك التدابير الاحترازية لمدة يومين في الأسبوع، ولا يتبقى سوى إشارة من مكتب الأمن الوطني في وزارة الداخلية لإخلاء سبيله".

وأضاف البيان "بعد مبيت ليلة في القسم فوجئت الأسرة باصطحاب حسين إلى نيابة أمن الدولة في ضاحية التجمع الخامس، شرق القاهرة، وإبلاغها أن هذه الخطوة مجرد إجراءات"، مبينة أنه تمت إعادته مجدداً إلى سجن طرة، والتحقيق معه في غياب المحامين على ذمة قضية جديدة تحت رقم 1365 لسنة 2018، بالرغم أنه كان مسجوناً وقتها".

وتابع: "الأسرة تهيأت لخروج عائلها، وسلمت له ملابس ملكية بعد عامين ونصف العام من ارتداء الزي الأبيض الخاص بالحبس، غير أنه لم يكتب له إلا ليلة واحدة خارج سجن طرة، وكانت على بلاط الحجز في قسم الشرطة، وعند محاولة زيارته في السجن اليوم (الثلاثاء) لم يُسمح بالزيارة".

وختمت الأسرة البيان: "محمود أب لتسعة من الأبناء، وأصيب كل من أمه وأبيه المسنين بجلطات متعددة حزناً على ابنهم الأكبر، رأس الأسرة وفخرها، وهو صحافي مصري يعمل مجال الإعلام ما يزيد على ثلاثين عاماً، ضاع منه أمل الحرية الذي لم يفصله عنه سوى بضعة أمتار، ليحقق معه في قضية لم يسمع بها من قبل!".

من جهة ثانية، طالب "المعهد الدولي للصحافة" السلطات المصرية بالإسراع في إجراءات الإفراج عن حسين، في رسالة أرسلتها المديرة التنفيذية للمعهد إلى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، نيابة عن أعضائه، للإعراب عن القلق العميق من التأخير في إطلاق مراسل شبكة "الجزيرة" على الرغم من قرار المحكمة بإخلاء سبيله.

وقالت الرسالة: "بصفتكم وزيراً لخارجية مصر، نحثكم على ضمان احترام حكومتكم لسيادة القانون من خلال الإفراج الفوري عن محمود حسين، لأن حرية الصحافة عنصر أساسي في أي مجتمع ديمقراطي".

واعتقلت السلطات المصرية حسين في ديسمبر/كانون الأول عام 2016، تحت ذريعة "تشويه صورة القوات المسلحة المصرية" من دون تقديمه إلى المحاكمة، بعد أن بثت شبكة "الجزيرة" فيلماً وثائقياً عن دور الجيش في الحياة السياسية والنشاط الأمني في مصر.


وأعلنت العشرات من المنظمات الدولية الداعمة لحماية الصحافيين وحرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان تضامنها مع حسين، على ضوء ما وجه إليه من تهم كيدية وغير دقيقة وملفقة. كما تضامن معه المئات من الصحافيين حول العالم رافعين صوره، وصور العشرات من الصحافيين الذين سجنوا في بلدانهم عقاباً على نقلهم الصورة والخبر.

وخلال العامين الماضيين، تعرض حسين لانتهاكات جسيمة، وظل في محبسه الانفرادي لأشهر عدة محروماً من الزيارات والمتابعة الطبية. وأظهرت صور مسربة تعرضه لسوء المعاملة، ومنعه من العلاج، على الرغم من إصابته بضيق في التنفس، وفقدان الوزن، والإجهاد النفسي، علاوة على كسر ذراعه اليسرى بمحبسه.

المساهمون