رقص للحياة... من اليرموك إلى لبنان

رقص للحياة... من اليرموك إلى لبنان

06 ديسمبر 2015
الفرقة (العربي الجديد)
+ الخط -
يعيش اللاجئون الفلسطينيون في سورية لجوءاً آخر، فبعد تدمير المخيمات وخاصة مخيم اليرموك، نزح سكان هذا المخيم إلى لبنان، منهم من اختار طريق الهجرة إلى أوروبا، ومنهم من تمسك بأرض المخيم كما يتمسك بأرض فلسطين، ومنهم من يخاطر حالياً وفي هذا الطقس بهجرة غير مضمونة النتائج في البحر بحثاً عن حياة أفضل.
ورغم كل المآسي التي تعرضوا لها، إلا أنهم ما زالوا متمسكين بتراثهم. هكذا قامت مجموعة منهم إلى إطلاق نشاطات في مختلف المخيمات التي وصلوا إليها، تحديداً في لبنان، إن كان في عين الحلوة أو شاتيلا أو برج البراجنة.


ربى رحمة، التي نزحت من مخيم اليرموك في سورية بعد اشتعال المعارك وقصف النظام السوري للمخيم، استقرت مع عائلتها في مخيم عين الحلوة (جنوب لبنان) تقول لـ"العربي الجديد": "قبل أن ننزح من سورية تخرجت من الجامعة، اختصاص أدب عربي، وعملت في مجال التعليم لفترة، وعندما جئنا إلى لبنان تطوعت في العمل على تدريس المنهاج السوري للطلاب النازحين من سورية، وخاصة صفوف "البريفيه والبكالوريا"، وكنت أيضاً ناشطة حقوقية في المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان ومتطوعة في جمعية التنمية للإنسان والبيئة في مجال الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال والمراهقين.
وأضافت، شقيقتي سلام (20 سنة) كانت منتسبة إلى فرقة للرقص الشعبي الفلسطيني في مخيم اليرموك، قررت أن تجمع مجموعة من الأطفال والشباب الفلسطينيين النازحين من سورية، وشكّلت فرقة فلكلور فلسطيني تحت اسم فرقة "لاجئ"، وساعدتها أنا بحكم عملي في التدريس حيث أنني كنت أكتشف المواهب من الطلاب، استلمت شقيقتي تدريب الأطفال وأنا استلمت تدريب الكبار، وقد بدأت الفرقة بالتدريب وتقديم العروض حيث كانت تضم فرقة الدبكة 7 أعضاء من عمر 5 سنوات وحتى 14 سنة، بالإضافة إلى 3 أعضاء للغناء أحدهم يغني "راب" بالعربي، و5 للمسرح والتمثيل.

وتلفت ربى إلى أنه نتيجة الأوضاع السيئة التي يعيشها النازحون الفلسطينيون من مخيمات سورية اضطر عدد كبير للهجرة عبر المراكب عن طريق البحر ومنهم شقيقتها، ومن بين هؤلاء مدربون كانوا معها، فاضطرت للتعاون مع مدرب آخر، كما أنها أدخلت إلى الفرقة شقيقها مدرب رقص Break Dance ليدرب مجموعة على هذا النوع من الرقص، أما الرقصات والدبكات الفلكلورية فإنها على أنغام أغان تراثية فلسطينية.
وقالت: "الهدف" من الفرقة هو التمسك بالتراث الفلسطيني وخاصة أن الشباب النازحين من مخيمات سورية يعيشون مرحلة لجوء كالتي عاشها الأجداد بعد نكبة 1948، فقد تجددت النكبة الفلسطينية، وشعرنا أننا نعيد تجربة أجدادنا في اللجوء.
وتؤكد أن "الفرقة ليس لديها مقر أو مكان للتدريب، ويتم التدريب في أماكن مختلفة سواء جمعيات أو بيوت الأصدقاء، ولم تحصل أية مساعدة من أحد لأنها كانت مساعدات مشروطة".

اقرأ أيضاً: "رسائل من اليرموك" والنقد العشوائي

المساهمون